
نظم مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت محاضرة مفتوحة عن طريق استخدام نظام « التواصل الإلكتروني» تحت عنوان «الأمن الخليجي في ظل المُتغيرات الحالية»، وذلك بالتعاون مع جامعة الامارات العربية المتحدة، حيث يُشارك فيها الأستاذ الدكتور عبدالخالق عبدالله أستاذ العلوم السياسية في جامعــة الإمارات العربيـة المتحـدة، بحضور ومشاركة مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية الأستاذ الدكتور يعقوب الكندري وعدد من أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم الاجتماعية وطلبة الكلية وإداري وموظفي المركز.
وفي هذا السياق، أكد مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت د.يعقوب الكندري على أهمية قضية الأمن الخليجي، مشيرا إلى أن المركز شعر بضرورة طرح هذا الموضوع من ضمن أنشطته وفعالياته التي يقيمها، على أن يكون هناك نوع من التعريف بالأمن الخليجي وعلاقته وربطه بالمتغيرات.
وأضاف الكندري: هناك الكثير من المتغيرات التي طرأت خلال الفترة القليلة الماضية الأمر الذي يتوجب على الجانب الأكاديمي بمتابعة هذه القضايا وتغطيتها، وواحدة من أبرز القضايا التي استجدت على الساحة الخليجية هي العلاقة التي كانت متوترة نوعا ما في فترة من الفترات ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وما بين جمهورية إيران، وشعر الأكاديميين والخبراء والمراقبين بوجود نوع من التقارب بين الطرفين وما أثر هذا التقارب على دول الخليج العربي، وكيف يمكن أن نربط مصالحنا السياسية مع المصالح الغربية في ظل وجود هذا التقارب.
وأكد الكندري حرص مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت عند الانتهاء من أي نشاط أو أي ندوة يتم نقل نتائجها برسالة واضحة إلى جهات الاختصاص، وذلك من خلال التواصل المباشر مع تلك الجهات وهذا يأتي من ضمنه الندوات وسلسلة المحاضرات التي يقيمها المركز والانتهاء منها من خلال إعداد التوصيات والمقترحات التي تنقل بكل تأكيد إلى الجهات التنفيذية، ونتطلع من تلك الجهات أن تستفيد مما يخرج من مركز أكاديمي علمي مثل مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت.
وبين أن هذه المحاضرة عبارة عن شكل من الأنشطة المميزة والتفاعلية مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي والمرتبطة بالموسم الثقافي الجديد للمركز، والذي سيشمل عدد كبير من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات المستقبلية التي ستسلط الضوء من خلالها على مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية والصحية والبيئية، والتي تمس دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي والدول المجاورة.
من ناحيته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الامارات العربية المتحدة د.عبدالخالق عبدالله: «قضية الأمن الخليجي هي واحدة من أبرز وأهم القضايا الموجودة على الساحة منذ أكثر من 40 سنة، منذ عام 1971م تقريباً، وهي عبارة عن موضوع مهم وهي الشغل الشاغل حاليا في المنطقة ، حيث أصبح الأمن المرجو والمطلوب سرابا وأصبحنا في الفترة الأخيرة نحلم به ونكتب عنه وننتظره دون أن نجده على أرض الواقع وأصبح أمراً لا نلامسه بصورة حقيقية، حيث تعيش دول الخليج الستة في المنطقة حالياً بوضع متذبذب وبتوتر دائم حيث تعتبر المنطقة الخليجية الآن منطقة حمراء لخطورتها وكثرة التنازعات عليها ومرورها بعدد 3 حروب على مدى العشرين عاما السابقة، لوقوعها بين دول إقليمية كبيرة وقوية تعمل على تهديد الخليج بصورة مستمرة».
وأضاف : تعتبر منطقة الخليج ولله الحمد بقعة ثرية من ناحية احتوائها على كميات كبيرة من النفط والغاز، ولكن هذا الأمر يعتبر سلاح ذو حدين لأنه أحد اسباب اهتمام الدول الخارجية بنا كمنطقة ، وليس اهتماما مجانيا ومن غير هدف بل من أجل الاستفادة من المنطقة بشكل مباشر وصريح وحتى لو عن طريق التهديد، وهذا أمر يجعلنا نشعر بالتوتر الدائم وبترقب لمشاكل مستمرة.
و زاد د.عبدالخالق : «إن مع تغير رئيس الجمهورية الإيرانية وتنظيم حوارات ونقاشات بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإيرانية أصبح لدينا أمل بأن يقل التوتر في منطقة الخليج وتقل الضغوط على المنطقة، وخاصةً إذا كانت إيران تنوي لتصلح أمورها الخارجية وسياستها مع مختلف الدول وخاصة المجاورة لها، وخاصة بأن إيران كانت تهدف من الدرجة الأولى لاستخدام قوتها النووية في العيش بين جيرانها في المنطقة وكانت تدخل نفسها دائماً في سباق التسلح وكلما كانت إيران ضمن هذا السباق قل الأمان في منطقة الخليج وهذا أمر بديهي وواضح، ولكن الأمر الذي يجعلنا نتفاءل الآن هو تغيير الرئيس الإيراني وتغيير الاسلوب المتبع حاليا في السياسة الإيرانية حيث نلاحظ ان من أولويات إيران الجديدة هي حل ملف النووي الايراني وقد يكون السبب للحد من العقوبات التي أصابت إيران أو بسبب ضعف الاقتصاد فيها ولكن هذا الامر يعتبر ايجابياً وجيداً».
ونوه إن من الأمور التي نلاحظها أيضا في نظام الرئيس الجديد هو محاولة الحد من التوترات الاقليمية المقاربة للمنطقة ولإيران ومنها تلك التي في سورية، فإن كانت إيران تهدف إلى إعطاء بشار الأسد هدنة واقناعه بأي وسيلة وطريقة لوقف الدماء وإطلاق النار في سورية فسيكون هذا أمراً جيداً ويدعى إلى التفاؤل».