
مونترو - سويسرا – «كونا»: شدد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد على ان مؤتمر «جنيف 2» مطالب باعادة التأكيد على المبادئ التي وردت في وثيقة «جنيف 1» باعتبارها إطارا دوليا مناسبا لتنفيذ عملية انتقال سلمي للسطلة في سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري .
وقال الخالد في كلمة الكويت أمام مؤتمر «جنيف 2» المعني بمحاولة العثور على حل سلمي للازمة السورية ان كافة الاطراف السورية مدعوة لاستثمار هذا الحشد الدولي للتصرف بإيجابية ومسؤولية من أجل السلام ومن اجل بناء سوريا المستقبل.
واضاف ان حشدنا الدولي ما هو إلا رسالة واضحة للشعب السوري الشقيق بأن المجتمع الدولي ينظر باهتمام بالغ الى مأساتهم الانسانية وبأننا كأعضاء في المجتمع الدولي لدينا التزام قوي بالتصدي لهذه الازمة بما يسهم في الحفاظ على الامن والسلم في المنطقة.
وأكد ان الوضع السوري قد وصل مرحلة حرجة وحساسة اثرت ولا تزال على الوضع الاقليمي والدولي وتكبد معها الشعب السوري الشقيق معاناة مأساوية لم يعرف لها سابقة في التاريخ الحديث من جراء دوامة العنف والدمار التي احاطت بسوريا خلال السنوات الثلاث الماضية.
وشرح وزير الخارجية ان زيادة أعمال العنف منذ عام من الآن واستمرار نزيف الدم المتواصل فيها وتضاعف اعداد المشردين والمهاجرين منها قد استوجب من المجتمع الدولي شحذ الهمم والطاقات للمساهمة في التخفيف من مأسي الشعب السوري الشقيق.
وأوضح ان دولة الكويت قد تجاوبت في ضوء هذا الموقف مع دعوة السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون فاستضافت المؤتمر الدولي الاول للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا «كويت 1» وقدمت مساهمة بمبلغ 300 مليون دولار تم تخصيصها لوكالات الامم المتحدة المتخصصة بينما كان المجتمع الدولي يأمل ان يكون هذا المؤتمر هو آخر مؤتمر من نوعه .
وأضاف انه مع تفاقم الازمة السورية والتدهور المتسارع والخطير للأوضاع الانسانية فيها تداعى المجتمع الدولي امام مسؤولياته وواجباته وشارك بفعالية متميزة الاسبوع الماضي في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين «كويت 2» حيث التزمت بتقديم تعهد لدعم عمليات الاغاثة الانسانية في سوريا بمبلغ نصف مليار دولار.
وأشار الى ان هذا التبرع هو من منطلق ايمان دولة الكويت العميق بالمسار الانساني وادراكها لمواجهتها والتخفيف من آثاراها.
كما دعا النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الدول الى الالتزام وتفعيل ما ورد في البيان الرئيسي الصادر عن مجلس الامن في الثاني من اكتوبر الماضي والذي حث على اتخاذ جميع الخطوات لتيسير الجهود التي تبذلها الامم المتحدة والجهات الانسانية بما في ذلك تسهيل وصول المساعدات بصورة آمنة ودون عوائق الى محتاجيها.
ودعا المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الامن الدولي الى توظيف هذا الزخم الدولي لتحقيق الامن والسلم في سوريا من خلال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في البيان الصادر عن المؤتمر الدولي لمجموعة العمل حول سوريا بتاريخ 30 يونيو 2012 لأن البديل عن ذلك ينذر بعواقب وخيمة ليس على الشعب السوري فحسب وانما على صعيد السلم والامن الدوليين.
كما أكد ان انظار الشعب السوري وشعوب دول الجوار وشعوب المنطقة والعالم بأكمله تتركز على هذا اللقاء التاريخي وان ترسل رسالة واضحة وقوية بأن المجتمع الدولي عاقد العزم والنية على إعادة الامن والامان الى ربوع سوريا العزيزة لتحقق للشعب السوري آمانيه وتطلعاته .
وأشار الشيخ صباح الخالد الى دعم الكويت منذ البداية لجميع المبادرات والجهود الرامية الى التوصل لتسوية سلمية تحفظ سوريا ارضا وشعبا ابتداء من المبادرة العربية ومرورا بخطة السكرتير العام السابق للامم المتحدة كوفي انان وصولا الى بيان «جنيف 1» .
وأوضح ان الكويت دعمت ولا تزال جهود المبعوث الدولي والعربي المشترك الاخضر الابراهيمي مشيدا بمساعيه الحميدة في هذا الشأن.
كما أعرب الشيخ صباح الخالد عن شكره للسكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون لدعوته للمشاركة على هذا الاجتماع المهم والمفصلي والذي يأتي ثمرة للجهود التي بذلها هو مع المبعوث الاممي العربي المشترك حول سوريا الاخضر الابراهيمي.
وشارك النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية الدول العربية وامين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الذي يسبق مؤتمر «جنيف 2» بشأن الازمة في سوريا.
ويضم وفد الكويت مدير إدارة مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ومدير إدارة الوطن العربي السفير عبدالحميد علي الفيلكاوي ومندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير جمال محمد الغنيم وسفير دولة الكويت لدى الاتحاد السويسري السفير بدر صالح التنيب ومندوب دولة الكويت لدى جامعة الدول العربية السفير عزيز رحيم الديحاني.
وأقام مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير جمال الغنيم مأدبة عشاء على شرف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والوفد المرافق بمناسبة ترؤس وفد دولة الكويت المشارك في مؤتمر «جنيف 2» بشأن الازمة السورية.