
قام سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء أمس الخميس بزيارة إلى مدينة صباح السالم الجامعية حيث أجرى حوارا مفتوحا مع أبنائه خريجي جامعة الكويت المتفوقين للعام الجامعي 2020/2021.
واستعرض سموه في مستهل الجلسة الحوارية المراحل التي وصلت إليها عدد من المشاريع الحكومية الكبرى وما تحتويه من فرص وظيفية للخريجين بالإضافة الى الجهود الحكومية لمكافحة انتشار جائحة كورونا واثرها على العملية التعليمية في البلاد.
كما استمع سموه الى أسئلة ومقترحات عدد من أبنائه وبناته خريجي جامعة الكويت المتفوقين وأجاب على تساؤلاتهم مؤكدا سموه حرصه على التواصل مع أبنائه وبناته الطلبة لمناقشة هذه المقترحات بشكل تفصيلي في المستقبل القريب.
وأعرب سموه عن تشرفه بنقل تحيات وتهنئة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظهما الله ورعاهما- وتمنيات سموهما لأبنائهما الطلبة بالتوفيق.
وأكد سموه أنه حرص على التواجد مع الطلبة في لقاء ودي يلتقي فيه الأب بأبنائه وذلك بمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي يوافق الثاني عشر من أغسطس من كل عام.
وقال سموه «كان أمامنا تحد كبير خلال جائحة «كورونا» تمثل بألا يفقد أبناؤنا الطلبة تحصيلهم العلمي»، مشيراً إلى أن «نحو مليار طالب وطالبة في العالم لم يتمكنوا من مواصلة التعليم خلال جائحة كورونا لكن لله الحمد انتهى مجلس الوزراء في اجتماعه يوم الأربعاء الماضي من خطة عودة المدارس للعام الدراسي الجديد واتخاذ قرارات بهذا الشأن».
وأضاف أنه «آن الأوان لتعرفوا ما ستواجهونه خارج أسوار الجامعة ولا بد لنا أن نرى متطلبات المستقبل وهناك خطط وبرامج لتنفيذها».
ولفت إلى أن «هناك مشاريع حكومية ضخمة مثل مدينة الحرير وميناء مبارك والمدينة الترفيهية والفرص الاسثمارية في الجزر الصناعية لجسر الشيخ جابر ومشروع الوقود البيئي ومطار الكويت الجديد وجميعها ستوفر فرصا وظيفية لأبنائنا الخريجين».
وقال سموه «لا يقلقكم التشنج في العلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة وأؤكد أنه بالإمكان معالجة جميع الأمور وفق قواعد ومرجعيات العمل السياسي».
وأكد سمو رئيس مجلس الوزراء أن التحول الرقمي «تم تعويضه خلال جائحة كورونا عبر إنشاء المنصات والتطبيقات التي سهلت على المواطنين والمقيمين احتياجاتهم بفضل عمل شبابنا وشاباتنا».
وأشار سموه إلى أنه بنهاية شهر سبتمبر المقبل سنصل «بالتطعيم بلقاح كورونا في البلاد» إلى نسبة 70 في المئة مما يعطي حصانة مجتمعية نستطيع من خلالها العودة إلى الحياة الطبيعية.
وقال سموه «وصلنا إلى عدد مليونين و600 ألف مطعم بلقاح كورونا «بنسبة 66 في المئة تقريبا» وبنهاية شهر سبتمبر المقبل سنصل إلى نسبة 70 في المئة مما يعطي حصانة مجتمعية نستطيع من خلالها العودة إلى الحياة الطبيعية».
وأكد سمو الشيخ صباح الخالد أن الحكومة ستفرض على الشركات المعنية بالمشاريع الحكومية الكبرى مثل مدينة الحرير وميناء مبارك الكبير وجسر الشيخ جابر ومطار الكويت الجديد والمدينة الترفيهية وجزيرة فيلكا والجزر الأخرى الاستعانة بالطاقات الشبابية الوطنية.
وقال إن الشباب هم أساس كل المشاريع التنموية.
وأضاف سموه «عندما أنظر إليكم أشعر بالتفاؤل للمستقبل فأنتم من يعطينا الأمل لاستمرار العمل على كل ما ينهض ببلادنا ويجعلها كما نريد».
وأفاد سموه أنه يعمل حاليا في مشروع مطار الكويت الجديد 42 مهندسا ومهندسة من الكويتيين مع الشركة العالمية المستثمرة في المطار لاكتساب الخبرة والقيام بإدارة المشروع وصيانته مستقبلا.
ولفت الى أنه «عندما تعاملنا مع الأزمة الصحية وجدنا أن هناك مشاريعا تأخرت لذلك آن الأوان لإعطائها اهتماما أكبر وتعويض التأخير والتركيز على متطلبات المستقبل فهناك تحديات كثيرة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من ناحية الخطط وبرامج التنفيذ».
وأشار الى أن «حلم الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح رحمه الله كان مشروع مدينة الحرير الذي تبلغ مساحته 1800 كيلو متر مربع أي أكبر تسع مرات من مساحة مدينة الكويت إلى جانب توفير أكثر من 100 ألف فرصة وظيفية للمواطنين وتنويع مصادر الدخل».
وذكر أن الشباب سيكونون عنصرا رئيسيا في تنفيذ المشروع وإدارته والسكن فيه بعد انجازه بما يتلاءم مع «رؤية كويت جديدة 2035» مبينا أن الحكومة ستقوم بتقديم تعديلات على القانون إلى مجلس األمة مع أخذ جميع الملاحظات بعين الاعتبار.
وأعرب عن أمله من مجلس الأمة لإسراع في الخطى لإقرار التعديلات على القانون حتى يتم تنفيذ مدينة الحرير.
وأشار سموه إلى أن مشروع ميناء مبارك الكبير الذي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه «تصل طاقته إلى مليون و800 ألف حاوية سنويا والمرحلة الأولى منه أكبر من قدرة ميناء الشويخ وميناء الشعيبة» مؤكدا أهمية المشروع من حيث موقعه وعائده المالي للدولة وتوفيره لفرص عمل كبيرة للمواطنين.
وقال سموه إنه يجري حاليا العمل على تصميم مشروع المدينة الترفيهية عبر القطاع الخاص الذي وصل إلى مراحل متقدمة لطرحه حيث «أنجز جزءا كبيرا مما هو مطلوب».
وذكر أن مشروع جسر الشيخ جابر يحتوي على جزيرتين شمالية وجنوبية وحرمين شمالي وجنوبي من شأنهم توفير فرص استثمارية وأنشطة ترفيهية وثقافية ومنتجعات كبيرة.
وأوضح سمو رئيس مجلس الوزراء أن مشاريعا كثيرة معروضة أمام الحكومة مثل الوقود البيئي وهو مشروع كبير سيكون له مردود في غاية الأهمية للبلاد إضافة إلى مشاريع جزيرة فيلكا والجزر الأخرى.
ولفت الى أن مجلس الوزراء يعقد اجتماعات مستمرة لمتابعة المشاريع وتم تقسيمها إلى قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد.
وأكد سموه «لن نقع أسرى لأزمة صحية نعطيها ما تستحق من أهمية ونواصل حياتنا بالاحترازات والاشتراطات الصحية حتى ننتهي من الجائحة تدريجيا مع العالم».
أكد الخالد أن رؤية الكويت وكل امكانياتها وموجوداتها أساسها شباب وشابات الكويت فدونهم ال يمكن تحقيق أي هدف نسعى له.
وأضاف سموه ردا على سؤال حول فكرة استقطاب الطلبة المتفوقين للعمل في المرافق المهمة في الدولة خلال جلسة الحوار التي أجراها مع خريجي جامعة الكويت المتفوقين للعام الدراسي 2021/2020» سنضع آلية مع وزير التعليم العالي ومدير الجامعة لأخذ عشرة طلبة متفوقين ليشاركوا معنا في مجلس الوزراء بمركز المبادرين ويعملوا في تنفيذ المشاريع التنموية الجديدة».
وبين سموه أن الدول المتقدمة لديها كشافة في الجامعات لاستقطاب المتفوقين من مواطنيها أو من الخارج فهم يرون بهم استثمارا مهما.
وبسؤاله عن كيفية تأهيل واستغلال الشباب الكويتي لتنفيذ «رؤية كويت جديدة 2035 « قال سموه «الشباب لهم حق علينا وسنفرض على الشركات التي تدير المشاريع التنموية نسبة معينة لتعيين الشباب الكويتي بها».
وثمن سموه جهود أبنائنا وبناتنا المتطوعين والمتطوعات خلال جائحة كورونا قائلا «لو كان هناك عمل تطوعي يتطلب عدد 100 شخص فإننا نرى أن من يتقدم للعمل 2000 شخص وهذا يعكس رغبتهم في خدمة بلدهم بالرغم من وجود الخطر وهذا ما أشعرنا بالفخر».
وبسؤاله حول امكانية توفير نظام قضائي إلكتروني يسهم بتسهيل اجراءات التقاضي أوضح سموه أن المادة 50 من الدستور نصت على فصل السلطات مع تعاونها مضيفا أن السلطة القضائية منفصلة عن السلطة التنفيذية ولا نملك بأي شكل من الأشكال التدخل في عملها فمسؤوليتنا كحكومة أن نوفر لهم المور الادارية والمالية كإنشاء المحاكم وتوفير من يدير المرافق.
وقال سموه «أعانهم الله فلديهم كم هائل من القضايا وزاد من ذلك الحظر الجزئي والحظر الكلي» موضحا أن رئيس السلطة القضائية لديه تصور كما هو معلن في تسهيل وتسريع الاجراءات الخاصة بالتقاضي.
وأكد سمو رئيس مجلس الوزراء وجود رؤية حكومية للنهوض بالتعليم في الكويت ومعالجة الخلل بالتعليم مضيفا أن «التحدي هو معالجة هذا الأمر وان نولي التعليم ما يستحقه من أهمية».
وبسؤاله عن امكانية زيادة اعضاء الهيئة التدريسية قال سموه إن المجلس الأعلى للجامعة يرى الاحتياجات ويقدر ما هو مطلوب للمستقبل، مضيفا «سترون في المستقبل القريب المجلس التأسيسي لجامعة عبدالله السالم وهي الجامعة الحكومية الثانية في دولة الكويت ومجلس الجامعة سيعلن عنه وسيباشر مهامه قريبا وسيكون من ضوابطها أن تكون بمستوى عال».
وردا على سؤال حول تأخر تصنيف جامعة الكويت عالميا بين سموه «بالرغم من أن صرف الكويت على التعليم يعادل صرف أعلى الدول في هذا المجال الا انه يؤلمنا ككويتيين أن نرى مخرجات التعليم لدينا توازي الدول التي لا تملك امكانيات».
ولفت الى أنه «في أول اجتماع لمجلس الوزراء قام وزير التعليم العالي بشرح هذا الأمر وتبيان الخلل الكبير وقمنا بوضع دراسة لمعالجة لهذا الأمر فواجبنا هو العمل على تعديل الوضع والنهوض بتصنيف جامعة الكويت».
وعن وجود خطة العادة النظر في مخرجات التعليم ومدى حاجتها في سوق العمل أفاد سموه «أن هذا الأمر يجب الالتفات إليه وقررنا في اجتماع مجلس الوزراء تكليف الجهات الحكومية المعنية لتقديم دراسة بهذا الشأن لانه من الخلل الكبير الاستمرار بهذه الطريقة بعدم ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل وسنتخذ الخطوات بهذا الشأن».
وردا على سؤال بشأن برنامج دمج ذوي الاعاقة بالمجتمع وتلقيهم التعليم في بالمدراس العامة أوضح أنه «لدينا قانون متقدم جدا فيما يتعلق بالمعاقين كما أن هناك دورا كبيرا من الدولة بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع للاستفادة من مهاراتهم».
وأضاف سموه أن «التنفيذ ليس كما هو مطلوب لكن دورنا هو متابعة تطبيق القانون الخاص فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، وستكون أولوية حكومية».
وبسؤاله عن أهمية دعم البحوث العلمية وامكانية أن تكون جزءا من رؤية «كويت جديدة 2035 « قال سموه إن تقدم الدول يكون عبر اهتمامها بالبحث العلمي إذ كان لدى جامعة الكويت في فترات سابقة نشاطا كبيرا بهذا الشأن وشهد تراجعا في السنوات الماضية متمنيا أن تعود جامعة الكويت مركزا هاما في مجال البحث العلمي.
وذكر أن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الأبحاث يقومان بدور كبير في دعم الابحاث والدراسات مبينا أنه «وفقا للتقارير التي اطلع عليها وعلى نتائج العمل في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الابحاث وصلنا الى مستويات عالمية».
وقال سموه إن ما حققه صندوق احتياطي الأجيال القادمة من أرباح أمر «غير مسبوق» مشيدا بما قامت به هيئة أسواق المال وإدخالها مليارين ونصف مليار دينار إلى خزينة الدولة.
وأضاف سموه « بلدكم بلد خير فلدينا الملاءة المالية الممتازة ولكن لدينا خلل بالاقتصاد فمن غير المعقول أن هناك موردا واحدا فقط للدخل».
وأوضح «هنالك الكثير قد تحقق لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري لكن ربما بسبب التوتر والتشنج بين السلطتين التنفيذية والتشريعية حجبت أشياء كثيرة ولم يسلط عليها الضوء بالشكل المطلوب».
وبسؤاله حول مدى إمكانية الاستفادة من قانون الدين العام في تنفيذ مشاريع تنموية كبرى تسهم في تنويع مصادر الدخل أجاب سموه «أن ملاءة الدولة المالية ممتازة والخلل بالاقتصاد غير المتنوع والذي يعتمد على مصدر وحيد للدخل».
وذكر سموه أنه في ظل هذه الجائحة لا بد من وجود مرونة في وجود آليات وأدوات للتعامل معها كالدين العام أو السحب من الاحتياطي بشروط وضوابط معينة وصارمة.
وقال سموه إن «إصلاح الخلل الاقتصادي سيتم شيئا فشيئا وسنبدأ به في البيت الحكومي كما تعهدنا بذلك» موضحا أن جميع الدول تتعامل مع الاقتراض وتستفيد من النسب الضئيلة للاقتراض بدال من اللجوء لتسييل أصولها لمواجهة العباء والمتطلبات لتصحيح اقتصادها.
وأكد سموه أن كل ما تقدم اليوم من مقترحات وكل ما طرح سيحظى بالمتابعة داعيا إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوعي وثقافة عالية وعدم الانجراف وراء الاشاعات.
وأعرب سموه عن سعادته بلقاء الطلبة المتفوقين وكل ما طرح من أفكار ومقترحات مضيفا « هذه الكويت وهذا ما يميزها من تقارب الجميع مع بعضهم البعض بعيدا عن المسميات والمناصب فلقاؤنا كان لقاء بين أب وأبنائه وأتمنى أن تتميزوا في حياتكم العملية لتتمكنوا من خدمة بلدكم».
وحضر جلسة الحوار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ حمد الجابر ووزير النفط ووزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس ووزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر ووزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري ورئيس ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز الدخيل وعدد من كبار المسؤولين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وجامعة الكويت وديوان سمو رئيس مجلس الوزراء.