
نيودلهي – «كونا»: قال خبيران سياسيان هنديان أمس ان الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح التي تبدأ الخميس المقبل ستعزز بشكل كبير العلاقات السياسية الثنائية وتقودها الى آفاق جديدة.
وقال الاستاذ في مركز دراسات غرب آسيا في جامعة الملة الاسلامية في نيودلهي رفيع الله عزمي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان زيارة سمو رئيس الوزراء ستعزز العلاقات السياسية بين البلدين التي تركزت في السابق بشكل رئيسي على التجارة والتبادل التجاري.
واضاف عزمي وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط ان من شأن الزيارة ان تضيف قوة للعلاقة متعددة الابعاد بين الهند والكويت كما انها ستأخذ العلاقات الثنائية والاستراتيجية بين البلدين الى آفاق جديدة.
واشار الى ان زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء تكتسب اهمية كبرى ضمن الاطار السياسي لاسيما ان الزيارات السياسية من قبل كبار الشخصيات بين البلدين كانت قليلة الى حد ما.
ولفت عزمي الى انه بالعودة الى فترة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت الزيارات السياسية بين البلدين قليلة الا انها تغيرت عقب فترة التسعينيات لما اكتسبته من ابعاد استراتيجية وامنية.
وذكر انه كانت للهند دوما علاقات تاريخية مع الكويت منذ عقود مضت كونها من اكبر تجار النفط مع الهند مشيرا الى ان الكويت كانت على الدوام شريكا استراتيجيا هاما لبلاده.
وقال الخبير في شؤون الشرق الاوسط أن العلاقات السياسية بين البلدين اكتسبت ايضا اهمية بعد ان بدأت الهند في البروز كقوة في شبه القارة كما انها لاعب اجنبي رئيسي في المنطقة وبامكانها استخدام نفوذها لتحقيق الاستقرار في المنطقة مبينا ان بامكان البلدين بالتالي تعزيز علاقتهما في ضوء الحقائق الجيوسياسية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط.
واوضح بان الزيارة لن تعزز العلاقات التجارية فحسب بل انها ذات اهمية هائلة للعلاقات السياسية والاستراتيجية بين البلدين.
وعن اهمية زيارة سمو الشيخ جابر المبارك للهند قال رئيس معهد الشرق الاوسط في جامعة جواهر لال في نيودلهي البروفيسور كومار سوامي رامان انه ستكون داعمة للعلاقات بين البلدين لاسيما في وجود روابط تاريخية منذ عقود مضت.
واضاف رامان في تصريح مماثل لـ «كونا» ان التعاون السياسي بين الكويت والهند الان اقرب من اي وقت مضى مشيرا الى ان زيارة رئيس الوزراء الكويتي للهند بحد ذاتها شهادة على العلاقات الجيدة بين البلدين.
ولفت الى ان استضافة الهند لسمو رئيس الوزراء الكويتي تظهر مدى تقديرها لدولة الكويت مؤكدا ان الهند تقدر القيادة الكويتية والعلاقات السياسية والاقتصادية طويلة الامد بينهما والمبنية على المشاركة البناءة مع الهند.
وشدد على ان الزيارة المرتقبة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح ستعزز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين مبينا ان المشاركة السياسية ستكون مدعومة من المشاركة الاقتصادية الكبيرة.
وقال رامان ان الهند تتطلع لهذه الزيارة لرؤية الاستثمارات الكويتية في البنية التحتية مشيرا الى انها تتطلع ايضا الى التعاون مع الكويت في العديد من القطاعات مثل الصناعات البتروكيماوية والبنية التحتية وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ووفقا لوزارة الخارجية الهندية فان اول زيارة رفيعة المستوى من جانب دولة الكويت كانت في عام 1964 وقام بها آنذاك ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح اضافة الى زيارتين لأمير البلاد المغفور له الشيخ الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح في عام 1980 وعام 1983 وآخرها كانت لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله في عام 2006.
اما من الجانب الهندي فكانت هناك زيارة لنائب رئيس الجمهورية الهندية ذاكر حسين في عام 1965 ورئيسة الوزراء انديرا غاندي في عام 1981 ومؤخرا من نائب رئيس جمهورية الهند حامد أنصاري في عام 2009.