
«القاهرة »: عقــب اختيــــار الدكتور بركــات الهديبـــان رئيس تحرير جريدة "الصباح"، ورئيس مجلس إدارة قناة "الصباح" الإخبارية، ورئيس مجلس أمناء الجامعة الدولية في الكـــويت، عضـوا بمجلس إدارة المحكمـــــة العربية للتحكيم وتسوية منازعات الاقتصاد والاستثمار، والتي يترأس المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلـس الشيوخ المصري مجلـس أمنائهــا، ألقى د.الهديبان كلمة في الجلسة الافتتاحية، للمؤتمر العربى الأول للمناخ والتنمية المستدامة، والذي أقيم في القاهرة تحت شعار "الأخضر حياة"، أكد فيها أن هذا المؤتمر يعد خطوة رائدة وبالغة الأهمية، نحو إسهام عربي فاعل في تحقيق تطلعات البشرية كلها، إلى مستقبل آمن أخضر ونظيف، قبل أن يفاجأ العالم بأنه قد وصل إلى نقطة لا يستطيع معها إصلاحا، أو دفعا للضُّر عن بني الإنسان.
وقال د. بركات الهديبان في كلمته : لا شك أن التغيرات المناخية وتداعياتها الخطيرة، قد تحولت إلى واحدة من أكبر التحديات التي تواجه البشرية، ولا يمكن لدولة أو لمجتمع ما أن يعزل نفسه عنها، لأن هذه التداعيات وتلك الآثار، عابرة للحدود وللدول والقارات، ويشمل خطرها الجميع دون استثناء، وهو خطر لا يقل بحال عن أخطار الحروب والنزاعات المسلحة.
أضاف : وبحكم اشتغالنا بالمجالين التربوي والإعلامي، فإننا نركز في هذه الكلمة على أهمية هذين المجالين، فيما يتصل بموضوع مؤتمرنا هذا، مشددا على أنه لا يمكن لأحد أن يجادل في أن الإعلام قد أصبح هو "الرافعة الحقيقية"، لأي خطة أو إستراتيجية تهدف إلى تحسين ظروف المناخ، وتحقيق التنمية المستدامة، لأن هذا الهدف يقوم بالدرجة الأولى على أساس نشر الوعي البيئي والتربية والتدريب والتثقيف. ومن ثم فلا بديل عن الإعلام بكل وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل بلوغ هذه الغاية النبيلة.
وقال الهديبان : في هذا الصدد فإنه يحسن ألا نبدأ من الصفر، وإنما علينا أن نستفيد من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المضمار، وحققت نجاحات جيدة، يمكن البناء على ما توصلت إليه من خلاصات وأفكار، وتوظيفها في بيئتنا العربية، بالشكل الذي يتناسب معنا، ويتلاءم مع ظروفنا وقدراتنا وإمكانياتنا، وكذلك مع التحديات التي تواجهنا.
ودعا إلى التركيز بوجه خاص، على وسائل التواصل الاجتماعي، استنادا إلى أن الفئة المعنية بالخطاب الذي نتوجه به في هذا الشأن، هي فئة الشباب، وهم الملتصقون بهواتفهم في كل وقت، حيث صارت وسائل التواصل تشكل لهم الرفيق شبه الدائم، في ليلهم ونهارهم.
ولفت إلى أنه على الصعيد التربوي فإن مسعى الارتقاء بوعي أبنائنا طلبة المدارس والجامعات، بقضية المناخ والتنمية المستدامة، يمكن أن يتحقق عبر أكثر من وسيلة. لعل أهمها بكل تأكيد تضمين المناهج التعليمية دراسات علمية وتوعوية جادة، حول هذه القضية، تأخذ في حسبانها أن تكون مشوقة ومحببة إلى نفوس أبنائنا، بدل أن تتحول إلى مواد جامدة ومنفرة.
وقال د. بركات الهديبان أيضا : في تقديرنا أنه من الأفضل أن تتحول معظم المناهج الخاصة بهذا الجانب، إلى مناهج عملية، أكثر من كونها نظرية، بحيث يتم تنظيم رحلات عملية ميدانية، إلى بيئات طبيعية كالغابات والمناطق الصحراوية والجبال، وكذلك زيارة المدن الصناعية والمناجم والحقول النفطية، فضلا بالطبع عن التواصل الدائم مع مراكز ومؤسسات البحث العلمي، الأقرب في تخصصاتها إلى هذا المجال. وعلينا ألا نغفل في هذ الجانب أيضا، عن ضرورة تدريب المعلمين على تنمية الوعي الطلابي بالتغيرات المناخية، في ضوء متطلبات التنمية المستدامة.
وأكد على اتفاقه التام مع الكثير من العلماء والباحثين، الذين يرون أن دول العالم النامي قد أضاعت عشرات السنين، في الاعتقاد الخاطئ بأن التنمية تتعلق بتكوين ومراكمة رأس المال المادي، وأنه ليس من الضروري أن تضيع سنوات أخرى، في الاعتقاد بأن التنمية البشرية المستدامة تتعلق برأس المال الطبيعي فقط، بل لا بد من أن تولي دولنا أهمية كبيرة للعنصر البشري، وتؤمن بأن كوادرها البشرية هي القادرة على حماية بيئتها المحلية والدفاع عنها، تماما مثلما هي قادرة على النهوض بدولها ومجتمعاتها، في كل ميدان من ميادين الحياة.
وأعلن الدكتور بركات الهديبان عن ترحيبه بإقامة المؤتمر العربى الثاني للمناخ والتنمية المستدامة في الكويت، حيث تستضيفه الجامعة الدولية بالكويت.
من جهة أخرى أشاد د. الهديبان بالإنجازات الكبيرة التي حققتها الشقيقة مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال السنوات الأخيرة، والمشاريع التنموية التي شملت معظم المجالات، كالطرق السريعة والمدن الجديدة ومحطات الكهرباء، واستصلاح الأراضي الزراعية وغيرها، مؤكدا أن هذه النهضة المباركة لا تعود فائدتها على الشعب المصري وحده، بل على كل الشعوب العربية أيضا، التي تعرف جميعا قيمة مصر كدولة رائدة، ورمانة ميزان لأمن واستقرار المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر العربى الأول للمناخ والتنمية المستدامة والذي عقد بالقاهرة، ناقش التشريعات والقوانين المتعلقة بالتنمية المستدامة والمناخ، وأساليب مواجهة الانعكاسات الاقتصادية والصناعية والزراعية على التنمية المستدامة، فى ظل المتغيرات المناخية.
كما ناقش المؤتمر دور الإعلام بالمؤسسات الدولية والعربية والمجتمع المدنى، فى الحفاظ على التنمية المستدامة فى ظل التغيرات المناخية.