العدد 4660 Tuesday 29, August 2023
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
بريطانيا مرحبة بولي العهد : علاقاتنا تاريخية النواف : ماضون في مكافحة الفساد وتجفيف منابعه إيران عادت للتهدئة : لا خلاف مع الكويت بشأن «الدرة» ليبيا : لقاء مع وزير إسرائيلي أطاح بنجلاء المنقوش ولي العهد يصل إلى المملكة المتحدة تلبية لدعوة من رئيس الحكومة البريطانية مجلس الوزراء يوافق على مشروع مرسوم بإصدار اللائحة التنفيذية لـ «تعارض المصالح» طلال الخالد يعتمد ترقية 38 ملازم أول إلى رتبة نقيب و1 إلى رائد أمريكا تحقق في تعريض 5000 طيار ركابهم للخطر بسبب مؤهلات مزيفة «القمر الأزرق» .. العالم يترقب مشهدا نادرا في 30 أغسطس توقف حركة القطارات بين فرنسا وإيطاليا بسبب انهيار صخري اللجنة الاقتصادية تناقش ملفي منطقة التجارة الحرة الكبرى وتطورات «الاتحاد الجمركي العربي» مجموعة Ooredoo تنضم إلى التحالف العالمي لإنترنت الأشياء IoT World Alliance إيران تنذر العراق: أغلقوا مقرات المسلحين بكردستان في سبتمبر الدبيبة يقيل وزيرة خارجية ليبيا بعد لقائها نظيرها الإسرائيلي العتيبي: تأهل الرامي خالد المضف لدورة الأولمبية «باريس 2024» انجاز مهم الكويت بطلا للبطولة العربية لكرة اليد مشاري الظفيري يحقق المركز الأول في بطولة العالم للراليات الصحراوية «الإعلام» وجمعية الفنانين الكويتيين تنعى الشاعر الغنائي يوسف ناصر هاني شاكر يطرب مسرح «مهرجان القلعة» بحفلة ساحرة مركز السينما العربية ينظم 4 فعاليات بالتعاون مع «جسر فينيسيا للإنتاج»

محليات

ولي العهد يصل إلى المملكة المتحدة تلبية لدعوة من رئيس الحكومة البريطانية

لندن – "كونا"– وصل سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه عصر أمس إلى المملكة المتحدة الصديقة وذلك تلبية للدعوة الموجهة لسموه من قبل ريشي سوناك رئيس وزراء المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندا لزيارة المملكة المتحدة الصديقة وتفضل سموه حفظه الله ليشمل برعايته وحضوره احتفالية مكتب الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة بمناسبة الذكرى الـ 70 على تأسيسه.
وكان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار الممثل الخاص لوزارة الخارجية البريطانية السفير ديفيد ماكليود وسفير دولة الكويت لدى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية بدر العوضي والعضو المنتدب في الهيئة العامة للاستثمار غانم الغنيمان وسفيرة المملكة المتحدة لدى دولة الكويت بليندا لويس والملحق العسكري للمملكة المتحدة لدى دولة الكويت بول مولفيني وأعضاء سفارة دولة الكويت ورؤساء المكاتب الملحقة والفنية المعتمدة في العاصمة البريطانية لندن.
وكان سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد قد غادر والوفد الرسمي المرافق لسموه صباح أمس متوجها إلى المملكة المتحدة الصديقة، وكان في وداع سموه على أرض المطار رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون، وسمو الشيخ ناصر المحمد، ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ أحمد العبدالله، وسمو الشيخ صباح الخالد، وسمو الشيخ أحمد النواف رئيس مجلس الوزراء، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد، ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، وكبار المسؤولين بالدولة.
ويرافق سموه وفد رسمي يضم كلا من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار ووزير المالية بالوكالة الدكتور سعد البراك، ووزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، وكبار المسؤولين بالدولة. رافقت سموه السلامة في الحل والترحال.
من جهته قال أكد سفير دولة الكويت لدى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية بدر العوضي أن زيارة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد إلى المملكة المتحدة أمس الاثنين ستعزز علاقات التعاون الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين.
وقال السفير العوضي لـ "كونا" إن زيارة سمو ولي العهد من شأنها أيضا "فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية بما يعكس واقع العلاقات الاستراتيجية التي تربط بلدنا الحبيب الكويت وقيادته السياسية العليا بالمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية".
وأضاف أن "الزيارةالتاريخية والمهمة لسمو ولي العهد -التي تأتي تلبية لدعوة من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وسيتفضل فيها سموه ليشمل برعايته وحضوره احتفالية مكتب الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسه - تجسد عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط دولة الكويت بالمملكة المتحدة الصديقة".
وأوضح السفير العوضي أن الاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة هو تجسيد حي لحجم العلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين الصديقين ومثال واضح يشار إليه بالبنان كنموذج مشرق للتعاون الاقتصادي بين الدول الهادف للبناء والتنمية والسلام.
وأشاد بالاهتمام الذي توليه الحكومة والقيادة البريطانية باستقبال سمو ولي العهد وبالعمل يدا بيد مع الجانب الكويتي لتحقيق النتائج العامة والمرجوة من هذه الزيارة التي ستسهم من دون شك في ترسيخ علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتي ربطتهما خلال الحقب والعقود الماضية وصولا إلى مرحلة تاريخية امتدت أكثر من 124 عاما.
وأكد السفير العوضي أن بريطانيا حكومة وشعبا تثمن عاليا الدور المميز والهام الذي يؤديه سمو ولي العهد حفظه الله في توثيق أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين لاسيما بعد مشاركة سموه التاريخية في مراسم العزاء التي أقيمت في بريطانيا لوفاة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في أكتوبر الماضي ومراسم تتويج الملك تشارلز الثالث ملكا للمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية في شهر مايو الماضي.
من جهتها قالت سفيرة المملكة المتحدة لدى دولة الكويت بليندا لويس إن من شأن زيارة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد إلى المملكة الإسهام في تعزيز آليات العمل المشترك بين البلدين.
وأضافت لويس في تصريح لـ "كونا" وتلفزيون دولة الكويت أن الزيارة ستتناول مجالات عدة أهمها تعزيز آلية العمل المشترك بين البلدين في مجال الأمن السيبراني إذ يشكل هذا المجال جانبا مهما من التعاون الثنائي إضافة إلى الجانب الثقافي الذي يشكل تعاونا على المستويين الحكومي والشعبي.
ونوهت بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين والتي تمتد لكافة المجالات الحيوية مثل الدفاع والاستثمار والأمن السيبراني والتعاون الثقافي وغيرها.
وأوضحت أن الزيارة تعد الثالثة لسمو ولي العهد خلال عام واحد إذ قام سموه ممثلا عن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد بزيارة في سبتمبر الماضي لتقديم واجب العزاء في وفاة الملكة إليزابيث الثانية كما زارها سموه مجددا في مايو الماضي ممثلا عن سمو الأمير - حفظهما الله ورعاهما - لحضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة.
وأعربت عن سعادتها لحضور سموه مراسم الاحتفال بمرور 70 عاما على افتتاح مكتب الاستثمار الكويتي في لندن عام 1953 مضيفة أن "المكتب لا يزال يبحث عن فرص جديدة للاستثمار في المملكة المتحدة".
وذكرت أن الكويت تمتلك علاقة جيدة مع بنك إنكلترا المركزي حيث كان لبعض أعضاء مجلس إدارته دور كبير في تأسيس مكتب الاستثمار الكويتي بلندن وأسهموا في نموه حتى أصبح يشكل نسبة كبيرة من الإيرادات.
وأضافت أن العام المقبل سنشهد الاحتفال بـ"عام الصداقة البريطانية - الكويتية" الممتدة منذ 125 عاما بتأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين على أن تقام فعاليات ثقافية مصاحبة لهذه المناسبة على المستوى الشعبي.
وبشأن نظام "تصريح السفر الإلكتروني" المقرر العمل به في فبراير المقبل أفادت السفيرة لويس بأنه سيتيح للمواطنين الكويتيين الاطلاع على الفرص الثقافية والتجارية والرياضية في المملكة المتحدة في أي وقت.
واستذكرت السفيرة لويس تاريخ الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين إذ كان أمير البلاد الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه - هو أول من قام من الأسرة الحاكمة بزيارة إلى المملكة المتحدة وكان يعتبر أول كويتي - بحسب قولها - يزور بريطانيا وذلك عام 1919 في رحلة شاقة وطويلة عن طريق البحر مما يعكس المساعي الحثيثة لتعزيز وتنمية العلاقات.
وجاءت رحلة الأمير الراحل إلى المملكة المتحدة كونه ممثلا عن حاكم البلاد حينئذ الشيخ سالم المبارك - طيب الله ثراه - لتهنئة الملك جورج الخامس بانتصار بريطانيا في الحرب العالمية الأولى وكان من ضمن وفود عالمية كثيرة توافدت إلى بريطانيا حيث قام الشيخ أحمد الجابر - رحمه الله - وقتها بإهداء الملك هدية تذكارية وكانت عبارة عن خيل عربي أصيل أطلق عليه الملك اسم "الشيخ".
هذا وهناك محطات وإنجازات تاريخية شهدتها الشراكة والصداقة والعلاقات الثنائية بين دولة الكويت والمملكة المتحدة على مدار أكثر من 124 عاما منذ اتفاقية الحماية عام 1899 بنيت دعائمها على التعاون في جميع المجالات لاسيما الأمن والدفاع والاستثمار والثقافة والتعليم.
ولعل مرحلة حكم المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الصباح تعتبر البداية الحقيقية للعلاقات الكويتية - البريطانية عندما استشعر الشيخ مبارك في عام 1899 حجم الأطماع الخارجية التي تهدد الكويت مما دفعه إلى التفكير الجدي بضرورة عقد معاهدة حماية مع بريطانيا في ذلك العام.
وبتلك الاتفاقية دخلت الكويت تحت مظلة حماية الإمبراطورية البريطانية التي تعهدت فيها بالدفاع عن الكويت ضد أي خطر خارجي أو عدوان تتعرض له فيما أعطت الاتفاقية من الجانب الآخر حرية التصرف في الشؤون الداخلية للبلاد لحاكم الكويت دون تدخل من بريطانيا.
واستمرت العلاقات الثنائية في النمو والتقدم بعد ذلك في عهد الشيخ سالم المبارك ثم في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي ازدهرت في أيامه تلك العلاقات أكثر وترسخت في المجال الاقتصادي بعد اكتشاف النفط في الكويت.
وشهدت العلاقات الثنائية استقرارا طوال العقود الماضية حتى جاء عام 1961 ليبدأ الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم خطوات باتجاه مرحلة جديدة أكثر عدالة وعمقا في العلاقات بين البلدين عندما خطا بالكويت الخطوات الأولى نحو الاستقلال.
وكانت أولى هذه الخطوات في 19 يونيو 1961 عندما أعلن الشيخ عبدالله السالم استقلال الكويت وإلغاء معاهدة 1899 مع بريطانيا لكن رغم ذلك استمرت الحكومة البريطانية بمساعدة الكويت في الدفاع عن سلامة أراضيها من الأطماع الخارجية فأرسلت قواتها العسكرية إلى الكويت حين كانت تتهددها الأطماع العراقية.
وشكلت تلك الأزمة والتعاطي الكويتي البريطاني معها علامة فارقة في العلاقات بين الدولتين الصديقتين بأن رسختها وزادت عمقها وفتحت أمام الدولتين آفاقا جديدة في التعامل خصوصا على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية.
وحينما حدثت كارثة الغزو العراقي للكويت عام 1990 شكلت المملكة المتحدة الحليف الأول للولايات المتحدة الأمريكية في موقفها الرافض للعدوان العراقي وفي تحركها العسكري نحو تحرير الكويت.
ودائما تميزت العلاقات الكويتية - البريطانية بالحفاظ على المصالح المشتركة إذ مرت بكثير من المحطات والأحداث التاريخية المهمة شملت خلالها العديد من مجالات التعاون مثل الدفاع والأمن والثقافة والتعليم والتقدم العلمي والصحة والتجارة والصناعة.
وشهدت العلاقات بين البلدين زيارات متبادلة للقيادات السياسية على مدار العقود الماضية وكان آخرها زيارة ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد في السادس من مايو هذا العام لحضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية.
وكان لوزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة جيمس كليفرلي زيارة للكويت في يوليو الماضي فيما زار وزير الدولة للاستثمار لدى وزارة الأعمال والتجارة الدولية في المملكة المتحدة اللورد دومينيك جونسون الكويت في 13 يوليو الماضي لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات في وقت كان البلدان يحتفلان بمرور 70 عاما على افتتاح مكتب الاستثمار الكويتي في لندن. وتعاقبت الزيارات المتبادلة بين الطرفين حيث زار وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم الصباح العاصمة لندن في مارس الماضي لتدشين الحوار الاستراتيجي بين البلدين على مستوى وزيري الخارجية مما يؤكد حرص القيادة السياسية لدى البلاد على تعزيز مصالح الكويت لدى المملكة المتحدة.
وعلى مستوى التعاون التجاري بين البلدين الصديقين يسعى الطرفان الى اتفاق استكمال آليات التعاون الناشئة من خلال مجموعة التوجيه لتوثيق العلاقات والشراكات الاقتصادية والتجارية عبر تشجيع الاستثمار في القطاعات الحيوية واستكشاف الفرص التجارية الواعدة ورفع معدلات التبادل التجاري وتبادل الخبرات.
وهناك تعاون مستمر على الصعيد العلمي والثقافي في مجال البحوث والمعارض والفعاليات الثقافية فيما يمثل عدد الطلبة الكويتيين المبتعثين للدراسة في بريطانيا دليلا على العلاقات الثقافية المتجذرة بين البلدين اذ بلغ خلال العام الدراسي "2022-2023" نحو 7014 طالبا مبتعثا فيما يدرس 1500 طالب على نفقتهم الخاصة.
وتجسدت روابط الصداقة التاريخية بين البلدين الصديقين حتى شملت المجال الإنساني والتسامح الديني إذ افتتحت أربعة مراكز إسلامية في بريطانيا في 20 مارس من هذا العام بدعم سخي من محسني دولة الكويت وساهمت فيها الأمانة العامة للاوقاف الكويتية.
والمراكز الإسلامية التي تم افتتاحها هي مسجد شيفلد بمدينة شيفلد ومركز البيان في مدينة برادفورد ومركز الأمل في مدينة ليستر ومركز عبدالله المطوع في مدينة سوانزي فيما تهدف المراكز إلى المساهمة في ترسيخ القيم الإسلامية لدى مسلمي المملكة المتحدة.
ويسعى البلدان لتدشين حوارات استراتيجية عديدة ووضع خريطة طريق لمستقبل أكثر إشراقا للعلاقات الوثيقة بينهما استكمالا للمسيرة التاريخية من التعاون والعمل المشترك وترجمة للتطلعات الثنائية الطموحة وتحقيقا للرؤية المشتركة لقيادتي البلدين الصديقين نحو آفاق ومستقبل أرحب يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين . 
وتلك المحطات والإنجازات تبقى شاهدا على أن العلاقات بين البلدين الصديقين على مدار أكثر من 13 عقدا كانت وستبقى راسخة متميزة ونموذجا فريدا في العلاقات بين الدول في ظل عالم متغير وتحديات كبيرة في شتى المجالات.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق