
ترأس وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر وفد دولة الكويت المشارك في أعمال الدورة الاستثنائية السابعة عشرة لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي حول الوضع في أفغانستان والتي عقدت أعمالها أمس الأحد في جمهورية باكستان الإسلامية.
وقد ألقى الناصر كلمة دولة الكويت خلال أعمال هذا الاجتماع والتي قال فيها :إننا نتطلع بأن يوجه اجتماعنا رسالة صادقة وجلية وداعمة للشعب الأفغاني الصديق متضامنة مع معاناته ومتلمسة لأوجاعه جراء ما يشهده من أوضاع إنسانية واجتماعية واقتصادية هشة ولاشك أن الأحداث الأخيرة في أفغانستان شكلت منعطفا هاما يستدعي منا العمل بشكل مشترك وبجهود مضاعفة لتجنب كارثة إنسانية باتت تلوح في الأفق.
وأضاف إن دولة الكويت تعرب عن بالغ القلق إزاء ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في أفغانستان نتيجة التدفق المتنامي والمقلق لعدد النازحين واللاجئين الذي بلغ أكثر من نصف مليون نازح داخلي في عام 2021 فضلا عن مواجهة ما يقارب 23 مليون شخص لخطر النقص الحاد في الغذاء.
وتابع ويأتي هذا التدهور بالتزامن مع التداعيات السلبية الناجمة عن تفشي فايروس كورونا "كوفيد- 19" وتدني نسبة متلقي اللقاح المضاد للفايروس.
وأردف وفي هذ السياق تؤكد بلادي دعمها للنداء الإنساني العاجل الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة لحشد المساعدات الإنسانية ودعوة جميع الأطراف الأفغانية للتعاون مع الجهود الإقليمية والدولية العاملة في المجال الإنساني وضمان حق وصولها لتسهيل وتمكين إيصال المساعدات إلى مستحقيها دون عوائق لتخفيف معاناة الشعب الأفغاني ونأمل أن يشكل اجتماعنا الاستثنائي رافدا لجهود الأمم المتحدة في السعي نحو تحقيق ما يتطلع إليه الشعب الأفغاني الصديق.
وتابع تؤكد دولة الكويت على موقفها المبدئي والثابت والرافض لجميع أشكال العنف والإرهاب فإننا ندعو كافة الأطراف المعنية لوقف استهداف المدنيين وعدم السماح بأن تكون أفغانستان ملاذا للتطرف أو للارهابيين وضرورة الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية وبالمعايير التي تحكم العلاقات الدولية واحترام مبادئ حقوق الإنسان بما في ذلك ضمان حقوق الطفل والمرأة الأفغانية لاسيما في العمل والتعليم مما يساهم في استعادة أفغانستان لأمنها واستقرارها وتوجيه الجهود الدولية وتحويلها من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التنمية وإعادة الإعمار.
وزاد انسجاما مع إيماننا الراسخ نحو دعم العمل الإنساني بما يسهم في تعزيز مسار بناء السلام والأمن المجتمعي في أفغانستان فقد قامت دولة الكويت بتقديم مساعدات إنسانية للشعب الافغاني بلغت قيمتها أكثر من 92 مليون دولار أمريكي كما ستواصل دولة الكويت التنسيق والعمل الوثيق مع المنظمات الدولية المعنية بالعمل الإنساني خاصة مع دخول فصل الشتاء وما له من تداعيات على الوضع الإنساني والغذائي في أفغانستان.
وختم الناصر حديثه قائلا: قبل 41 عاما وتحديدا في يناير 1980 عقد اجتماع طارئ إسلامي لوزراء الخارجية في باكستان لمناقشة - كذلك مثل اجتماعنا اليوم تدهور الأوضاع في أفغانستان وعليه فإننا نتطلع إلى أن يكون اجتماعنا هذا مفصليا لتبيان تضامن وقوف الأمة الإسلامية مع أفغانستان وإيجاد الحلول الناجعة والمستدامة لإيقاف طاحونة العنف التي ما برحت تدر اليأس والظلام بدلا من الأمل والاستقرار.
من جانب آخر إلتقى الناصر مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة أيمن الصفدي.
وتناول اللقاء العلاقات الثنائية المتينة التي تربط البلدين الشقيقين وسبل تطويرها وتنميتها في مختلف المجالات بالإضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وعقد الناصر جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره الباكستاني مخدوم شاه قريشي في إطار الزيارة.
وتناولت جلسة المباحثات العلاقات الثنائية المتينة التي تربط البلدين الصديقين وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بينهما وتنميتها في مختلف المجالات كما تم بحث الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة الاستثنائية لاجتماع المجلس الوزاري.