
فيما يصل سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء اليوم الى الهند في زيارة رسمية ضمن جولة اسيوية تشمل باكستان ايضا يبحث خلالها سبل تعزيز اواصر العلاقات والتعاون بين الكويت وكل من البلدين الجارين،أكد سفير جمهورية الهند لدى الكويت ساتيش ميهتا أهمية الزيارة التي سيقوم بها سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء الى الهند غدا «كونها أول زيارة على مستوى رئاسة الحكومة في الكويت الى الهند».
وقال السفير ميهتا في تصريح «كونا» أمس بمناسبة الزيارة الرسمية لسمو رئيس مجلس الوزراء الى الهند على رأس وفد رفيع المستوى «ان رئيس جمهورية الهند براناب موكهيرجي سيستقبل سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح خلال هذه الزيارة» والتي تستمر حتى يوم الاحد المقبل.
وأضاف ان نائب رئيس الجمهورية الهندي حامد أنصاري سيستقبل سمو رئيس مجلس الوزراء خلال الزيارة أيضا وسيعقد سموه جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الهندي الدكتور مانموهان سينغ كما يلتقي سموه بحضور أعضاء الوفد الرسمي المرافق له مع وزراء المالية والشؤون الخارجية والتجارة والصناعة في الهند.
وذكر ان سمو الشيخ جابر المبارك سيحضر غداء عمل يقام بتنظيم مشترك من قبل غرف التجارة الرئيسية الهندية الثلاث وهي اتحاد الغرف التجارية والصناعية واتحاد الصناعة الهندي وجمعية غرف التجارة والصناعة الهندية.
وشدد السفير ميهتا على عمق العلاقات الهندية الكويتية لافتا الى أن البلدين يتشاركان تاريخيا بعلاقات ودية قائمة على التواصل الوثيق بين شعبيهما نظرا للقرب الجغرافي والروابط التجارية التاريخية والصلات الثقافية والتعاون المتنامي في المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك وهي مجالات التجارة والاستثمار ومشاريع تطوير البنية التحتية والبتروكيماويات وغيرها.
وقال ان البلدين من بين الشركاء التجاريين الرئيسيين لبعضهما بعضا مبينا أن الكويت هي رابع مورد للنفط الخام الى الهند على الصعيد العالمي حيث تجاوزت التجارة الثنائية بين البلدين الـ 17 مليار دولار أمريكي في عام 2012 - 2013.
وأضاف السفير ميهتا ان البلدين يعملان على استكشاف تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والقطاعات الاخرى من خلال الاستثمارات ذات النفع المتبادل في مشاريع تتضمن التنقيب عن النفط والمصافي ومجمعات البتروكيماويات ومصانع الاسمدة. وأشار الى أن مواطني بلاده يشكلون أكبر جالية في الكويت بنحو 700 ألف هندي مضيفا «ان هناك اقرارا واسعا بأن الجالية الهندية تساهم إيجابيا في نمو وتقدم البلد الذي يستضيفها».
وتعد هذه الزيارة الى الهند الأولى على مستوى رئيس الحكومة منذ عام 2003 وتمثل خطوة جديدة في مسيرة العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الصديقين. وتضرب العلاقات الكويتية الهندية بجذورها التاريخية في أعماق الزمن فهي تمتد الى زمن الغوص بحثا عن اللؤلؤ حين كانت السفن التجارية الكويتية تنقل اللؤلؤ والذهب والبضائع من القارة الهندية واليها فارتبط تجار الكويت في ذلك الوقت بعلاقات وطيدة مع نظرائهم الهنود وترسخت علاقات صداقة متميزة في كل مجالات الحياة.
ويذكر المعتمد السياسي البريطاني في الكويت الكابتن جورج ستيوارت نوكس في مذكراته عن أحوال الكويت وتجارتها عام 1907 ان أعلى نسبة حققتها تجارة الكويت آنذاك كانت مع الهند دون غيرها من الدول حيث بلغت 5ر27 في المئة مضيفا أن اجمالي قيم الوارد والصادر بينهما بلغ ثمانية ملايين و119 ألف روبية.
وتتويجا لذلك التاريخ الطويل من العلاقات الثنائية الاستثنائية قام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بزيارة رسمية الى نيودلهي في يونيو 2006 أكد خلالها أن « العلاقات الكويتية الهندية تقف على أرضية صلبة تنطلق من موروث تاريخي مشترك بين شعبينا وحكومتينا تمتد جذورها لعدة عقود من الزمان.