قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح إن الوزارة تعمل جاهدة للعناية بموظفيها وأسرهم في المجال الصحي والاجتماعي والثقافي وغيرها من المجالات الأخرى، وذلك للمساهمة في رفع مستوى الوعي لدى هؤلاء الموظفين وأسرهم بهدف تثقيفهم صحياً من أجل تخفيف العبء المادي على الفرد والدولة إضافة إلى الحد من تزايد الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة والتدخين والأمراض والأخرى.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي أقامته الوزارة بمناسبة تنظيم الملتقى التوعوي الصحي لمكافحة السمنة وأضرارها ومظاهرها والأمراض الشائعة والوقاية منها والذي تقيمه الوزارة لموظفيها وعائلاتهم تحت شعار «يهمنا صحتك» وسوف تنطلق فعالياته الأحد 19 يناير الجاري وحتى الخميس 23 منه وذلك في فندق كروان بلازا قاعة الأندلس.
وأوضح الفلاح إن الوزارة نظمت مؤخراً ملتقى الفنون الإسلامية السادس، وكذلك «الرياضة في الإسلام» كما أقامت الدورة العلمية حول «أحكام عمليات التجميل والجراحات الطبية»، وها هي تستعد لانطلاق الملتقى التوعوي الصحي لمكافحة السمنة، وفي ذلك تأكيد على تميزها وريادتها في العمل الإسلامي، إضافة إلى تنوعها في تقديم هذا العمل الذي لا يتوقف على الشأن الديني فحسب، وإنما يشمله الشأن الثقافي والصحي والاجتماعي، وفي ذلك تأكيد على أن وزارة الأوقاف هي وزارة الأمن الاجتماعي، مشيراً إلى أنها تضع نصب أعينها الشراكة المجتمعية مع مختلف وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة في جميع ملتقياتها ومؤتمراتها ونداوتها، مؤكداً أن «الأوقاف» تهتم بالجانب التوعي الصحي لموظفيها وعائلاتهم كما تهتم بالجانب الديني، بهدف المساهمة في رفع المستوى التثقيفي الصحي لديهم.
وأشار إلى أن هذا الملتقى يأتي انطلاقاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «نعمتان مغبونٌ فيهِما كثيرٌ مِن النَّاس الصحةُ والفراغ «، فقد أولت الشريعة الإسلامية عناية كاملة بصحة الإنسان من الناحية العقلية والسلوكية والنفسية ووجّهته التوجيه الصحيح في كيفية المحافظة على صحته، حتى اعتبرت النظافة عبادة وفريضة، بل إن الكتب الفقهية كثيراً ما تبدأ بكتاب الطهارة وذلك لأهميتها في تأدية العبادات وفي صحة الإنسان، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي ومن أجل المحافظة على الأجسام حرَّم المسكرات، وكل ما من شأنه أن يضر الأبدان، كما أنكر على من حرّم الطيبات فقال تعالى :»يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا».
وتابع: كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد الناس إلى كيفية الأكل والشرب مثل الأكل باليمين وعدم الاستعجال في الأكل، ونصح أمته في كيفية شرب الماء بقوله «لا تشربوا واحداً كشُرب البعير، ولكن اشربوا مَثنى وثُلاث»، وقال تعالى «كلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين»، مضيفاً: إن رحمة الدين الإسلامي لم تتوقف عند هذا الحد وإنما ذهبت إلى الدعوة بعدم ارهاق الأبدان حتى أثناء تأدية الفرائض، فقد رخّص للمرضى الصلاة قعوداً أو عدم الصيام في رمضان، انطلاقاً من مبدأ أصَّلته الشريعة وهو « إن لبدنك عليك حقاً» وذلك بهدف عدم الإضرار بصحة المسلم، والتخفيف عليه، كما لا يخفى على أحد أهمية وفوائد الصوم بالنسبة للمرضى، لاسيما الذين يعانون من السمنة حيث يعد شهر رمضان فرصة عظيمة لهم لتخفيف أوزانهم، فضلاً عن أهمية ممارسة الرياضة التي حثت الشريعة على ممارستها.
وذكر الفلاح إن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أرسله عز وجل رحمة للعالمين وضع أصولاً وأسساً مهمة لم تحد الأمة عنها مطلقاً ومن أهمها عدم نقل العدوى انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم « لا يوردن ممرض على مصح» رواه البخاري.
وقال أيضاً بشأن مرض الطاعون: إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه، حتى أن عمر بن الخطاب نصح الجيوش الإسلامية بعدم دخول الشام عندما انتشر فيها وباء الطاعون فقالوا له: أتفر من قدر الله؟ فقال : أفرّ من قدر الله إلى قدر الله.
وأفاد الفلاح : إن هذا الملتقى يأتي لتسليط الضوء على الأمراض التي انتشرت في البلاد كالسمنة كي يوضح أضرارها ومظاهرها وكيفية الوقاية منها، وكذلك أمراض السكري والضغط والأنيميا والصداع وآلام الرقبة وغيرها الكثير من خلال الأطباء والمتخصصين الذين سيقدمون الندوات والمحاضرات طوال فترة الملتقى.
ولفت إلى أن الملتقى الذي يقام لمدة خمسة أيام في الفترتين الصباحية والمسائية يتضمن محاضرات متخصصة وورش عمل من قبل بعض المؤسسات المتخصصة ذات الاهتمام بموضوع الملتقى التي ستقوم بشرح طرق الوقاية والعلاج من السمنة والأمراض غير المعدية، وكذلك إقامة معرض على هامش الملتقى لعرض المنتجات ذات الصلة بموضوع الملتقى.
وفي الختام شكر الفلاح وسائل الإعلام لتغطيتها جميع فعاليات وأنشطة الوزارة، وكذلك الشركات والمؤسسات الراعية لهذا الملتقى والقائمين عليه واللجان العاملة.