
أصدرت محكمة الجنايات حكما أعاد الهدوء إلى أرجاء الكويت بعد أن حبست أنفاسها انتظارا للبت في قضية اقتحام مبنى مجلس الأمة قبل سنتين، وقضت ببراءة المتهمين الـ 70 وبينهم 11 نائبا سابقا، من جميع التهم المنسوبة إليهم، وعدم الاختصاص بالدعوى المقدمة بطلب تعويض مؤقت ضد النواب السابقين المتهمين .
وكانت دائرة الجنايات الثامنة في المحكمة الكلية نظرت في قضية المتهمين بدخول مبنى مجلس الأمة على مدى عدة جلسات للاستماع الى مرافعات محامي المتهمين والشهود وكلفت الامين العام لمجلس الامة علام الكندري بتقديم كشف عن حرس المجلس يوم واقعة دخول المجلس
وقد طالب دفاع المتهمين ببراءتهم من الاتهامات الموجهة إليهم، مشككاً في أدلة النيابة واتهاماتها، خصوصاً بعدما استمعت المحكمة لأقوال عدة شهود، بينهم وكيل الأمن العام اللواء محمود الدوسري وعدد من رجال الحرس الوطني.
على صعيد ردود الفعل النيابية تجاه الحكم، قال النائب عدنان عبد الصمد: سواء كنا نقبل او لا نقبل بالحكم، فنحن نحنرم ما تقرره المحكمة، وهذا حكم درجة اولى، ومتوقع ان يذهب درجة ثانية او التمييز، ونسأل الله التوفيق للجميع، فيما أكد النائب سعود الحريجي أن " لم الشمل ووأد الفتنة امر مطلوب"، مؤكدا احترامه للاحكام القضائية .
وقال الحريجي: إن هذا الحكم مهما كان، فهو حكم القضاء ويحترم، وهو ينظر للامور بنظرة ما هو موجود امام القاضي ورئيس الدائرة، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه "يمكن ان يبني علي هذا الحكم، حكم المحكمة الدستورية المرتقب يوم ٢٣ الجاري بشأن ابطال المجلس الحالي أو بقائه .
من جهته اكد النائب أسامة الطاحوس علي "نزاهة القضاء الكويتي الشامخ، الذي يعتبر ملاذ الجميع"، مشيرا إلى أن الحكم الصادر أمس "ليس الا شاهدا علي نزاهة القضاء الكويتي" .
و في أول تعليق له على الحكم، قال النائب السابق مسلم البراك: لن نخضع حتى نأتي برئيس حكومة منتخبة يعيد بناء الكويت، مضيفاً: 50 سنة من الفساد والفاسدين يجلسون في الصفوف الأمامية من الدولة.
وقدم البراك من ديوانه الشكر "للشباب المخلصين والنواب السابقين" ، مضيفاً: "هناك من يتخفى الآن بعد أن قام بتأجيج الوضع في تلك الفترة، وعليهم أن يخرجوا الآن، علماً بأن الشباب الذين دخلوا المجلس لم يقوموا بأعمال تخربب لكنهم حاولوا تشويه الحقيقة" .
ودعا إلى "التحرك في مشروع سياسي كبير حتى ننهض ببلادنا" وقال أيضا: "سنعمل لوحة شرف لمن صدرت بحقهم البراءة، ولوحة أخرى للمحامين الشرفاء، وسنفكر مستقبلا في عمل لوحة سوداء تضم الفاسدين ممن حاول ان يسرق الكويت، ويجب الآن التفكير الجاد في المرحلة المقبلة، ونؤكد ان الحراك قادم مرة أخرى ليعيد المسار الصحيح وعلى الحكومة أن تعي ذلك" .
وتساءل البراك: كم من المديونية للكويتيين بسبب ضعف الرقابة في البنك المركزي .. لماذا ارتفعت اعداد البطالة؟
أيعقل ان تكون الخدمات الصحية والتعليمية بأسوأ أحوالها .. ورأينا ما حدث في الامطار التي تعرضنا لها .
كما هنأ عدد من اعضاء كتلة الاغلبية في المجلس المبطل الأول زملاءهم بحكم البراءة .
وقال رئيس مجلس الأمة المبطل أحمد السعدون من ديوان البراك وفور صدور حكم البراءة: "عملية التصفية بدأت في الكويت، من خلال قوانين تقدم الى مجلس الامة، والحكومة لا تنظر إلى المجلس حاليا "، معتبرا أن "حكم اليوم يمثل تحولاً غير عادي بكل المقاييس،لأنه كان هناك ناس في غاية السوء مما يحدث من ملاحقات، مضيفاً: يجب ألا نتوقف عند الحكم ويجب ان يكون للمحكمة الدستورية دور في حماية الشعب الكويتي " .
أضاف السعدون: "آن الأوان أن تكون هناك خطوات محددة، لمنع هذا الوضع الفاسد، الذي اذا استمر سيؤدي الى تفكيك الدولة" .
من ناحية أخرى، يقيم د. ناصر الصانع في ديوانه اليوم حفل عشاء لتهنئة رموز وأبناء الحركة المبرئين وعموم أبناء الكويت الأبرار.
ومن ناحيته، توجه عضو الحركة الدستورية الإسلامية والنائب فى مجلس فبراير 2012 المحامي محمد حسين الدلال بالتهنئة إلى شباب ورجالات الكويت وأهاليهم والهيئة القضائية التي أصدرت حكمها العادل.
من جانبه، قال عضو الحركة الدستورية والنائب في مجلس فبراير 2012 المحامي اسامة عيسي الشاهين: الكل رابح اليوم .. مبروك للكويت وأهلها وطليعتها الساعية للإصلاح، ولا عزاء للمحرضين الدخلاء، فقد أطفأ العدل سبحانه نيرانهم.
من جهته، بارك المنبر الديمقراطي الكويتي حكم البراءة الصادر من القضاء الكويتي تجاه عدد من المواطنين ممن اتهموا باقتحام ودخول مجلس الأمة.
وقال المنبر الديمقراطي على لسان أمينه العام بندر الخيران في تصريح صحافي ان ملف هذه القضية كان شائكا ومتشعبا وذو طبيعة سياسية بحتة.