في جنازة مهيبة، شيعت الكويت أحد رواد العمل الخيري والدعوي في البلاد الشيخ نادر النوري، والذي صال وجال في العديد من دول العالم العربية والإسلامية متلمسا احتياجات الفقراء من أيتام وأرامل ومطلقات وطلبة علم ومرضى، وملبيا لها بكل ما أوتي من قوة.
وتواصلت ردود الأفعال من الجمعيات الخيرية والدعوية المعزية في وفاة النوري رحمه الله، حيث نعت جمعية النجاة الخيرية ببالغ الأسى وفاة المغفور له بأذن الله تعالى رجل العمل الخيري والدعوي فقيد الأمة الإسلامية فضيلة الشيخ نادر النوري أحد رجالات العمل الخيري والدعوي الكويتي الذين افنوا حياتهم في خدمة الإسلام والمسلمين، وسخروا طاقاتهم وجهودهم لرفع المعاناة عن المنكوبين وإغاثة الملهوفين وتضميد جراح المرضى والمصابين.
وفي هذا الصدد قال مدير عام الجمعية د.محمد الانصاري عندما تتحدث عن الشيخ نادر النوري فإنك لا تعرف من أين تبدأ وبأي الخصال الكريمة والحسنة تستهل الحديث فلقد عرفناه على الدوام محباً للعمل الخيري والدعوي صاحب ابتسامة جميلة يوزعها على كل من يقابله ، استطاع من خلال اسلوبه المميز ودماثة خلقه ودعوته الربانية الخالصة ، ان يجعل له مكانة مميزة في قلوب من يجلس معه أو يستمع لحديثه فكان له عظيم الأثر في تربية أبنائنا على المنهج الوسطي المعتدل ، وغرس في نفوسهم حب العمل الخيري والدعوي وخدمة الإسلام والمسلمين .
وتابع : عندما نتحدث عن الشيخ نادر النوري فأننا نتحدث عن احد رواد العمل الخيري ليس في الكويت و الدول الإسلامية فحسب بل في العالم باسره ،فالمغفور له بصمات جديرة وواضحة للعيان في العمل الخيري في كل بقاع الأرض ، فكان يعمل بصمت ويحرص على تحمل مشاق السفر والتعب ،فلم يعوقه المرض من إيصال المساعدات للفقراء والأيتام والأرمال عن كثب .
وذكر الانصاري : الشيخ النوري صاحب مدرسة عظيمة في العمل الخيري والدعوي فقد قضى رحلة طويلة امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً في الحقلين الدعوي والخيري. فرحمه الله تجده يشارك الندوات والمؤتمرات والتجمعات الدعوية والمحلية والدولية ، كما تعرفه بقاع ضربها زلزال، ومناطق دمرها فيضان، وأناس شردهم اعصار واطفال اصابهم اليتم وفقراء انهكهم شظف العيش يعرف له العلماء والدعاة فضله وقدره في حقل الدعوة الإسلامية ويتقدم صفوف رجالات العمل الخيري والتطوعي.
وحول اسهامات الشيخ نادر رحمه الله قال الانصاري : بصماته رحمه الله عليه جلية للعيان فقد ساهم بشكل فعال في انشاء العديد من اللجان الخيرية في الكويت وخارجها، فهو عضو مؤسس في معظم الجمعيات الخيرية وأمين عام جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية ورئيس لجنة التعريف بالإسلام ورئيس لجنة فلسطين الخيرية تولى منصب مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالنيابة خلال فترة التسعينات عضو مؤسس في اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة، وعضو في مجلس اليوم العالمي للمتطوعين،وخطيب متطوع في وزارة الأوقاف منذ ربع قرن ، وعضو مجلس أمناء في مؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم (بريطانيا). وعضو في مجلس الكلية الإسلامية الأوروبية في شيتاشيتون (فرنسا) والأهم على الاطلاق انه كان مديرا لإدارة العلاقات الخارجية بوزارة الأوقاف وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ ومتابعة المشاريع الخارجية لدولة الكويت في جميع انحاء العالم.
واختتم الانصاري تصريحه سائلاً الحق سبحانه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يلهم ذويه الصبر والسلوان انه ولي ذلك والقادر عليه.
بدورها قالت الهيئة الخيرية الإسلامية في بيان لها أنها تنعي ببالغ الأسى والحزن، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، عضو جمعيتها العامة وعضو مجلس ادارتها السابق ورئيس لجنة فلسطين الخيرية الفقيد الشيخ نادر النوري، والذي توفي مساء أمس الأربعاء عن عمر يناهز ال 60 عاما بعد صراع طويل مع المرض منذ عام 2009 م .
والشيخ نادر النوري يعد أحد أبرز قادة العمل الخيري في الكويت، وهو سليل عائلة كريمة عرفت بحب العمل الخيري، جده الشيخ محمد النوري من رجالات الخير الأوائل في الكويت، وعمه الشيخ عبدالله النوري مؤسس جمعية عبد الله النوري الخيرية، وكان الفقيد معروفا بإخلاصه وتفانيه في العمل الإنساني، وتواضعه وزهده وخلقه في التعامل مع الناس، كما عمل الفقيد إلى جانب بعض رواد العمل الخيري الكويتي ، ومنهم العم يوسف جاسم الحجي نسأل الله له الشفاء العاجل، والعم عبدالله المطوع رحمه الله، وغيرهما.
وكان الفقيد - رحمه الله - قامة كبيرة في العمل الخيري، صال وجال في العديد من دول العالم العربية والإسلامية متلمسا احتياجات الفقراء من أيتام وأرامل ومطلقات وطلبة علم ومرضى، وملبيا لها، ومن الدول التي قصدها الفقيد في رحلات إنسانية وجولات إغاثية الصين واليابان والهند وإندونيسيا وباكستان والفلبين وكذلك ماليزيا وأستراليا وروسيا وألبانيا والبوسنة والهرسك واليمن وأثيوبيا ونيجيريا والصومال والسودان واريتريا والمكسيك وغيرها.
ومن خلال رئاسته للجنة فلسطين الخيرية التابعة للهيئة الخيرية بدءا من عام 1991م ، امتدت يده الحانية إلى االفقراء الفلسطينيين في الداخل وفي مناطق الشتات، بمئات المشاريع الخيرية والإغاثية والتعليمية والاجتماعية والصحية والتنموية، وأفاد منها ملايين الفقراء وطلبة العلم والأيتام والمرضى.
ولم تعرف حياته رحمه الله الكلل والملل، فقد كان رحالة وسفيرا للعمل الخيري في مختلف أنحاء العالم، مشغولا بهموم أمته وقضاياها الإنسانية، حريصا على إنقاذ فقرائها من براثن المرض والجهل والجوع، راعيا لمشاريع وبرامج المسجد الأقصى المبارك وسدانته، ودعم أهل القدس من حوله، وكان اذا شعر -رحمه الله- بالتعافي من مرضه يعود مسرعا إلى مباشرة عمله الاجتماعي والإنساني.
والهيئة الخيرية الإسلامية إذ تنعي للأمة العربية والإسلامية الفقيد، ترجو من الله العلي القدير أن يتقبله القبول الحسن وأن يغفر له ويعفو عنه ويجزيه خير الجزاء على ما قدم، ويكرم نزله ويوسع مدخله ويدخله جنة الفردوس، ويحشره يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم ذويه وأهله ومحبيه وزملاءه في الحقل الإنساني الصبر والسلوان. إنه نعم المولى ونعم المجيب. من جانبها أصدرت الحركة الدستورية الإسلامية بيانا جاء فيه: تحتسب "الحركة الدستورية الإسلامية" عند ربها فقيد الكويت والعالمين العربي والإسلامي رجل الخير الداعية الشيخ نادر النوري الذي وافته المنية مساء أمس الأول، بعد صراع طويل مع المرض دام خمس سنوات كان فيها صابر محتسب . ولد الشيخ الراحل عام 1954 في أسرة محبة للدين والالتزام بتعاليمه، ولها باع كبير في العطاء والبذل، فعمه هو الشيخ عبد الله النوري أحد رجالات الكويت المشهود لهم بالفضل، غرس فيه قيم حب الخير والعمل للدين مما كان له عظيم الأثر في بناء شخصية الراحل الفريدة.
وقد عاش الشيخ رحمة الله حياة مليئة بالعطاء والبذل وعمل الخير ، فامتد عطائه في مختلف قارات العالم أينما وجدت حاجة لأخوانه المسلمين.
وإذ تنعي الحركة الدستورية الشيخ الكريم، فإنها تتقدم بخالص عزائها لأهله وذويه ورفاق دربه وتلاميذه، سائلة المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان ويخلفهم في مصيبتهم خير منها، كما نسأله سبحانه ان ينزل على الفقيد واسع الرحمات ويتقبل سعيه وجهاده في نصرة الملهوف وإغاثة المحتاج.