
نيويورك «كونا» جرت مراسم التوقيع على الاتفاق العالمي حول المناخ في مقر الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم الجمعة بحضور ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء.
وكان سموه قد شارك قادة ورؤساء الوفود الممثلة لأكثر من 165 دولة في التوقيع على بنود الاتفاق.
ويضم وفد دولة الكويت كلا من وزير الاشغال ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة الدكتور علي صالح العمير وسفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الامريكية الشيخ سالم العبدالله ومندوب دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي والمدير العام للهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله ألاحمد وعدد من كبار المسؤولين في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء
وأعرب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة الافتتاح بمقر الجمعية العامة للمنظمة الدولية عن سعادته بهذا "اليوم التاريخي" وتوقيع وتصديق الاتفاق "فنحن نصنع تاريخ." ودعا المجتمع الدولي إلى تطبيق لإجراءات التي تقلل من المخاطر المناخية وحماية المجتمعات المحلية بالإضافة الى الإجراءات التي تضع العالم يتبع مسار أكثر أمانا وأكثر ذكاء.
وقال ان هذا الجمع التاريخي الذي يضم اكثر من 165 دولة للتصديق على اتفاقية واحدة يعد نقطة تحول هامة للأجيال القادمة.
ودعا الامين العام للأمم المتحدة إلى تحويل اتفاقية باريس الى عمل ملموس وان يتم العمل بإتقان حتى لا يكون موضوع المناخ "عبئا".
واضاف بان كي مون في كلمته "ان هذه الخطوة تأتي بمزايا كثيره ومنها تخفيف معاناة الفقراء والمستضعفين." ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "ان هذا اليوم يستجيب لطموح الانسانية والاجيال القادمة.. الحضور مؤهلون لتوقيع اتفاقية شاملة وكاملة تعود بالنفع على الجميع".
كما دعا هولاند المجتمع الدولي والمدني إلى تنفيذ الالتزامات التي قطعها الجميع في ديسمبر 2015 في باريس مشددا على ضرورة تحويل الالتزامات الى عمل ملموس.
ويهدف اتفاق المناخ الى الحفاظ على متوسط الارتفاع العالمي لحرارة الأرض تحت مستوى درجتين مئويتين من اجل تجنب المزيد من العواقب الوخيمة لتغير المناخ ومنها الجفاف والفيضان وذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع منسوب مياه البحر.
ويدخل اتفاق باريس حول تغير المناخ حيز التنفيذ بعد مضي 30 يوما بعد مصادقة 55 دولة على الاقل مسؤولة عن نسبة 55 في المئة من انبعاثات الغازات الدفيئة.
ودعت الكويت دول العالم لا سيما الاكثر تسببا بالانبعاثات الى سرعة التصديق على الاتفاق العالمي حول المناخ من اجل الاستجابة العالمية الفعالة لتنفيذ بنودها للبقاء على متوسط درجة الحرارة العالمية اقل بدرجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
جاء ذلك في كلمة القاها المدير العام للهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله ألاحمد عضو الوفد المرافق لممثل صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء على هامش مراسم التوقيع على الاتفاق العالمي حول المناخ في مقر الجمعية العامة للامم المتحدة.
وحث الشيخ عبدالله الأحمد الدول المتقدمة على الوفاء بالتزاماتها في التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات بهدف تحفيز ودعم الدول النامية للتكيف مع تأثيرات تغير المناخ لأن اي تأخير من شأنه ان يفضي الى عواقب تؤدي لتزايد التأثيرات الضارة لهذه الظاهرة.
وقال ان مواصلة الجهود الدولية الرامية الى مواجهة تاثير التغيرات المناخية تشكل تحديا عالميا من اجل بلوغ مستويات اعلى من التخفيف ومستويات افضل من التكيف مشيرا الى "ان دولة الكويت تسعى الى التكيف مع الاثار السلبية لظاهرة تغير المناخ".
واضاف أن الكويت تؤكد على مبدأ الشفافية الكاملة للوصول الى هذه الاهداف وعلى اهمية ادماج استراتيجيات التكيف في السياسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ليتزامن مع توفير الدول المتقدمة للتمويل اللازم للدول الاقل نموا من اجل ضمان العيش الكريم في سياق خطط التنمية.
وشدد على ان هذه الخطوات من شأنها رفع مستوى الطموح والاسراع في جعل العالم مكانا اكثر استدامة بشكل يعزز أنماط الاستهلاك والانتاج المستدام مع الاخذ بالحسبان الظروف والامكانيات الوطنية والاقليمية.
واكد الشيخ عبدالله الأحمد ان دولة الكويت تسعى للوصول الى هذه الخطوات عبر تنويع مصادر الطاقة وتحسين كفاءتها والاهتمام بالطاقة المتجددة والانتقال الى نظام اقتصادي منخفض الانبعاثات موضحا ان ذلك يأتي "ايمانا منا بدورنا الانساني وبأهمية البيئة والمناخ المحيط بالانسان لضمان مستقبل افضل للاجيال القادمة".
وجدد التأكيد على ان الكويت ومن خلال توقيعها على الاتفاق تبين دعمها للجهود التي تبذلها الامم المتحدة في هذا المجال مشيرا الى انها دعت جميع الاطراف في اتفاقية الامم المتحدة الاطارية لتغير المناخ الى تبادل المعارف العلمية والخبرات وتعزيز تدابير الاستجابة ونظم الانذار المبكر للحد من مخاطر الكوارث.
وشاركت دولة الكويت قادة ورؤساء والوفود الممثلة لاكثر من 165 دولة في التوقيع على بنود الاتفاق