اختتم معهد الكويت للابحاث العلمية أمس دورته التدريبية الربيعية الـ26 لطلاب وطالبات المرحلة المتوسطة تحت عنوان «بيئتنا الفطرية جمال واستدامة» بهدف نشر الوعي العلمي بينهم وتشجعيهم على ممارسة البحث العلمي طبقا لما نص عليه المرسوم الاميري الخاص بالمعهد.
وقال الباحث العلمي في ادارة رصد السواحل بالمعهد ومدير الدورة التدريبية الربيعية الدكتور علي الدوسري في كلمة له أمس اثناء حفل الاختتام ان هذه الدورة اتاحت الفرصة لنخبة ممتازة «من أبنائنا الطلبة للالتحاق بها وان تضحيتهم بجزء من الاجازة الربيعية دليل على تطلعهم الجدي الى زيادة حصيلتهم الثقافية والعلمية».
واضاف الدوسري انه شارك في الدورة 41 طالبا وطالبة منهم ستة مكفوفون ويدل هذا العدد على ان دورات المعهد التدريبية اثبتت بنجاح مدى أهميتها في بناء العنصر البشري على أسس علمية سليمة مؤكدا ان هذه الدورات تعكس اهتمام المعهد بالعلم والبحث العلمي كركيزة اساسية لبناء المجتمع ودفع عجلة التقدم والارتقاء بالوطن.
واوضح ان المعهد قدم الكثير من الانجازات للاكفاء لخدمتهم مثل مشروع طباعة الكتب الدراسية في مدرسة النور وانشاء مطبعة الخرافي لمصلحة جمعية المكفوفين وتشرف المعهد بالمساهمة في طباعة المصحف الشريف بطريقة «برايل» اضافة الى مختبر الحاسب الالي لمدارس النور وجامعة الكويت.
وافاد بأن المعهد استشعر اهمية الحياة الفطرية في الكويت حيث تم اختيار شعار الدورة «بيئتنا الفطرية جمال واستدامة» مبينا ان المعهد يتبع اسلوبا تفاعليا منوعا خلال هذه الدورات لتعزيز الثقة بالنفس وتطوير الذات واستخدام تقنيات تعليمية عدة لتسهيل نقل الرسالة العلمية مثل الافلام والتجارب العلمية القصيرة والزيارات الميدانية لمحميتي اللياح وكبد.
وذكر ان البيئة ارتبطت بمكوناتها بالثقافة العلمية والخاصة لدى العرب قبل وبعد الاسلام حتى القرن الماضي ويظهر هذا الارتباط في الدلالة الاسمية للاماكن والاشخاص والدلالة الزمنية مشيرا الى ان هذا الارتباط البيئي الفريد عند العرب يحتم «علينا ان نستقي منه الدروس ونغرسه في الاجيال المقبلة حتى لا تضمحل قيمة البيئة في نفوسنا».
واكد الدوسري اهمية مواصلة جميع الطلاب والطالبات لمواصلة هذه المسيرة العلمية كونهم الثروة الحقيقية لهذا الوطن واهم مصدر «لثروتنا الوطنية المتجددة والمستمرة» معربا عن شكره للطلاب والطالبات المشاركين في هذه الدورة حيث كان لهم دور كبير في تحقيق اهدافها ونجاحها.
من جانبها اعربت الطالبة اسماء الشطي في كلمة القتها نيابة عن زملائها الطلبة عن الشكر للمعهد لتنظيمه هذه الدورات التي تعود بالفائدة عليهم ايمانا منه بأهمية العلم واستخدامه ودوره في «حياتنا المعاصرة وحرصا منه على نشر الوعي بالاساليب الحديثة وتهيئة المواطن المبدع لبناء الوطن وتحقيق اماله وتطلعاته».
واضافت الشطي انهم تعرفوا خلال هذه الدورة على اهم النباتات الفطرية التي عاشت مع «اجدادنا في الماضي ولا تزال ترافقنا الى مسيرة التطور في الحاضر ومدى تحملها لقسوة مناخنا» مؤكدة انها جزء من «تاريخنا وثقافتنا وهوية كويتنا الحبيبة».
وقالت ان هذه الدورة تعد فرصة ذهبية اطلعوا من خلالها على الكثير من المعلومات والافكار بأسلوب مشوق ومبتكر وساهمت في رفع وعيهم البيئي ورسخت مفهوم الحياة الفطرية والاستدامة للنظام البيئي كما عززت روح المحافظة على البيئة والشعور بالمسؤولية لحمايتها متمنية ان يواصل المعهد مسيرته نحو التثقيف العلمي للشباب الواعد.