
أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بشكل أحادي يعد دليلا ساطعا على حجم أزمة القيم والأخلاق التي نعايشها.
وشدد صاحب السمو في كلمته أمام القمة الاستثنائية الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول التركية الجمعة الماضية على أن القرار الأمريكي بافتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس يشكل خرقا صارخاً لقرارات مجلس الأمن الدولي وتقويضا لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال سموه إن مدينة القدس لا يمكن ضمها بالقوة بقرارات أحادية وإنما تخضع للتفاوض بين الأطراف المعنية.
ودان سموه استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي المتعمد للقوة المفرطة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الأيام الماضية وراح ضحيتها العشرات من القتلى وآلاف الجرحى.
ولفت إلى أن هذه الأحداث تزامنت مع مراسم افتتاح السفارة الأمريكية في مدينة القدس الشريف في قرار أحادي يطمس الهوية الفلسطينية لتغيير الوضع التاريخي القائم ويستهدف تهويد المدينة المقدسة والإخلال بتركيبتها السكانية وتغيير هويتها الدينية والتاريخية باعتبارها مدينة لكل الأديان السماوية.
وإزاء هذه التطورات المأساوية وجه سموه تساؤلا للعالم أجمع مفاده:لماذا تستمر معاناة الشعب الفلسطيني..؟ ولماذا نتجاهل ولا ننفذ قرارات مجلس الأمن التي اتخذت ..؟ ولماذا يقف المجتمع الدولي عاجزا عن حل هذه القضية..؟ ولماذا يبقى الضحية قاتلا في عرف إسرائيل..؟ ولماذا تتمكن إسرائيل دائما من الإفلات من العقاب..؟ كما تساءل سموه لماذا كل هذه الأرواح تزهق وهذه الدماء تسال أمام الصمت المطبق للضمير العالمي..؟ مخاطبا العالم أيضا بقوله «إننا عندما نثير هذه التساؤلات فذلك لأننا ندرك أن عواقب ذلك وخيمة وستقود لبؤر للتوتر وبيئة حاضنة للعنف والتهديد وعدم الاستقرار»
وقال سمو أمير البلاد إن دولة الكويت سعت من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن إلى إصدار بيان يدين الانتهاكات الإسرائيلية ومحاسبة مرتكبيها لكن المجلس فشل بكل أسف في إصداره.
وأضاف سمو الأمير أنه تجري حاليا المشاورات حول مشروع قرار تقدمت به دولة الكويت بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ينص على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأوضح سموه أنه في وقت يقف أعضاء مجلس الأمن حدادا على أرواح الشهداء تعبيرا عن إحساسهم بحجم المأساة وعمق المعاناة فإن المجلس في نفس الوقت يقف عاجزا عن تقديم العون للمدنيين العزل في بيان شجب أو قرار إدانة مما يجسد خيبة الأمل والإحباط في تحقيق ما نتطلع له من دور فاعل ومؤثر لمجلس الأمن.
وفيما يلي نص كلمة سموه:» يسرني بداية أن أهنئكم بمناسبة شهر رمضان المبارك داعيا الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة علينا بالخير واليمن والبركات كما يسرني أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لفخامة الأخ رجب طيب أردوغان وإلى حكومة وشعب تركيا الصديقة على ما لمسناه من حفاوة في الاستقبال وكرم ضيافة وسرعة الإعداد والدعوة الكريمة لهذا الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على دعوة المملكة العربية السعودية الشقيقة لعقد دورة طارئة يوم أمس الخميس لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لبحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تعكس حرص المملكة ودورها الرائد والقيادي في التصدي لما يواجهه عالمنا العربي والإسلامي.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لقد تابعنا ببالغ الألم والأسى خلال الأيام القليلة الماضية استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي المتعمد للقوة المفرطة ضد أشقائنا الأبرياء أبناء الشعب الفلسطيني والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى وآلاف الجرحى.
إن هذه الأحداث تزامنت مع مراسم افتتاح السفارة الأمريكية في مدينة القدس الشريف ذلك القرار الأحادي الذي يطمس الهوية الفلسطينية لتغيير الوضع التاريخي القائم والذي يستهدف تهويد المدينة المقدسة وإخلال بتركيبتها السكانية وتغييرا لهويتها الدينية والتاريخية باعتبارها مدينة لكل الأديان السماوية حيث لا يمكن ضمها بالقوة بقرارات أحادية وإنما تخضع للتفاوض بين الأطراف المعنية كما ان ذلك القرار يشكل خرقا صارخا لقرارات مجلس الأمن وتقويضا لعملية السلام في الشرق الأوسط.
سنواصل مساعينا للخروج بقرار أممي يوفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني إسطنبول - إننا إزاء هذه التطورات المأساوية نتوجه بالتساؤل للعالم أجمع لماذا تستمر معاناة الشعب الفلسطيني..؟ ولماذا نتجاهل ولا ننفذ قرارات مجلس الأمن التي اتخذت ..؟ ولماذا يقف المجتمع الدولي عاجزا عن حل هذه القضية..؟ ولماذا يبقى الضحية قاتلا في عرف إسرائيل..؟ ولماذا تتمكن إسرائيل دائما من الإفلات من العقاب..؟ ولماذا كل هذه الأرواح تزهق وهذه الدماء تسال أمام الصمت المطبق للضمير العالمي..؟ ونقول للعالم أيضا اننا عندما نثير هذه التساؤلات فذلك لأننا ندرك أن عواقب ذلك وخيمة وستقود لبؤر للتوتر وبيئة حاضنة للعنف والتهديد وعدم الاستقرار.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لا زلنا نعيش أزمة في قيمنا ومبادئنا عندما نواجه أحداثا مأساوية في العديد من بقاع العالم لاسيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي سوريا وميانمار وغيرها من بقاع الأرض تعتصر معها قلوبنا ألما ففي هذه المناطق نشهد امتهانا لحقوق الإنسان ومعاناة إنسانية طاحنة ونتخذ قرارات في مجلس الأمن وفي إطار الشرعية الدولية لا ترى طريقها إلى التنفيذ لتتضاعف معها حالة الإحباط واليأس التي نعيشها جراء ذلك وتدعونا إلى التفكير في مراجعة آليات عملنا وعلى كافة المستويات لتجاوز ما نعانيه من أزمة حقيقية في القيم والمبادئ ولعل قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بشكل أحادي وتداعياته وما يمثله من تحد صارخ لكل أتباع الديانات السماوية في العالم لدليل ساطع على حجم أزمة القيم والأخلاق التي نعايشها.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لقد سعينا من خلال عضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن لإصدار بيان يدين الانتهاكات الإسرائيلية ومحاسبة مرتكبيها ولكن المجلس وبكل أسف فشل في إصداره وتجري حاليا المشاورات حول مشروع قرار تقدمنا به بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ينص على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وفي الوقت الذي يقف فيه أعضاء مجلس الأمن حدادا على أرواح الشهداء تعبيرا عن إحساسهم بحجم المأساة وعمق المعاناة إلا أن المجلس في نفس الوقت يقف عاجزا عن تقديم العون للمدنيين العزل في بيان شجب أو قرار إدانة وهو ما يجسد خيبة الأمل والإحباط في تحقيق ما نتطلع له من دور فاعل ومؤثر لمجلس الأمن ورغم ذلك ستواصل بلادي مساعيها للخروج بقرار ينص في مجمله على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الشقيق من الممارسات القمعية التي يتعرضون لها في تعبيرهم السلمي لمطالبهم كما ستواصل بلادي مساعيها الداعمة للأشقاء الفلسطينيين في تقرير حقهم المشروع بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بموجب ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين.
وفي الختام أجدد الشكر لكم جميعا متمنيا لاجتماعنا اليوم كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وكان صاحب السمو قد عاد والوفد الرسمي المرافق لسموه إلى أرض الوطن فجر أمس قادما من جمهورية تركيا الصديقة وذلك بعد أن ترأس سموه وفد دولة الكويت في القمة الإسلامية الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والتي عقدت في مدينة اسطنبول.
وقد كان في استقبال سموه على أرض المطار سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وكبار المسؤولين بالدولة.
هذا ورافق سموه وفد رسمي ضم كلا من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير المالية الدكتور نايف الحجرف ومدير مكتب حضرة صاحب أحمد فهد الفهد والمستشار بالديوان الأميري محمد أبوالحسن ورئيس المراسم والتشريفات الأميرية الشيخ خالد العبدالله ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله ورئيس الشؤون الإعلامية والثقافية بالديوان الأميري يوسف الرومي ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد الناصر وكبار المسؤولين بالديوان الأميري ووزارة الخارجية.