يجتمع اعضاء مجلس امناء جائزة «السميط للتنمية الافريقية» في دولة الكويت غدا لبحث كيفية منح الجائزة للعام الحالي للمرة الاولى منذ اطلاقها قبل عامين.
وكان سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد اعلن خلال القمة الافريقية العربية التي عقدت بدولة الكويت في شهر نوفمبر عام 2013 عن الجائزة التي سميت باسم الراحل الدكتور عبدالرحمن السميط وهو طبيب كويتي كرس حياته لجمع الاموال لدعم المشاريع الانسانية والخيرية في مجالات الصحة والتعليم والغذاء للمحتاجين في افريقيا.
ويضم مجلس امناء الجائزة الرئيس المشارك لمؤسسة «بيل وميليندا غيتس» بيل غيتس ورئيس مجلس ادارة الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي عبداللطيف الحمد والمدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين.
وسيناقش المجلس برئاسة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد في اجتماعه الذي سيعقد بقصر بيان غدا ما اذا كان سيتم منح الجائزة التي تبلغ قيمتها مليون دولار لشخص واحد او مؤسسة او اكثر من شخص.
ويتمحور موضوع الجائزة للعام الحالي حول الصحة حيث يتعين على المشاركين تقديم ابحاثهم حول الامراض المعدية المنتشرة في افريقيا مثل الايبولا والملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب «ايدز» او توفير الكادر الطبي والادوية والمعدات والمراكز الطبية.
وتتضمن الجائزة مبلغا نقديا وميدالية ذهبية ودرعا وشهادة تقدير حيث ستمنح للافراد او المؤسسات الذين احدثت مشاريعهم وبحوثهم تقدما كبيرا في ميدان الصحة.
وسيتم قبول الترشيحات من المؤسسات والمراكز العلمية «الجامعات والمعاهد ومراكز البحث العلمي» والمنظمات الاقليمية او الدولية او التابعة للامم المتحدة والفائزين السابقين بجوائز في مجال الصحة.
ويتعين على المرشحين تقديم مشاريعهم للحصول على الجائزة قبل نهاية الشهر الجاري حيث سيتم منح الجائزة في العام المقبل.
وتضم الجائزة مجالين آخرين هما الامن الغذائي والتعليم حيث يهدفان الى تطوير الزراعة وتوفر حلول لمشاكل البيئة التي تعوق التنمية والانتاج الزراعي وتوفير التعليم الاساسي والتطبيقي وانتشار المدارس وتوفير المعلمين والمدربين.
وكرس السميط الذي توفي عام 2013 حياته لمساعدة الفقراء والايتام في المناطق النائية والمحرومة في جميع انحاء القارة الافريقية حيث قضى اكثر من ثلاثة عقود من حياته في العمل الخيري بالقارة الافريقية.
وساهم السميط في توفير الرعاية لآلاف الايتام وحفر حوالي 9500 بئر ارتوازية وانشاء 860 مدرسة واربع جامعات و204 مراكز اسلامية فيما قدم اهتماما خاصا للبلدان التي تعاني من المجاعة والجوع وانتشار الامراض مثل اثيوبيا واريتريا وجيبوتي وكينيا وموزمبيق وملاوي وزامبيا وزيمبابوي وانغولا.
وتحدى السميط الذي قاد جمعية العون المباشر التي كانت نشيطة في افريقيا جميع العقبات التي واجهته وقام بعدد من الرحلات في عمق الادغال الافريقية وعرض نفسه لأخطار واهوال السفر من خلال الغابات النائية من اجل تنفيذ مهمته الخيرية واحلال السلام وتقديم المساعدات للمحتاجين في افريقيا. وكرم بيل غيتس الذي من المقرر ان يتواجد في دولة الكويت غدا السميط في مقال نشر الشهر الماضي وأعرب عن تقديره لانجازاته الكبيرة.
وقال غيتس في المقال ان الطبيب والداعية الاسلامي والمحب للعمل الخيري جسد التقاليد الكويتية من الكرم والاهتمام بالمحتاجين والتي ادت الى تكريم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون العام الماضي لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح كقائد للعمل الانساني.
ولفت الى انه باعتباره عضوا بمجلس امناء الجائزة سيساهم في تقييم اعمال المرشحين للجائزة الاولى.
وأوضح غيتس ان الجائزة ستسير على خطى الدكتور السميط في افريقيا وستعمل على توفير عالم افضل للملايين الذين مازالوا يعيشون في الفقر هناك.
وذكر غيتس ان السميط ادرك ان تخفيف معاناة افقر دول العالم يتطلب البدء بالاحتياجات الاساسية للحياة كالحصول على الرعاية الصحية والتعليم والمياه النظيفة والادوات الزراعية اللازمة للقضاء على الجوع وسوء التغذية مع التركيز على الاشخاص الاكثر فقرا في افريقيا.
