
تسلم لبنان أمس اولى المساعدات من الخارج وهي شحنة من المساعدات الطبية المقدمة من دولة الكويت والتي نقلت بواسطة طائرة تابعة للقوة الجوية الكويتية. وقال مستشار وزير الصحة اللبناني الدكتور حسين محيدلي في تصريح لـ"كونا" "باسم وزير الصحة اشكر دولة الكويت حكومة وشعبا على الالتفاتة الإنسانية وهذا ليس بغريب على الكويت التي وقفت الى جانب لبنان في كل المحن الذي تعرض له والكويت هي السباقة دائما".
وشدد على متانة ما يجمع الشعبين الكويتي واللبناني متمنيا ان تحمل الأيام المقبلة كل الخير للبلدين الشقيقين. ومن جهته قال مساعد امر قاعدة عبد الله المبارك الجوية العقيد الركن طيار عبد العزيز اللوغاني في تصريح مماثل لـ"كونا" ان "المساعدات الكويتية تتضمن اسرة طبية وكراسي مدولبة وأجهزة تنفس وادوية وضمادات وكمامات.
وأعرب عن الحزن إزاء "الحادث الأليم الذي أصاب الشقيقة لبنان" مقدما تعازيه للشعب اللبناني. وتم تسليم المساعدات على ارض مطار رفيق الحريري الدولي بحضور المستشار في سفارة دولة الكويت لدى لبنان عبد الله الشاهين والملحق الدبلوماسي سيحان السيحان والعقيد سعود السبتي من المكتب العسكري ومستشار وزير الصحة اللبناني محيدلي وممثل عن قيادة الجيش اللبناني.
وكانت وزارة الخارجية قد اكدت في بيان "دعم الكويت للشقيقة لبنان في مواجهة اثار هذا الحادث الاليم وتجاوز تداعياته ووقوفها الى جانب الاشقاء في لبنان بما يحفظ امنهم واستقرارهم".
واجرى وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح اتصالا بنظيره اللبناني حسن حمد وابلغه انه بناء على توجيهات سامية من سمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الاحمد وانطلاقا من حرص دولة الكويت على الوقوف مع الاشقاء في لبنان والتضامن معهم فقد تقرر تقديم مساعدات طبية عاجلة لمجابهة اثار الانفجار الضخم وتجاوز تداعياته.
وكان الانفجار الذي وقع امس الأول في احد مستودعات مرفأ بيروت ويضم شحنة من نيترات الامونيوم تقدر ب2750 طنا ادى الى سقوط 80 قتيلا و4 الاف جريح فضلا عن عدد من المفقودين.
على صعيد متصل أكد المدير العام لمؤسسة الموانئ ورئيس اتحاد الموانئ العربية الشيخ يوسف عبدالله صباح الناصر أمس مؤازرة المؤسسة لمرفأ بيروت في مصابه مشيرا إلى أنها لن تتأخر في تقديم المساعدات اللازمة في حال طلب منها ذلك.
وقال الشيخ يوسف العبدالله الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس قطاع النقل البحري والرئيس التنفيذي للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في بيان صحفي أن اتحاد الموانئ العربية سيناقش في اجتماعه الطارئ السبل المثلى لتقديم كافة أنواع المساعدات التي يحتاجها مرفأ بيروت.
وأضاف أن الحادث الأليم الذي وقع في مرفأ بيروت إمتد صداه للكويت عبر مشاعر الكويتيين المستذكرين لوقفة لبنان المشرفة ضد العدوان والظلم على الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم.
ولفت إلى أن التوجيهات السامية لسمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد بإرسال مساعدات طبية عاجلة إلى الأشقاء في لبنان لمواجهة آثار الانفجار الضخم الذي تعرض له مرفأ بيروت تأتي تجسيدا لروح الأخوة والتعاون المشترك تجاه الأشقاء في لبنان.
وتقدم بأحر التعازي لعائلات الضحايا من العاملين في الميناء والمواطنين اللبنانيين كل في موقعة متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
وأوضح أن مرفأ بيروت يمثل الشريان الاقتصادي الحيوي في شرق البحر المتوسط وموقعة الاستراتيجي المميز الذي يمثل نقطة التقاء القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا فهو المعبر والممر لمعظم السفن التجارية.
ووصف الحادث بـ"الكارثة" التي ستؤثر حتما على حجم الصادرات والواردات اللبنانية وتأثر المخزون الغذائي وشح في لمواد الأساسية نظرا للدمار الواقع في المخازن والمستودعات في الميناء.
من جهتها أعلنت جمعية الهلال الأحمر أمس انطلاق حملة تبرعات لصالح الشعب اللبناني الشقيق وذلك عبر الموقع الإلكتروني للجمعية اثر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت امس وادى الى دمار هائل ومقتل وجرح المئات.
وقال رئيس مجلس ادارة الجمعية الدكتور هلال الساير لـ"كونا" ان الجمعية تجري حاليا كافة الاستعدادات ايذانا بإنطلاق أولى طائرات الجسر الجوي لنقل المساعدات الإنسانية والطبية إلى لبنان والذي هو بأمس الحاجة الى المستلزمات الطبية العاجلة.
وأضاف الساير أن حملة جمع التبرعات ستساهم في توفير الأدوية والكراسي المتحركة وحليب الأطفال وجميع المستلزمات الطبية التي في أشد الحاجة لها.
وأشار إلى أن هناك فريقا من المتطوعين سيتوجه إلى لبنان لتوفير الاحتياجات اللازمة وتقديم كافة الإمكانيات بالتعاون مع سفارة دولة الكويت في بيروت والصليب الاحمر اللبناني.
ولفت إلى أن الهلال الأحمر من "أقدر الجهات" على ايصال المساعدات الإغاثية للمنكوبين في كافة أنحاء العالم وذلك لما تتمتع به من خبرة عالية وعمل متواصل في المجال الانساني ما أكسبها الكفاءة والقدرة على التدخل السريع والتنظيم الفعال لتدارك الأزمات.
وأكد أن هذه الحملة جاءت انطلاقا من شعور الجمعية بمسؤوليتها تجاه الشعب اللبناني الشقيق معربا عن بالغ شكره للمتبرعين الذين يدعمون الجهود الانسانية للجمعية.
ودعا المواطنين والمقيمين ورجال الاعمال والقطاع الخاص للتبرع ومساندة الشعب اللبناني لإعادة البسمة الى وجوه أطفالهم من جديد مؤكدا وقوف الكويت حكومة وشعبا إلى جانب لبنان في محنته.