
استضافت الرابطة العربية للعلوم بالنادي العلمي د.عصام حجي عالم الفضاء بوكالة «ناسا» الأمريكية، والمستشار العلمي للرئيس المصري عدلي منصور على هامش زيارته إلى دولة الكويت لإلقاء عدة محاضرات ومتابعة الاتفاق على تنفيذ مشروع مشترك بين دولة الكويت و«ناسا» لإطلاق قمر اصطناعي يصور آثار المياه الجوفية في الصحراء وتستفيد منه الكويت ودول المنطقة بالتعاون مع معهد الكويت للابحاث العلمية، وقد ألقي الدكتور حجي محاضرة لأعضاء الرابطة بحضور عضو مجلس إدارة النادي العلمي علي كاظم الجمعة ورئيس ومؤسس الرابطة العربية للعلوم سلمان فهد العتيبي، ورئيسة ومؤسسة مركز دوافع الثقافي و سفيرة مؤسسة الفكر العربي بدولة الكويت آلاء بدر السعيدي وأعضاء الرابطة.
وعبر عالم الفضاء المصري د. عصام حجي رئيس فريق وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» المشارك في المشروع البحثي لاستكشاف المياه في المريخ وانعكاساتها على استكشاف المياه على كوكب الأرض، عن سعادته بفكرة الرابطة وأن يلقي محاضرته لأعضائها بعيداً عن أمور السياسة باعتباره المستشار العلمي للرئيس المصري.
وفي بداية المحاضرة أوضح د. حجي أهمية تكنولوجيا التصوير بالرادار المخصصة لرواد الفضاء لاستكشاف المياه تحت سطح كواكب المجموعة الشمسية والتي تزود رواد الفضاء بمعلومات دقيقة عن أعماق هذه الكواكب بخلاف التي يحصلون عليها عن طريق تصوير الأقمار الصناعية العادية والتي تعطي صوراً لما هو موجود على السطح فقط، إذ تعمل تقنية التصوير بالرادار بتكنولوجيا متطورة جداً تخترق الطبقات الجيولوجية بحثاً عن المناطق المشبعة بالمياه، وتستخدمها البعثات العلمية في «ناسا» لدراسة المزايا الجيوفيزيائية والبيئية للأجرام السماوية وكواكب المجموعة الشمسية، بما فيها المريخ والقمر والأرض، حيث يستطيع التصوير بالرادار أن يخترق طبقات الأرض ويصور الوديان الجافة والتي تدل على أماكن وجود المياه.
وزاد حجي أن الدول العربية في أمس الحاجة إلى استخدام تكنولوجيا التصوير بالرادار لكشف ما تختزن مساحتها الصحراوية الشاسعة من ثروات مائية هائلة.
وعن الهدف من زيارته للكويت قال حجي إنها تهدف إلى متابعة التعاون المشترك الذي بدأ منذ 3 سنوات بين دولة الكويت ممثلة في معهد الكويت للأبحاث العلمية ووكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» والذي يهدف إلى تطوير تكنولوجيا اكتشاف المياه في المناطق الصحراوية وكواكب المجموعة الشمسية تستفيد منه الكويت ودول العالم، واجراء تجارب علمية لإمكانية استخدام تكنولوجيا التصوير بالرادار للتنقيب على المياه الجوفية تحت سطح الأرض وفي الأعماق دون الحاجة إلى مجسات على الأرض كما هو شائع في التنقيب عن المياه، مضيفاً أن هذا المشروع سيتم التوقيع فيه خلال الشهور القليلة القادمة.
وأشار إلى أن هذا المشروع جاء لتشابه صحراء الكويت بالصحراء الموجودة على سطح كوكب المريخ والمغطاة بالكثبان الرملية، مشيراً إلى أنه إذا تسنى لنا معرفة كميات المياه الجوفية الموجودة وتمكنا من رسم أماكن تواجدها بشكل دقيق فان ذلك سيساعدنا بدرجة كبيرة في معرفة التغيرات البيئية والمناخية التي تمت في الحقب الماضية.
وأضاف أن هذه التجربة ستعمم على أكثر من منطقة، وأنه سيطور أجهزة رادارية قادرة على تصوير عمق 600 متر تحت الأرض عبر قمر صناعي سيطلق خلال 3 سنوات بتكلفة 167 مليون دولار، بتمويل مشترك بين ناسا بـ160 مليوناً ومعهد الكويت للأبحاث العلمية بـ 7 ملايين دولار.