استضافت جمعية إحياء التراث الإسلامي سماحة الشيخ د. صالح السدلان - أستاذ الدراسات العليا في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - في لقاء مفتوح مع شباب المنطقة وكان لقاءً أبويًا حميميًا جاوب فيه الشيخ على أسئلة الشباب التي ركز أغلبها على واقع الأمة والفتن التي تمر بها وكيفية التعامل مع هذا الواقع.
وفي بداية اللقاء الذي أشرفت على تنظيمه لجنة الدعوة والإرشاد في منطقة العارضية التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي أكد الشيخ السدلان على مكانة جمعية إحياء التراث وأثنى عليها وعلى جهودها قائلاً : «نحن في هذا اللقاء وغيره نتشوق دائمًا إلى المصلحين، وإلى من يقوم برعاية شؤون المسلمين، وأحسب أن جمعية إحياء التراث وأنصارها وأعوانها إن شاء الله في مقدمة هؤلاء، والجهود التي تبذلها جهود عظيمة، وأعمال مفيدة، والحمد لله فإننا نرى الجمعية ولله الحمد تزداد قوةً ونشاطًا، برغم ما يقوم به أعداء الدعوة إلى الله جل وعلا من تشويه لها ولجهودها، وبرغم ما يحاك لها ويراد لها من خذلان، فإن هذا لن يتحقق منه شيء بإذن الله».
ثم أكد الشيخ على أهمية اللقاء قائلاً: «لا شك أن هذا اللقاء المبارك وهذا التجمع الكريم العظيم يصب في مصلحة اجتماع كلمة المسلمين وتعاونهم على الخير والبر والتقوى، ونسأل الله أن يعينكم على ما تقومون به من جهود في رعاية مصالح المسلمين وتجميع كلمتهم والإحسان إلى من يريد الإحسان إلى غير ذلك من الأمور، وأقول إن من كان في شأن أخيه فإن الله جل وعلا يرعاه ويحفظه، ومن كان في مصلحة من مصالح المسلمين فإن الله جل وعلا يعينه، فقد جاء في الحديث: «أحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله»، فالذين ينفعون المسلمين المستضعفين والمحتاجين ولاسيما المحتاجون للعلم الشرعي والتعلم والدعوة ، وإلى حضور مجالس العلم، حتى يصبحوا يومًا من الأيام من رجاله، فلا شك أن هذا جهاد عظيم، فإن إصلاح البشر على دين الله وعلى ما شرع الله، هذا من أجل الطاعات وأفضل القربات، فأنت حينما تغيث شخصًا إلى حظيرة الإسلام وتكون سببًا في هدايته واستقامته، فهذا أجر عظيم وفضل كبير يحصله من قام بهذا الجهد العظيم». ثم ختم الشيخ صالح السدلان كلمته بنصيحة إلى طلبة العلم قائلاً: «على طلبة العلم أن يقبلوا على نشر العلم، فنحن في أمس الحاجة إلى مضاعفة الجهد، فمن فرغ نفسه منهم لهذا العمل المبارك بنسبة «30 في المئة» فليجعلها «60 في المئة»، لأن الناس حاجتهم أكثر الآن وحاجتهم تضاعفت، فتضاعفت بالتالي مسئولية طلبة العلم ، وعليهم أن يعملوا على جمع الكلمة وتوحيد الصف والتعاون فيما بينهم وألا يختلفوا ويتنازعوا وأن ينظموا أنفسهم وأعمالهم حتى تثمر جهودهم بإذن الله».