العدد 2943 Thursday 14, December 2017
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الأمير : قرار ترامب جائر وانتهاك صارخ للشرعية الحكومة الجديدة : التحدي الأكبر أمامنا إنجاز «رؤية الكويت 2035» الغانم إلى الرباط لحضور القمة البرلمانية الطارئة بشأن القدس خادم الحرمين : مصرون على مواجهة الفساد بعدل وحزم لاعبو «الأزرق» : جاهزون للفوز بـ «خليجي 23» الأمير: هبوا لنصرة القدس الشريف وحافظوا على هويتها الإنسانية والتاريخية والقانونية نائب الأمير حضر حفل توزيع جوائز «التقدم العلمي» نائب الأمير استقبل المبارك ووزيري الدفاع والداخلية الاستغناء عن سيارات الوقود ينقذ أرواح الآلاف أوروبا تطلق أقماراً صناعية وتقترب من الاستقلال بنظامها الملاحي المؤشرات تتزين بالأخضر...والسعري يرتفع 40.2 نقطة العواد: «الكيماويات البترولية» تدخل المفاوضات النهائية لمشروع «مجمع العطريات» بالبحرين بنك وربة يطلق جهاز « بنك إكسبرس» المصرفي بونياك يستبعد 8 لاعبين ويستقر على 28 الوداد يودع مونديال الأندية صفر اليدين إبراهيموفيتش: غوارديولا يفتقد للنضج القدس في سابع أيام الاحتجاج: دعوات للتصعيد تزامناً مع قمة إسطنبول اليمن: التحالف يستهدف الميليشيات في حجة ليبيا : قتيلان و12 جريحاً من الجيش الليبي في بنغازي

محليات

الأمير: هبوا لنصرة القدس الشريف وحافظوا على هويتها الإنسانية والتاريخية والقانونية

عقدت أمس الدورة الاستثنائية لمؤتمر القمة الاسلامية لمنظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول بحضور رئيس وفد الكويت سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد،وقادة وممثلي الدول الأعضاء.
وأكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن الجميع مطالبون اليوم بأن يهبوا لنصرة القدس الشريف والحفاظ على هويتها  الإنسانية والتاريخية والقانونية ومواجهة القرار الجائر باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها باعتباره قرارا أحاديا يشكل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ودعا سمو الأمير في كلمته أمام الدورة الطارئة لمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت في مدينة اسطنبول التركية أمس إلى الضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن قرارها الأحادي بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل الذي يمس كافة الأديان السماوية ويشكل إضرارا بعملية السلام وإخلالا بعملية التفاوض المتوازنة.
 وفيما يلي نص كلمة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في الدورة الطارئة لمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول:»بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..   فخامة الأخ الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الصديقة - رئيس الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي.. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين.. أصحاب المعالي والسعادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر لأخي فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان وإلى حكومة وشعب تركيا الصديقة على الدعوة الكريمة لهذا الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي تلك الدعوة التي تعكس بحق إدراكا واستشعارا لخطورة الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية حيال الوضع القانوني والسياسي لمدينة القدس الشريف.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..   إذا كان الحريق الذي اندلع في المسجد الأقصى منذ ما يقارب الخمسة عقود قد تنادت على أثره دولنا الإسلامية إلى إنشاء منظمة التعاون الإسلامي فإننا مطالبون اليوم بأن نهب لنصرة القدس الشريف والحفاظ على الهوية الإنسانية والتاريخية والقانونية ومواجهة هذا القرار الجائر باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها باعتباره قرارا أحاديا يشكل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
إننا نعيش في منطقة يتعرض فيها الأمن والاستقرار إلى تهديد مباشر ومتواصل كما أن التنظيمات الإرهابية تعبث بأمننا ونرى اليوم بأن القرار الأمريكي الأخير بشأن القدس يعد تراجعا وتعطيلا لجهودنا جميعا وتغذية لبؤر التوتر في منطقتنا وتحفيزا للارهاب.
لابد لنا من الإشارة بالتقدير للموقف الدولي الرافض للقرار الأمريكي والذي تم التعبير عنه في جلسة مجلس الأمن الأخيرة واجتماع مجلس جامعة الدول العربية ولم يقتصر ذلك الموقف على المستوى الرسمي بل تعداه إلى مواقف العديد من شعوب الأرض والتي نددت بذلك القرار وهنا لابد لنا من الإشارة بأنه إذا كان الموقف الدولي بكافة هيئاته الرسمية والشعبية قد اتخذ هذا الموقف.
فأين الصواب في الموقف الأمريكي الأحادي ؟
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. إن علينا التحرك وبالتعاون مع التكتلات الآسيوية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي واتحاد دول أمريكا اللاتينية والكاريبي والتكتلات الإقليمية الأخرى للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية للتراجع عن هذا القرار الأحادي الذي يمس كافة الأديان السماوية ويشكل إضرارا بعملية السلام وإخلالا بعملية التفاوض المتوازنة وتأتي مطالبنا هذه للولايات المتحدة الأمريكية انطلاقا من ثقتنا بحرصها على عملية السلام وتمسكها بها باعتبارها راعيا أساسيا لهذه العملية كما أننا ندعو الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل مع المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 من خلال حل سلمي يحقق قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
إن دولة الكويت وهي تستعد لشغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن خلال الأيام القادمة لتؤكد بأنها ستعمل جاهدة على التنسيق والتعاون مع الدول الاسلامية الأعضاء في مجلس الأمن لضمان تنفيذ ما يتم التوصل إليه من قرارات خلال هذه القمة.
وفي الختام أكرر الشكر لكم جميعا متمنيا لأعمال اجتماعاتنا كل التوفيق والسداد..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وكان صاحب السمو غادر والوفد الرسمي المرافق لسموه ظهر أمس مدينة اسطنبول بجمهورية تركيا الصديقة وذلك بعد أن ترأس وفد الكويت في الدورة الاستثنائية لمؤتمر القمة الاسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي.
‎وكان في وداع سموه على أرض المطار والي اسطنبول مهمت علي ألوتيس وسفيرنا لدى جمهورية تركيا غسان يوسف الزواوي وقنصل عام دولة الكويت لدى اسطنبول محمد فهد المحمد وأعضاء السفارة.
ودعت الدورة الاستثنائية لمؤتمر القمة الاسلامية لمنظمة التعاون الاسلامي حول القدس أمس جميع دول العالم الى الاعتراف بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين.
وأعلن البيان الختامي الصادر عن القمة اعتراف منظمة التعاون الاسلامي بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد البيان رفض وادانة الدول الأعضاء بالمنظمة بأشد العبارات لقرار الولايات المتحدة «غير القانوني» بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأشار البيان الى أنه «في حال عدم تحرك مجلس الأمن الدولي بشأن القدس فإننا مستعدون لطرح المسألة على الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وألقى الملك عبدالله الثاني ملك الاردن كلمته كلمة، قائلا:» إن أغلب ما يشهده العالم العربي والعالم من حولنا،من انتشار العنف والتطرف،هو نتيجة لغياب حل عادل للقضية الفلسطينية، وما ترتب على ذلك من ظلم وإحباط»،مؤكداً أن المتطرفون قد اتخذوا من هذا الواقع المرير عنواناً لتبرير العنف والإرهاب،الذي يهدد الأمن والاستقرار في العالم أجمع.
وأضاف العاهل الاردني»لا يمكن أن تنعم منطقتنا بالسلام الشامل، إلا بحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، ووصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية، فالقدس هي الأساس الذي لا بديل عنه لإنهاء الصراع التاريخي.
وتابع»إن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل قرار خطير، تهدد انعكاساته الأمن والاستقرار ويحبط الجهود لاستئناف عملية السلام.
وزاد»ولطالما حذرنا من خطورة اتخاذ قرارات أحادية تمس القدس خارج إطار حل شامل، يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في الحرية والدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية،مبيناً أن محاولات تهويد مدينة القدس، وتغيـير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، سيفجر المزيد من العنف والتطرف، فالمدينة مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاثة.
وشدد على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية تاريخية، يتشرف الأردن ويستمر بحملها،مستدركا وسنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى»الحرم القدسي الشريف»وأنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية، ولا بد لنا من العمل يدا واحدة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد. وبين أن الاشقاء الفلسطينيين يستحقون دعمنا الكامل، ليتمكنوا من الصمود ومواصلة العمل مع جميع أطراف المجتمع الدولي ومؤسساته، للوصول إلى حل عادل وشامل، يرفع الظلم التاريخي عنهم ويلبي حقهم في دولتهم.
وأضاف لقد اتفقنا في القمة العربية في الأردن أن خطورة ما نواجهه، تستدعي عملا جماعيا لحماية مصالحنا العربية والإسلامية، من تحديات تزداد خطورة وتزداد معها الحاجة لتجاوز كل خلافاتنا، وتوحيد جهودنا لحماية القدس، لحماية أمننا وحق شعوبنا في العيش بأمن وسلام.
وبين أن القدس أولى القبلتين، القدس في وجدان كل المسلمين، والقدس في وجدان كل المسيحيين. إن حق المسلمين والمسيحيين في القدس أبدي خالد.
وخلص إلى القول «أصدقائي، القدس من أكثر الأماكن قدسية في الإسلام، إنها راسخة في قلوب كل المسلمين كما هي راسخة في قلوب كل المسيحيين.. إن حقنا، مسلمون ومسيحيون، في القدس أبدي خالد».
من جانبه أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أي قرار حول مدينة القدس التي تخضع للاحتلال الاسرائيلي ليس له أي تأثير معتبرا اسرائيل دولة احتلال وارهاب.
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التى ألقاها في انطلاق أعمال القمة الاسلامية الطارئة في مدينة اسطنبول.
وقال أردوغان أن «قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول القدس يعني معاقبة الفلسطينيين الذين طالبوا بالسلام مرارا وهو مخالف لجميع القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية ولذلك لن يكون له اي اعتبار طالما هي تحت الاحتلال».
وأضاف أن «الامم المتحدة اتخذت قرارا واضحا عام 1980 اكدت فيه انه لا يمكن لأي دولة ان تضع سفارتها في القدس».
ولفت اردوغان الى انه «منذ نشأة اسرائيل واصلت الاراضي الفلسطيينة التقلص فيما توسعت رقعة الاراضي الاسرائيلية» مبينا ان القدس تحت الاحتلال واي شخص يزورها يرى هذا الأمر بوضوح.
وأكد ان «هذه القمة الاسلامية تهدف الى مناقشة الانتهاكات التي تطال الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس وهي مدينة الأقصى اولى القبلتين مشيرا الى ان قرار ترامب بشأن القدس شجع التطرف والارهاب كما فعلت أمريكا في سوريا.
وأوضح اردوغان انه لا يمكن أن يكون هناك سلام في العالم طالما لم يتم التوصل الى حل عادل للقضية الفلسطينية معتبرا قرار ترامب بمثابة «ضربة قاسية للحضارة العربية والاسلامية».
بدوره قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في كلمة مماثلة أن «بريطانيا تطوعت لإعطاء فلسطين للحركة الصهيونية وشريكها الأساسي كان الولايات المتحدة الامريكية وتابعت هذه الصفقة خطوة خطوة حتى تم تنفيذها بعد الانتداب».
وأضاف انه «بعد وعد بلفور جاء وعد جديد قدم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس لاسرائيل وكأنه يقدم مدينة من مدن الولايات المتحدة».
واشار عباس إلى أن «بريطانيا الآن اتخذت موقفا مغايراً لموقفها في وعد بلفور ولكن هذا لن يعفيها من الاعتذار واذا مر وعد بلفور لا ولن يمر وعد ترامب بعد الذي رأيناه من كل شعوب العالم ومن كل منظمات العالم ومن كل دول العالم التي وقفت وقفة واحدة ضد القرار الظالم الذي أعلنه ترامب».
وشدد على أن القدس كانت ومازالت وستظل إلى الابد عاصمة دولة فلسطين وهي درة التاج وزهرة المدائن وأرض الاسراء والمعراج.
واعتبر قرار ترامب نقل السفارة الامريكية الى القدس انتهاكا صارخا للقانون الدولي وبخاصة قرارت مجلس الامن التي تنص صراحة على انه لا يجوز لدولة ان تنقل سفاراتها لمدينة القدس.
وكان عقد في وقت سابق أمس اجتماع الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان «العمل الموحد في التضامن مع القدس» وترأس وفد الكويت بالاجتماع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو دعا أمس منظمة التعاون الاسلامي لتشجيع باقي دول العالم للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وفق حدود عام 1967.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في اجتماع الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي في مدينة اسطنبول تحت عنوان «العمل الموحد في التضامن مع القدس» لبحث تداعيات اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها وسبل التحرك بشكل موحد ومنسق في مواجهة هذه التطورات.
وقال جاويش أوغلو أن «هذا الاجتماع يهدف إلى وقف الاضطهاد بعد أن أصابت الولايات المتحدة الضمير الانساني بشكل عميق من خلال قرارها الباطل والملغي».
واضاف أن  «اسرائيل تهدف إلى اضفاء الشرعية على محاولة الاحتلال»،داعيا إلى حماية القدس التي هي موقع للديانات الابراهيمة الثلاث.
وطالب جاويش أوغلو بالاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين قولا وفعلا،مؤكداً أن القمة الاستثنائية والمقرر عقدها في وقت لاحق ستظهر نضال الأمة الاسلامية.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق