
أكدت وزارة الخارجية أمس أن الأوضاع على الحدود الشمالية لدولة الكويت يسودها الأمن والهدوء وليس هناك ما يدعو إلى القلق بشأن تلك الأوضاع مشددا على أن الجهات الأمنية المختلفة تراقب عن كثب الأوضاع الأمنية هناك وتطوراتها.
وقال مصدر مسؤول بالوزارة إن دولة الكويت تتابع باهتمام بالغ الأحداث والتطورات الأخيرة في جمهورية العراق الشقيقة والمتمثلة بالمظاهرات والاحتجاجات التي جرت هناك وتؤكد ثقتها بقدرة الأشقاء في العراق على معالجة هذه الأحداث بما يحقق الحفاظ على أمن واستقرار العراق وسلامة أبنائه.
وأعرب المصدر عن تمنياته بعودة الأوضاع الى طبيعتها والهدوء إلى ربوع العراق ليتمكن الأشقاء من تجاوز هذه الظروف الاستثنائية الصعبة والتصدي لما يواجهونه من تحديات.
من جانبها أكدت رئاسة الأركان العامة للجيش بأن الأوضاع الأمنية في البلاد طبيعية،وأن الأحداث الجارية بالقرب من الحدود الشمالية هي شأن داخلي لدولة الجوار و أن مايقوم به الجيش الكويتي بالتعاون مع الاجهزة الامنيه ماهو الا اجراءات احترازية.
وقام رئيس الاركان يرافقة عدد من القيادات العسكرية للاجهزة الأمنية في الدولة، بزيارة تفقدية للمنطقة الشمالية للبلاد للوقوف على جاهزية القوات وعلى الاجراءات الاحترازية المتخذة من قبل الجيش الكويتي.
من جانبها أكدت سفارة الكويت لدى بغداد أمس سلامة الرعايا الكويتيين في المدن العراقية التي تشهد مظاهرات شعبية داعية اياهم في الوقت نفسه الى تجنب اماكن التجمهر والطرق البرية.
وقال السفير سالم الزمانان في تصريح لـ»كونا» انه «في الوقت الذي نؤكد فيه سلامة جميع المواطنين الكويتيين الزائرين للعراق فاننا ندعوهم الى الابتعاد عن امكان التجمهر مع تجنب الطرق البرية».
ودعا الى ضرورة التنسيق مع السفارة في بغداد حول موضوع السفر الى الكويت عبر الاتصال بهواتفها المفتوحة على مدار الساعة وهي «07802604123» و»078300004444» و»078311112222».
على صعيد متصل أعلنت شركة الخطوط الجوية الكويتية إلغاء رحلاتها المتجهة إلى مدينة النجف العراقية حتى إشعار آخر بسبب الظروف الأمنية الحالية في مطار النجف.
وقالت «الكويتية» في بيان صحافي إنها «ستقوم إما بتغيير الحجز لرحلات طيران أخرى متجهة إلى النجف أو إعادة التذاكر بدون أي رسوم على العملاء معربة عن شكرها للجميع على تعاونهم وتفهمهم».
وكانت السلطات العراقية أعلنت أمس الأول «تعليق الرحلات الجوية من مطار النجف مؤقتا بعد اقتحام متظاهرين عراقيين مطار «النجف» الدولي احتجاجا على تردي الخدمات في البلاد».
على صعيد متصل عبر عدد من النواب عن قلقهم من وجود التوترات في المناطق العراقية بالقرب من الحدود مع الكويت.
وطالب رئيس لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية عسكر العنزي متابعة التطورات الاخيرة في العراق لا سيما المناطق الجنوبية القريبة من الكويت داعيا إلى التسلح باليقظة والحذر وعدم التهاون مع أي متطور مؤكدا الثقة المطلقة بقياداتنا في وزارتي الداخلية والدفاع وبالقوات الأمنية التي تضع أمن الكويت فوق كل اعتبار.
وقال العنزي إن الوضع الإقليمي برمته ليس مستقرا وعلينا أن نكون حذرين ونلتف خلف قيادتنا السياسية الحكيمة التي تقود دوما سفينة الكويت إلى بر الأمان والاستقرار معلنا أننا في لجنة الداخلية والدفاع نتابع الأمر وقد اتصلنا بالمسؤولين في وزارة الداخلية الذين أكدوا أن جميع التدابير الاحترازية لمواجهة التطورات في جنوب العراق قد أخذت في الاعتبار .
وأوضح العنزي أن الكويت ولله الحمد لديها خطط لمواجهة أي تطورات طارئة واتخذت الحكومة التدابير والجهوزية سواء من الناحية الأمنية أو الخدماتية أو الدبلوماسية مؤكدا أن الكويت تسعى إلى استقرار المنطقة ويهمها أن يعم السلام أرجاء الاقليم الذي يتعرض إلى هزات أمنية منذ عقود.
ومن ناحيته أعرب مقرر لجنة الشؤون الخارجيه في مجلس الأمة النائب د. محمد الحويلة عن بالغ قلقه جراء مايحدث من توتر واضطراب في جنوب العراق وتحديدًا في المنطقة الحدودية بين الكويت والعراق.
وقال الحويلة ان مايحدث في المنطقة الحدودية نتيجة متوقعة للتصعيد السلبي في المنطقة وعدم الاستقرار الداخلي الناتج عن التمزق الطائفي والتدخلات الخارجية وأضاف الحويلة أن أخشى مانخشاه أن يكون هذا الاضطراب متعمدًا ومدفوعًا لتهديد الأمن الكويتي.
وأضاف «ندعو الأجهزة الأمنية الى التسلح باليقظة والحذر وعدم التهاون ورفع حالة التأهب للدرجة القصوى وتجهيز فريق لإدارة الأزمة ليضع خطة طوارئ شاملة تحسبا لتطور الأحداث مؤكدين بنفس الوقت ثقتنا الكاملة بوزيري الداخليه والدفاع وورئيس ونائب رئيس الحرس الوطني وجميع قياداتنا الأمنية الكويتية». وأكد الحويلة أن الجهود الدبلوماسية والأمنية الاستراتيجية التي يقوم بها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لتجنيب جر البلاد وجعلها في وسط صراعات اقليمية جهود كبيرة ومقدرة ويجب دعمها من خلال الالتفاف حول قيادة سموه الحكيمة وتعزيز وتقوية جبهتنا الداخلية وهنا ادعو السلطتين للاستعداد التام لعقد جلسة خاصة لمجلس الأمة الكويتي متى ما استلزم الأمر ذلك لنكون صفا واحدًا وعضدًا لسمو الأمير في مواجهة أي خطر.
وقال النائب علي الدقباسي أن وجود المتظاهرين العراقيين بالقرب من حدودنا يعد أمراً مقلقاً. وكتب الدقباسي في تغريدة على حسابه في تويتر:«وجود المتظاهرين العراقيين بالقرب من حدودنا أمر مقلق، ولا أظنه بالصدفة وأنما جاء كحلقة جديدة من مسلسل تهييج المنطقة نتيجة الأحتقان الذي تمر به.
وتابع الدقباسي: «ثقتنا كاملة في جهازنا الأمني للتعامل مع هذا الملف والشعب الكويتي يدعم وبحزم كل الأجراءات التي تحفظ أمن البلاد والعباد».
من جهته حذر النائب ثامر السويط من التهاون في التعامل مع الملف الأمني فيما يخص الأحداث التي تجري حاليا في المنطقة الحدودية بين الكويت والعراق، مؤكدا أنه في ظل هذه الظروف يجب عدم التسويف والمماطلة في اتخاذ كافة الاجراءات والاحتياطات اللازمة.
وأضاف السويط في تصريح صحافي ، أن دول منطقة الشرق الأوسط تعيش منذ سنوات عديدة في عملية شد وجذب وحروب ونزعات وتصفية حسابات فيما بينها ، ولكن بفضل حنكة وخبرة القيادة السياسية في ظل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد استطاعت الكويت أن تبقى على الحياد وتبتعد عن تلك النزاعات.
وتابع : ولكن بقاء الكويت في هذا الموقع المحايد بين جميع الأطراف ربما لا يعجب البعض وقد يحاول أن يجر الكويت إلى ساحة النزاع لتحقيق أهداف وغايات في نفسه ، لذلك يجب أن يكون عنوان هذه المرحلة هو الحذر والاستمرار بنفس الخط المحايد الذي سارت وتسير عليه الكويت والذي رسمه سمو الأمير بحنكه واقتدار.
وأوشح “في أوقات سابقة كان هناك تهاون وتقديم لحسن النوايا ولكن ذلك عاد على البلاد بخسائر فادحة ، لذلك يجب ان تكون الدولة بكافة مؤسساتها وأجهزتها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي ظرف طارئ قد يحصل.
وتشهد العديد من المدن العراقية مظاهرات شعبية للمطالبة بتوفير الخدمات وتأمين فرص العمل للعاطلين.