
بيروت – "كونا" عاد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والوفد البرلماني المرافق له إلى البلاد امس وذلك عقب اختتام مشاركته في منتدى الاقتصاد العربي ال ٢٦ الذي عقد في بيروت تحت رعاية رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري.
وكان في استقبال الغانم على أرض المطار كل من أمين سر مجلس الأمة الدكتور عودة الرويعي ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة عادل الخرافي وأمين عام مجلس الأمة بالإنابة خالد بوصليب والأمين العام المساعد لشؤون حرس المجلس اللواء خالد الوقيت.
وكان رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة العماد ميشال عون قد استقبل في قصر بعبدا الرئاسي أمس الأول رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم والوفد البرلماني المرافق له.
وثمن الرئيس عون الاهتمام الدائم الذي يبديه سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح للبنان وشعبه والذي يعكس الحرص الكويتي على دعم لبنان في المحافل الاقليمية والدولية والعمل للمحافظة على استقراره وامنه واقتصاده.
وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان ان الرئيس عون اكد خلال استقباله رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم أهمية الدور الريادي الذي تلعبه الكويت في المعاملة مع الازمات العربية وسعيها الدؤوب لايجاد حلول سلمية وعادلة لها.
واستذكر الرئيس عون مواقف سمو امير دولة الكويت خلال الازمات المتتالية التي مر بها لبنان لاسيما خلال ترؤسه اللجنة الثلاثية العربية التي كلفتها القمة العربية بايجاد حلول للاوضاع التي سادت لبنان خلال الحرب الاهلية.
واعتبر ان العلاقات اللبنانية - الكويتية المتجذرة ترجمة طبيعية لما يربط بين البلدين من اواصر الاخوة والتعاون ولما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط المودة والمحبة.
واعرب عون عن سعادته لرؤية الاخوة الكويتيين يعودون الى لبنان لقضاء فصل الصيف في ربوعه الامنة والمستقرة بحيث يحلون كما دائما بين اهلهم وأصدقائهم ومحبيهم.
وحمل الرئيس اللبناني رئيس مجلس الامة الكويتي تحياته الى سمو الامير وتمنياته للكويت ولشعبها الشقيق دوام التقدم والازدهار في ظل قيادة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد وحكومته ومجلس الامة الكويتي.
وذكر البيان الرئاسي ان الغانم نقل الى الرئيس عون تحيات سمو امير الكويت وتمنياته له بالتوفيق في قيادة السفينة اللبنانية الى شاطئ الامان والاستقرار مثنيا على حكمة الرئيس عون في ادارة الازمات التي مر بها لبنان،مشددا على استمرار الدعم الكويتي للبنان في مختلف المجالات ومؤكدا ان الشعب الكويتي لن ينسى بان لبنان كان اول دولة في العالم دانت الغزو العراقي للكويت في العام 1990.
ونقلت الرئاسة اللبنانية عن الغانم تأكيده عمق مشاعر الاخوة والصداقة التي تجمع بين الشعبين الكويتي واللبناني و"التي لا تؤثر عليها اي عوائق".
وشرح الغانم دور سمو أمير الكويت في المعاملة مع الازمات العربية بروح التعاون والتعاضد والاعتدال والرغبة في ايجاد الحلول مشددا على استمرار هذا النهج الاخوي الذي يلقى الاصداء الايجابية لدى جميع المعنيين.
وقال البيان ان الرئيس عون عرض الجهود التي تبذل من اجل استكمال مسيرة النهوض الاقتصادي في لبنان بعد الانجازات التي تحققت في الداخل والمتابعة الدولية من الخارج والتي تمثلت بانعقاد ثلاثة مؤتمرات لمساعدة لبنان في كل من روما وباريس وبروكسل والتي كانت مشاركة الكويت فيها فاعلة لاسيما في مؤتمر (سيدر).
وتناول الرئيس اللبناني مسألة النازحين السوريين وموقف لبنان الداعي الى عودة تدريجية وآمنة لهم الى المناطق السورية بعد توافر الضمانات اللازمة من المسؤولين السوريين تحقيقا لهذه العودة لافتا الى الاعباء التي ترتبت على لبنان نتيجة هذا النزوح امنيا واقتصاديا واجتماعيا وبيئيا.
واشار الى الدعوات المتكررة التي وجهها لبنان للمجتمع الدولي للمساعدة في تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم قائلا انها "لا تلقى التجاوب المطلوب الامر الذي يجعل اللبنانيين يتساءلون عن الاسباب الحقيقية لهذا التجاهل للمطلب اللبناني المحق والمشروع".
وذكر البيان ان الغانم قدم لعون هدية تذكارية عبارة عن مجسم لمبنى مجلس الامة الكويتي ثم دون في سجل التشريفات عبارة عبر فيها عن سعادته باستقبال الرئيس اللبناني له وكتب "نقلت المشاعر الحقيقية للشعب الكويتي الذي يشعر ان قدم الى لبنان انه سافر من وطنه الى وطنه وانه غادر اهله الى اهله" خاتما بالقول "لكم من الكويت واميرها كل محبة وتقدير واحترام". وحضر اللقاء النائبان في مجلس الامة الكويتي محمد الدلال وخالد الشطي وسفير دولة الكويت لدى لبنان عبدالعال القناعي.
من جانبه قال الغانم في تصريح للصحافيين في قصر بعبدا عقب اللقاء "تشرفت وأخواني النواب بلقاء فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة العماد ميشال عون ونقلت لفخامته رسالة شفهية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أكدت على احترام وتقدير سموه لمواقف الرئيس عون وعلى حرصه على تمتين العلاقات بين الكويت ولبنان على مستوى القادة والحكومات والشعوب".
واضاف "نحن كبرلمان كويتي نمثل الإرادة الحقيقية والحرة للشعب الكويتي لدينا مشاعر خاصة تجاه أشقائنا في لبنان ونعبر عنها في كل مناسبة ولعل لقاءنا مع فخامته هي إحدى هذه المناسبات المواتية ونتمنى للبنان الأمن والسلامة والاستقرار، ولن يترك لبنان وحيداً ولن تُنسى مواقفها التاريخية تجاهنا".
وقال الغانم " أكدت لفخامة الرئيس عون أنه كوننا أعضاء في البرلمان الكويتي لا يمكن لأي مواطن كويتي أن ينسى الموقف التاريخي والمبدئي للبنان عندما أدانت الغزو العراقي الغاشم على الكويت في العام 1990، وكانت من أولى الدول التي أدانت هذا العدوان دون أي حسابات سياسية، ودون أي تفكير، ودون النظر لأي مصالح آنية " .
واضاف " ان الموقف اللبناني انذاك كان تعبيرا عن المشاعر الحقيقية والعلاقات التاريخية المتينة التي كانت ولازالت وستظل مضرب مثل لأي علاقة ثنائية بين بين دولتين شقيقتين أو شعبين شقيقين".
ورداً على سؤال بشأن الاتفاقيات التي أبرمت على هامش زيارة الرئيس عون إلى دولة الكويت أخيراً قال الغانم " كل الاتفاقيات التي أبرمت بين الكويت ولبنان إما تمت المصادقة عليها من البرلمان وبإجماع أعضائه أو البعض القليل منها في الطريق ومتى ما أتى دورها على جدول الأعمال فانا واثق كل الثقة بأن تلك الاتفاقيات ستتم الموافقة عليها والمصادقة عليها من قبل البرلمان".
وقال الغانم " أريد أن أؤكد حقيقية ثابتة وراسخة وأتمنى من كل أبناء الشعب اللبناني أن يعرفها وهي أن الكويت وأميرها لا يمكن أن يتركوا لبنان وحيداً يواجه مصاعبه سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو غيرها".
وردا على سؤال صحفي بشأن الحظر الخليجي ومن ضمنه الكويتي على زيارة لبنان، نفى الغانم بشكل قاطع أن يكون هناك حظر يمنع الكويتيين من زيارة لبنان مؤكدأ أن الرحلات بين الكويت ولبنان تبلغ 14 رحلة يومية وهي رحلات ممتلئة ولا يوجد مقعد سواء لأي كويتي ولبناني شاغرا على تلك الرحلات .
واختتم الغانم تصريحه قائلا " مثلما ذكرت سابقا وفي كلمتي أمام منتدى الاقتصاد العربي بأن كل كويتي يشعر إذا اتى إلى لبنان أنه سافر من وطنه إلى وطنه وغادر أهله إلى أهله، وهو شعور متأصل في وجدان وفؤاد كل كويتي".
وعن الدعوة التي وجهها الرئيس عون إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد لزيارة لبنان أكد الغانم " لا يوجد شك أن علاقة الأخوة بين صاحب السمو وأخيه فخامة الرئيس عون تؤكد أن هذه الدعوة مقبولة كما أكدها صاحب السمو، والأمر يتعلق فقط في تحديد الوقت المناسب لهذه الزيارة وبالتأكيد ستكون هناك زيارة لسموه إلى لبنان".
وحضر اللقاء كل من النائبين محمد الدلال وخالد الشطي وسفير دولة الكويت لدى بيروت عبدالعال القناعي.
من جانب آخر اجتمع رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم والوفد البرلماني المرافق اليوم الجمعة الى رئيس مجلس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري.
وقال الغانم في تصريح للصحفيين عقب اللقاء الذي اجري في مقر اقامة الحريري ببيت الوسط "تشرفت والأخوة في الوفد المرافق بلقاء دولة الرئيس سعد الحريري الموقر وهو صديق الكويت الوفي وكانت مباحثاتنا إيجابية تطرقنا خلالها للمواضيع التي تهم البلدين".
واضاف "كما نقلت له تحيات سمو الأمير وسمو رئيس مجلس الوزراء وتمنيات الجميع في الكويت للبنان بالاستقرار والسلام والمستقبل الباهر بإذن الله".
واعرب عن ثقته بقدرة الحريري على مواجهة التحديات الكثيرة والكبيرة التي تواجه لبنان معتبرا ان "مستقبل لبنان هو مستقبل الكويت واستقرار لبنان هو استقرار لكل الدول العربية وخاصة الكويت" ومؤكدا اعتزازه بالعلاقة الثنائية الخاصة بين الشعبين الشقيقين في الكويت ولبنان.
وقال "كما اشكر دولة الرئيس الحريري على هذه الدعوة الكريمة التي تشرفنا بتلبيتها خاصة وأن المواضيع الاقتصادية هي في مقدمة أولويات الجميع في المنطقة ولبنان والكويت ليسا استثناء وأشكره على حسن الوفادة وكرم الضيافة وهذا ليس بغريب على الأخوة في لبنان ولا على الشيخ سعد الحريري ابن المرحوم رفيق الحريري ذي العلاقة التاريخية المميزة مع سمو الأمير ومع الكويت".
وردا على سؤال حول أبرز الملفات الاقتصادية التي تم بحثها خاصة وأن لبنان مقبل على ورشة اقتصادية بعد تشكيل الحكومة قال الغانم "بالتأكيد هناك فرق بين العمل البرلماني والعمل التنفيذي والكثير من الملفات المرتبطة بأمور تنفيذية ستكون متابعتها بين الحكومتين اللبنانية والكويتية" مؤكدا ثقته بحكمة الرئيس الحريري وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء وبقدرتهما على ايجاد أفضل صيغة للتعاون المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية.
واضاف "من جانبنا كبرلمانيين وهذا ما أكدته للرئيس الحريري فإن البرلمان الكويتي بأغلبية ساحقة إن لم يكن بالإجماع لا يمكن أن يرفض أي مساندة أو دعم للبنان وللحكومة اللبنانية".
وكان الغانم اجتمع والوفد البرلماني المرافق في بيروت أمس الأول إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
وقال الغانم في تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع " اجتمعت قبل قليل مع دولة الرئيس نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني وكعادة لقاءاتنا معه استفدنا الكثير من خبرته وأكدنا أيضا على العلاقات المتميزة بين البرلمانين الشقيقين مجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب اللبناني " .
وأضاف "تحدثنا عن أمور كثيرة في مقدمتها التنسيق بين البرلمانين بخصوص طرحنا في الاتحاد البرلماني الدولي وأيضا الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي التي ستعقد في القاهرة في يوم 21 من الشهر الجاري فيما يخص القدس والقضية الفلسطينية" .
واضاف أن "هناك انسجام وعلاقات ثنائية مميزة ما بين الكويت ولبنان على كافة الأصعدة والمستويات على مستوى القيادة ومستوى البرلمان ومستوى الحكومات وما هذا اللقاء إلا تجسيدا لقوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البرلمانين الكويتي واللبناني".
وقال "نتمنى كل الخير للبنان البلد المعطاء وأن ينعم بالاستقرار والسلام، ونتمنى أن يتم تشكيل الحكومة في لبنان في أسرع وقت ممكن ، وثقتنا كبيرة في حكمة القادة والمسؤولين " .
وقال " نتطلع أن يكون للتنسيق ما بين البرلمانين الكويتي واللبناني مع عدد كبير من البرلمانات العربية نتائج إيجابية وأن نحقق الحد الأدنى من التعبير عن الإرادة الحقيقية للشعوب العربية التي شرفنا لتمثيلها".
واختتم الغانم تصريحه قائلا "أكرر شكري لكل الأشقاء في لبنان على حسن الوفادة وكرم الضيافة وكما قلت أيضا في الأمس وفي كل مناسبة عندما نكون في لبنان نشعر بأننا لا زلنا في الكويت بين أهلنا وأشقاؤنا وأصدقاؤنا."
وحضر الاجتماع النائبين محمد الدلال وخالد الشطي وسفير دولة الكويت لدى لبنان عبدالعال القناعي.
وكان الغانم حضر أمس مأدبة افطار اقامها على شرفه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.
كما حضر المأدبة النائبان محمد الدلال وخالد الشطي وعضو مجلس النواب اللبناني ميشيل معوض وسفير دولة الكويت لدى لبنان عبدالعال القناعي.
وكان الغانم حضر أيضا مساء أمس الأول مأدبة عشاء اقامها على شرفه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في قصر المختارة. وحضر اللقاء عدد من نواب كتلة"اللقاء الديمقراطي" اكرم شهيب ووائل أبو فاعور وبلال عبدالله وهنري حلو وفيصل الصايغ وهادي ابو الحسن والنائب السابق غازي العريضي.
ورافق الغانم النواب محمد الدلال وخالد الشطي والحميدي السبيعي اضافة الى سفير دولة الكويت لدى لبنان عبدالعال القناعي.