
وسط تطور ملحوظ للعلاقات بين البلدين تأتي زيارة رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية لي يون للكويت المقررة خلال الفترة من 30 ابريل إلى 3 مايو والتي سيلتقي خلالها كبار المسؤولين في البلاد.
ومن المتوقع أن يبحث يون خلال الزيارة سبل تعزيز التعاون بين الكويت وكوريا الجنوبية في عدد من المشاريع المهمة وذلك تأكيدا لمتانة العلاقات بين البلدين الصديقين.
وترتبط الكويت وكوريا الجنوبية بعلاقات سياسية واقتصادية متينة يسودها الاحترام إذ اعترفت كوريا بالكويت كدولة مستقلة في ديسمبر عام 1962.
من جانبه قال سفير الكويت لدى كوريا الجنوبية بدر العوضي أن رئيس الوزراء الكوري لي يون سيقوم بزيارة رسمية لدولة الكويت على رأس وفد رفيع المستوى خلال الفترة من 30 ابريل وحتى 3 مايو المقبل وذلك تلبية لدعوة كريمة من سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء.
واعرب السفير العوضي بحسب بيان لسفارة الكويت في سيؤول عن ترحيب القيادة الكويتية العليا بهذه الزيارة التي ستتزامن مع احتفال كوريا والكويت بالذكرى ال40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وكذلك تتزامن مع توسع مجالات التعاون بينهما وخاصة في المجال الاقتصادي.
وأضاف ان رئيس الوزراء الكوري والوفد المرافق معه والذي يتضمن عددا من كبار المسؤولين ورجال الأعمال ورؤساء الشركات الكورية سيشارك في فعاليات اقتصادية مهمة خلال هذه الزيارة املا ان تتحقق النتائج الرجوة منها من خلال نقل علاقة التعاون بين البلدين إلى آفاق أرحب في المستقبل.
واشاد السفير العوضي بما تشهده العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الكويت وكوريا من نمو في السنوات الأخيرة من خلال تنوع مشاريع التعاون الاقتصادي والفني وسعي حكومة البلدين في تنفيذ إرادة القيادة العليا لديهما والهادفة إلى فتح آفاق ومجالات جديدة للتعاون لتشمل القطاعات الصحية والنقل والاسكان والطاقة والتكنولوجيا الذكية وبشكل يعكس عمق علاقة الصداقة التاريخية التي تربط بينهما.
واكد أن كوريا كانت ولازالت شريكا مهما في تنفيذ خطط التنمية في دولة الكويت حيث نفذت الشركات الكورية ما بين الأعوام 2012 و2019 مشاريع حيوية في الكويت وصلت تكلفتها إلى ما يقارب 30 مليار دولار أمريكي.
وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين الكويت وكوريا قد بلغ في عام 2018 14 مليار دولار اي بزيادة قدرها 33 بالمئة عن العام الذي سبقه ما يؤكد قوة العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين البلدين الصديقين.
وفي الستينيات بدأت الكويت بتصدير اول شحنة نفط لمصلحة كوريا الجنوبية في حين طلبت كوريا الجنوبية في مارس 1963 اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وفي ديسمبر 1969 تم انشاء مؤسسة الانماء التجاري الكوري في الكويت وفي يوليو 1972 تأسس مكتب التمثيل التجاري الكوري بالكويت.
وفي يونيو 1979 تمت الموافقة بين البلدين على تبادل التمثيل الدبلوماسي بدرجة سفارة حيث جرى في 17 يوليو 1979 افتتاح السفارة الكورية في الكويت فيما قدم السفير الكوري في 12 مارس 1980 اوراق اعتماده لسمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح كأول سفير لبلاده بالكويت.
وكانت دولة الكويت اعتمدت في عام 1993 اول سفير كويتي مقيم في سيئول ومنذ السبعينيات ساهمت الشركات الكورية في تشييد البنية التحتية في الكويت وساهمت في اقامة الطرق السريعة وانشاء الجسور والمستشفيات ومحطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه وخلال فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات قام مئات من رجال الاعمال الكوريين بزيارة الكويت.
وتعد كوريا من اوائل الدول التي دانت الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990 وكان موقفها مؤيدا للكويت وعودة الشرعية الكويتية ودعمت كوريا موقفها الرافض للغزو العراقي من خلال المشاركة بارسال فريق طبي وفريق نقل جوي اثناء حرب تحرير الكويت كما انها شاركت بمبلغ نصف مليار دولار في نفقات الحرب.
وتبلغ عدد الوكالات التجارية الكورية الجنوبية العاملة في الكويت نحو 150 وكالة في وقت تزيد فيه عدد الشركات الكويتية المتعاملة مع مثيلاتها الكورية على 100 شركة غالبيتها في قطاع السيارات وقطع الغيار وتستثمر الكويت سنويا اكثر من 900 مليون دولار في كوريا الجنوبية في المجالات المالية والمصرفية ولاسيما النفطية منها.
وكانت الكويت وكوريا وقعتا في شهر اكتوبر عام 1999 على مذكرة تفاهم بشان تنمية وتطوير التعاون التجاري والصناعي بينهما بحيث يشمل تبادل الزيارات والاستفادة من التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة وزيادة التبادل الصناعي بين البلدين وان تصبح الكويت تدريجيا مركزا لصناعة التكنولوجيا المتقدمة.
ويهدف البلدان الى تعزيز وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وتوطين صناعات تكنولوجية ذات المردود الايجابي على البلدين والمستثمرين لاسيما ان الكوريين متخصصون في بناء الطرق والمشروعات الكبيرة كالناقلات النفطية والتجارية العملاقة. كما ان غرفة تجارة وصناعة الكويت ترتبط بمذكرة تعاون مع وكالة تطوير التجارة والاستثمار الكورية في مجال التجارة والاستثمار.
وأعطت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين دفعة كبيرة للعلاقات الثنائية منها الزيارة المهمة لسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء إلى كوريا في مايو 2016.
وقام أيضا رئيس البرلمان الكوري تشانغ سيه ساي كيون بزيارة الكويت في ابريل 2017 تلبية لدعوة رسمية من رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم الذي زار كوريا في مايو 2015 وقامت في أكتوبر 2018 وزيرة الأراضي والبنية التحتية والنقل الكورية كيم هيون مي بزيارة الكويت.
وحول حجم التبادل التجاري بين البلدين فإنه يشهد تزايدا بشكل سريع وملحوظ إذ تجاوز 10 مليارات دولار في عام 2017 ويتضح عبر التعاون الثنائي الوثيق مدى قوة التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وشهدت العلاقات بين البلدين خلال السنوات القليلة الماضية قفزة نوعية من خلال التعاون في مجال بناء المدن الذكية حيث قامت مؤسسة الأراضي والإسكان الكورية LH بعمل التصميم التفصيلي لمدينة جنوب سعد العبدالله التي ستستوعب 30 ألف وحدة سكنية وتعد أول مدينة ذكية صديقة للبيئة في البلاد كما اختيرت مؤسسة إنشيون العالمية الكورية لتشغيل مبنى الركاب (T4) في مطار الكويت الدولي.
وهناك عدد من الفعاليات الثقافية التي قامت السفارة الكورية بتنظيمها واستضافتها الكويت على مدار السنوات القليلة الماضية في مجال العروض الموسيقية والثقافة الكورية وزيارة الفرق الفنية الكورية للكويت.
ويعيش حاليا نحو 2500 مواطن كوري جنوبي في الكويت عدد كبير منهم أقام فيها منذ السبعينيات ويعمل معظمهم في الشركات الإنشائية والهندسية والتجارية والطبية.