روما – «كونا»: حث سفير الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي الخالد المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري لاسيما الأطفال مطالبا بتوفير التعليم لهم للحفاظ على مستقبلهم.
ودعا الشيخ الخالد في كلمته في الندوة المشتركة للمجموعة البرلمانية الخاصة لحلف شمال الاطلسي «ناتو» التي اختتمت اعمالها امس الأول الى أهمية ضمان حق الاطفال السوريين في التعليم والسماح لهم بالانتظام في فصول الدراسة حفاظا على مستقبلهم وعدم تركهم ضحية للضياع ولأشكال الاستغلال.
ونبه السفير الكويتي في كلمة ألقاها خلال مناقشات المنتدى الذي افتتحت أعماله رئيسة مجلس النواب الايطالي لاورا بولدريني حول التداعيات الانسانية للأزمات الاقليمية الى «خطورة المأساة الانسانية البشعة التي يرزح تحتها الشعب السوري» في ظل الصراع الدموي المستمر منذ اندلاع الثورة.
وشدد على ضرورة التزام المجتمع الدولي بضمان وتأمين وصول المساعدات الانسانية الى الداخل السوري من أجل تخفيف المعاناة الكبيرة للنازحين والمشردين داخليا خاصة في فصل الشتاء داعيا الى مشاطرة الأعباء الانسانية الهائلة التي تتحملها الأردن ولبنان.
وفي هذا الصدد بين الشيخ علي الخالد دور الكويت البارز ووقوفه الى جانب الشعب السوري مثل مبادرتها باستضافة المؤتمر الأول للمانحين من أجل سوريا في يناير الماضي واعلان حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تقديم 300 مليون دولار وتعادل خمس اجمالي ما تم حشده المانحون من تبرعات.
ولفت الى استعداد الكويت انطلاقا من دورها والتزاماتها الانسانية لاستضافة المؤتمر الثاني للمانحين أيضا مطالبا جميع الأطراف المعنية بتكثيف كافة الجهود من أجل انعقاد مؤتمر جنيف الثاني في موعده المعلن في 22 يناير المقبل وانجاحه من أجل التوصل الى حل سلمي بما يتجاوب مع تطلعات الشعب السوري المشروعة.
واشار الى ما تواجهه حشود اللاجئين والنازحين لاسيما الأعداد الكبيرة من النساء والأطفال الذين فروا الى دول الجوار خاصة المملكة الاردنية الهاشمية ولبنان اللتين تتحملان الجانب الأضخم من هذا العبء الهائل معربا عن تضامنه مع ما تقوم به وتقدمه الدولتان في مجال مساعدة اللاجئين.
ومن جهة اخرى نوه السفير الكويتي بأهمية الاجتماع الذي يستضيفه مجلس النواب الايطالي في ظل الظروف الاقليمية الراهنة بشكل خاص.
يذكر ان المنتدى المشترك للمجموعة البرلمانية الخاصة لحلف الناتو تصدرها وزيرا الدفاع والخارجية الايطاليان حيث ناقش قضايا عدة مثل «المجموعة الفرعية الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط حول المرحلة الانتقالية والتنمية» المنبثقة عن الجمعية البرلمانية لحلف الناتو.
كما ناقش المنتدى «الأوضاع في سوريا وتداعياتها الاقليمية والرد الدولي» و»ايران في تقاطع الطرق» و»الآثار الانسانية للأزمات الاقليمية» وامكانية «بناء دولة قابلة للحياة في ليبيا» و»تقييم الوضع السياسي في مصر».
ومن جهتها أكدت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو في كلمتها أمام المنتدى أن التحولات غير المتوقعة التي فضلت تسميتها باليقظة العربية عن وصف الربيع العربي فاجأت الغرب الذي لم يتوقعها ولم يكن معظمه سعيدا بها مستعرضة وقائع الاحداث في تونس ومصر واليمن حتى سوريا.
وقالت بونينو ان الأزمة السورية التي انفجرت منذ نحو ثلاثة أعوام وما لها من تداعيات انسانية تنضوي على صراع داخلي واقليمي بل عالمي حيث ان المصالح المتنازع حولها ليست وطنية فحسب بل هي مصالح اقليمية وعالمية ايضا مشيرة الى ان تضارب المصالح الاقليمية والعالمية والتحولات المتسارعة في التحالفات زادا من تعقيد الازمة.
وشددت على الخطورة البالغة للأوضاع في ليبيا وفي منطقة الساحل وما جرى من التداعيات الانسانية المأساوية لهذه الأوضاع التي نشأ عنها تحرك وتدفق ملايين الأفراد جنوب المتوسط مشيرة الى الآثار السياسية المتعددة المحتملة لهذا الوضع بالغ الصعوبة خاصة في لبنان والأردن والعراق وكذلك في تركيا.
وخلصت بونينو التي تطرقت للدوريات البحرية العسكرية للتصدى للهجرة السرية التي «تتخللها عناصر ارهابية» الى أن مواجهة هذه التداعيات لا تتطلب مجرد تقاسم الأعباء بل شراكة سياسية مبينة أن ما أعقب استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا ورد فعل مجلس الأمن شكلا بداية «سياسة دولية متعددة الأطراف» أكثر فعالية.
ومن جانبه شدد وزير الدفاع الايطالي ماريو ماورو على أهمية الدور العسكري في بناء السلام والاستقرار مشيرا الى التغير الذي طرأ على دور حلف شمال الأطلسي بعد نهاية الحرب الباردة والى النتائج الايجابية التي تحققت في أفغانستان.
وشارك في نقاشات المنتدى الذي بدأ أمس وكيل رئاسة الوزراء الايطالي لشؤون الأمن ونخبة من القيادات العسكرية في حلف الناتو ورؤساء المعاهد والمؤسسات الاستراتيجية والبحثية الأمنية والأكاديمية والعسكرية ورؤساء المجموعة البرلمانية واللجنة الفرعية ووفود برلمانية من الدول المشاركة.
يذكر ان من الدول العربية التي شاركت في المنتدى دولة الامارات العربية المتحدة والجزائر والمغرب والأردن وفلسطين اضافة الى سفراء معتمدين في ايطاليا.