
بكين – «كونا»: وصف النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصين بأنها «شريك استراتيجي» لدول مجلس التعاون الخليجي مؤكدا أن لدى الجانبين مصلحة مشتركة في العديد من المجالات.
وقال الشيخ صباح الخالد في تصريح صحافي في أعقاب الدورة الثالثة من الحوار الاستراتيجي مع الصين حيث ترأس الجانب الخليجي لأن الكويت تتولى الرئاسة الدورية لكتلة الخليج العربي ان «الصين شريك استراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي ولدينا مصالح كبيرة وتبادل تجاري كبير مع الصين».
وأوضح ان لدى دول مجلس التعاون الخليجي والصين علاقات جيدة في مجالات التجارة والنفط والمالية مشيرا الى ان «البرنامج الخاص للتعاون الثقافي والبيئي والصحي هو على الطريق الصحيح».
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 150 مليار دولار في العام 2012 فيما تعد دول مجلس التعاون الخليجي المصدر الرئيسي للنفط والغاز والمنتجات البتروكيماوية للصين.
واكد الشيخ صباح الخالد ان «الجانبين حريصان على تدعيم العلاقات الثنائية» لافتا إلى أنهما ناقشا خلال جلسة اليوم الجدول الزمني لخطة العمل بين عامي 2014 و2017.
وكان الشيخ صباح الخالد والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ووزير الخارجية الصيني وانغ يى وقعوا هذه الخطة في وقت سابق من يوم أمس والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات المشاورات السياسية والتعليم والثقافة والشباب والبيئة والصحة.
وذكر الشيخ صباح الخالد أن الجانبين الخليجي والصيني ناقشا أيضا القضايا الإقليمية والدولية مشيرا الى الاهتمام المتزايد بعقد علاقات قوية مع الصين لاسيما وهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي عضو أيضا في الحوار العربي - الصيني الذي سيعقد في بكين يونيو المقبل.
وأشار الى ان الصين كانت دائما تدعم القضايا العربية فيما أشادت بكين في البيان الختامي للحوار الاستراتيجي بجهود دول مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على السلام والأمن في المنطقة.
وكشف الشيخ صباح الخالد أن «الصين أكدت التزامها بأمن واستقرار منطقة الخليج وكذلك مصالحها الكبيرة مع دول مجلس التعاون الخليجي وأكدوا أنهم مستعدون لتعزيز العلاقات في جميع المجالات».
واكد في هذه الأثناء الدور الصيني الهام في الأزمة السورية وذلك لإيجاد حل سلمي لوقف اراقة الدماء في هذا البلد العربي المضطرب لافتا الى ان الجانبين أجريا مناقشات معمقة حول القضايا الإقليمية وعلى رأسها الصراع السوري الذي أسفر عن مقتل ما يصل إلى 140 ألف شخص وتشريد الملايين.
وسيعقد مؤتمر دولي بسويسرا في الـ22 من يناير الجاري والمعروف باسم «جنيف 2» بهدف التوصل إلى حل سلمي للصراع الدموي في سوريا.
وبخصوص إيران أشار الشيخ صباح الخالد الى ان الصين عضو في مجموعة «5+1» التي وقعت مع طهران الاتفاق النووي المؤقت بجنيف في نوفمبر الماضي.
وقال الشيخ صباح الخالد في هذا الصدد «نحن كدول مجلس التعاون الخليجي حريصون على أن يكون هذا الاتفاق دائما» مؤكدا أن المحادثات كانت فرصة جيدة للاستماع إلى تقييم الصين للوضع الإيراني.
على صعيد التبادل التجاري قال الشيخ صباح الخالد ان الصين شريك اقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي مؤكدا أن العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية مع بكين قوية.
وكان الجانبان اتفقا خلال الدورة في وقت سابق امس على أن إنشاء منطقة التجارة الحرة ستفيد الطرفين وأعربا عن تطلعهما لاستئناف المفاوضات التي من شأنها أن تؤدي إلى هذه المنطقة.
وأوضح الشيخ صباح الخالد ان مفاوضات التجارة الحرة ستناقش في الاجتماع الوزاري وسيتم اتخاذ «قرار في هذه القضية لاسيما وأن الطرفين حريصان على إزالة جميع العقبات التي تواجه اتفاقية التجارة الحرة».
وكان النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد غادر العاصمة الصينية بكين أمس بعد ترؤسه الجانب الخليجي في الاجتماع الوزاري المشترك الثالث للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية الصديقة.
وكان في وداعه سفير دولة الكويت لدى جمهورية الصين الشعبية الصديقة محمد صالح الذويخ والقنصل العام لدولة الكويت لدى مدينة غوانجو عبدالوهاب الصقر والقنصل العام لدولة الكويت لدى هونغ كونغ خالد المطيري ونائب مدير ادارة غرب اسيا وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الصينية وانغ كه جيان.