روما – كونا: أكد رئيس جهاز الأمن الوطني الكويتي الشيخ ثامر العلي عدم امكانية تجاهل القضية الفلسطينية وممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين مشيرا الى أن حلها هو مفتاح الاستقرار الجيو-سياسي في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة الشيخ ثامر العلي الختامية لمناقشات المؤتمر الدولي الذي نظمته (مؤسسة كلية دفاع حلف شمال الأطلسي) في روما الخميس الجمعة الماضيين حول «الجيوسياسة العربية في خضم الاضطراب» بمشاركة نخبة من الشخصيات والخبراء والباحثين المعنيين بالقضايا الاستراتيجية.
وبعدما استعرض رئيس جهاز الأمن الوطني بالتعقيب مداخلات المشاركين بمختلف آرائهم حول بذور الصراعات التي تعصف بالمنطقة العربية نبه الى مغبة الطروحات التعميمية مشددا على ضرورة الأخذ بالاعتبار خصوصية كل بلد من بلدان المنطقة بتاريخه وتقاليده التي تؤثر في صياغة سياسته.
ولفت الى تركيز المداخلات والمناقشات التي شهدها المؤتمر في معظمها على ايران والأزمات الراهنة والحديث عن اللاعبين من غير الدول والجماعات والتنظيمات المنتشرة دون الخوض في جذور ومنابع ظهور هذه الظاهرة و»من صنعها» مؤكدا أن القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي تبقى القضية المحورية والأساسية.
وتحدث الشيخ ثامر العلي عن الأثر العميق لممارسات قوات الاحتلال غير الانسانية والظالمة ضد الفلسطينيين ومنها مشاهد قتل الطفل محمد الدرة في اثارة نفوس المواطن العربي والاسلامي التي تشحنها وما تتيحه هذه القضية من استغلال ومزايدات سياسية من أطراف عديدة تساهم في تأجيج الصراعات.
كما ذكر بما عانته بلدان المنطقة من التنظيمات الارهابية التي تتستر برداء القضية الفلسطينية وما اقترفته في الكويت كما في البحرين.
وفي مجال الحديث عن خطر الارهاب وجرائم ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) أكد الشيخ ثامر العلي أن الواقع التاريخي للعالم الاسلامي على مدى القرون منذ عهد الرسالة يقطع بانعدام أي صلة بين تنظيم داعش الارهابي الوحشي المشبوه وبين دين الاسلام السمح رافضا محاولة الصاق هذه الجماعات بالاسلام.
وخلص في كلمته التي لاقت تقدير المشاركين الى أن حل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية هو مفتاح انهاء الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة وتهدد السلام والأمن العالميين باحلال السلام العادل مع ضرورة تخلي القوى الاقليمية عن نزعات الهيمنة وفتح أبواب الحوار التعاون في البناء والتنمية.
وبحث المؤتمر الدولي على مدى جلساته أمس الخميس واليوم الجمعة تداعيات الثورات العربية والانفتاح الأمريكي الايراني وما أحدثته من تغييرات هامة في المشهد الأمني الاستراتيجي الاقليمي وكذلك في البلدان التي لم تشهد تحولات سياسية.
وتناول المشاركون أبعاد وتطورات الأزمات المتفاعلة في المنطقة وجذورها من الحرب السورية والصراع في اليمن وتمدد الارهاب في ليبيا والعراق ودور اللاعبين الاقليميين من ايران وتركيا وروسيا بالاضافة الى طبيعة (داعش) والمنظمات الارهابية وآفاق الحلول والسيناريوهات المحتملة ومستقبل العمليات السياسية الجارية.
وشارك في أعمال المؤتمر قائد كلية دفاع الناتو بروما الكومندانت جانوسز بوجارسكي وعدد من الشخصيات العربية في مقدمتها أمين عام الجامعة العربية السابق عمرو موسى ورئيس الوزراء الليبي الأسبق محمود جبريل ورئيس وزراء اليمن السابق رشاد العليمي وعدد من رؤساء المراكز البحثية والاستراتيجية الاقليمية والدولية.
من جانبه أعلن رئيس مؤسسة كلية دفاع حلف شمال الاطلسي (ناتو) أليساندرو مينوتو ريتسو انضمام رئيس جهاز الأمن الوطني الكويتي الشيخ ثامر العلي الى عضوية مجلس المؤسسة الاستشاري تقديرا لرؤيته ودور الكويت الاستراتيجي في الأمن الاقليمي.
جاء ذلك في تصريح أدلى به مينوتو ريتسو لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) مساء أمس الاول بمناسبة انتهاء أعمال مؤتمر دولي نظمته المؤسسة حول موضوع (الجيوسياسة العربية في خضم الاضطراب) على مدى يومين وشارك به الشيخ ثامر العلي.
واوضح مينوتو ريتسو ان قرار المؤسسة منح عضوية مجلس ادارتها الاستشاري القائم على رسم برامجها والاشراف على نشاطها للشيخ ثامر العلي بجانب نخبة من أبرز الخبراء في العالم «جاء تقديرا لمكانته ومواهبه التي برزت على مدى عشر سنوات من التعاون في اطار مبادرة اسطنبول».
وعبر عن تقديره الشخصي «للصديق الشيخ ثامر الصباح» واعتزازه بمعرفته منذ تردده على الكويت في اطار مباحثات التحضير لمبادرة اسطنبول وتوسيع نطاق التعاون العسكري والأكاديمي والفكري لمواجهة قضايا الاستقرار الاقليمي والعالمي بين الكويت والحلف.
وحول دور الكويت في هذا الحوار قال مينوتو ريتسو ان الكويت بلد متزن يحكم بشكل جيد ولديه «مجتمع هو الأكثر تقدما وانفتاحا بين باقي البلدان المحيطة التي تمر بظروف مقلقة جدا» مؤكدا انه لذلك «من المصلحة ان يسمع صوت الكويت الهادئ في العالم».