
نظم معهد الكويت للابحاث العلمية أمس، ورشة عمل بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول «تقنيات النظائر في هيدرولوجية المياه الجوفية» وذلك لاهمية موضوع المياه وندرتها في العالم عامة وعالمنا العربي خاصة.
وقال المدير التنفيذي لمركز ابحاث المياه في المعهد د.محمد الراشد في كلمة له اثناء الافتتاح ان هذه الورشة المشتركة هي احدى ثمرات برامج التعاون بين المعهد والوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث يساهم هذا التعاون بشكل كبير في بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية وادارة المعرفة النووية وادارة الجودة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
واضاف الراشد ان رؤية المعهد الوطنية المستقبلية في التعاون مع الوكالة تتوجه نحو توسيع استفادة الاجهزة والمؤسسات الوطنية من انشطتها خصوصا في ما يتعلق بالتدريب والحصول على الدعم التقني والاستخدام الامن للمواد المشعة.
واكد حرص مركز ابحاث المياه في المعهد من خلال تنظيمه لهذه الورشه على توفير الدعم العلمي والتقني للقطاعات المختصة بتنمية موارد المياه وتوفير الاسس العلمية والتقنية اللازمة لتأمين احتياطي استراتيجي من المياه ذات نوعية جيدة وتعزيز ادارة موارد المياه وخطط الترشيد.
واوضح ان علم هيدرولوجيا النظائر هو عبارة عن حقل من حقول الهيدرولوجيا المعروف بعلم المياه حيث يستخدم التأريخ النظائري لتقدير عمر واصل الماء والحركة داخل الدورة المائية وتستخدم هذه التقنيات في سياسة استخدام الماء وتخطيط طبقات المياه الجوفية والحفاظ على مواردها والتحكم في التلوث.
واشار الى ان تقنيات النظائر من شأنها ان تساعد في تحديد الفجوات الموجودة في البيانات الهيدرولوجية وتحسين وبناء القدرات الوطنية في مجال جمع وإدارة وتفسير البيانات المتعلقة بالموارد المائية مع استخدام التقنيات المتقدمة لمحاكاة النظم الهيدرولوجية للموارد المائية وطرق ادارتها.
واكد ان تقنية هيدرولوجيا النظائر تعتبر من افضل وادق الادوات المستخدمة في مجال تقييم الموارد المائية والتعرف على مصادر ونوعية واصل المياه وكذلك الظروف المناخية التي تمت بها تغذية المكامن الجوفية.
وقال ان دراسات تقييم الموارد المائية باستخدام هيدرولوجيا النظائر حظيت بأهمية كبيرة ضمن برنامج تنمية وحماية مصادر المياه الطبيعية وهو احد البرامج الخمسة التي تشكل الاولويات الاستراتيجية لمركز ابحاث المياه في المعهد.
واضاف ان المركز يضم العديد من الخبرات والمختبرات والمنشآت والمعدات الميدانية والمخبرية المتميزة التي مكنته من تقديم الخدمات للعملاء داخل الكويت وخارجها من خلال تنفيذ الدراسات وتقديم الخبرات الاستشارية في مجالات ادارة موارد المياه والمياه الجوفية وتحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف.
وذكر الراشد ان تنمية وتنفيذ منهجيات النظائر في ادارة وتقييم موارد المياه شكلت جزءا كبيرا من برنامج الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى العقود القليلة الماضية حيث تم تطبيق دراسات هيدرولوجيا النظائر على نطاق واسع لحل المشاكل الهيدرولوجية المتعلقة بموارد المياه السطحية والجوفية.
واوضح ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ساهمت في تطوير تلك الدراسات من خلال الدعم المباشر للابحاث والتدريب والتحقق من منهجيات النظائر من خلال مشاريع ميدانية نفذت في الدول الاعضاء مضيفا ان الوكالة تقدم الدعم لانشاء مرافق لتحاليل النظائر وتطوير القوى العاملة الوطنية من خلال الزيارات العلمية والبعثات وزيارات الخبراء والتدريب تماشيا مع مشاريع التعاون التقنية.
واكد ان تحقيق الاهداف المرجوة من هذه الورشة سيشجع على التوسع في تطبيق تقنيات النظائر وتطبيق ادوات تكنولوجيا المعلومات ذات الصلة من خلال تعزيز الجودة والفعالية والكفاءة مشيرا الى ان فعاليات الورشة تشتمل على محاور عدة من خلال ثلاث اوراق علمية.
واوضح ان مدير برنامج تنمية وحماية مصادر المياه الطبيعية في المركز الباحث محمد عبدالملك السنافي قدم ورقة المعهد التي تمحورت حول «تقنيات النظائر لفهم تسريب المياه الجوفية الى البحر في الكويت» بينما شارك خبير الوكالة الدولية سارافانا كومار بورقتين علميتين حول «تقنيات النظائر الهيدرولوجية لادارة الموارد المائية وتنميتها وتقنيات النظائر الهيدرولوجية لدراسة تغذية المياه الجوفية في المناطق القاحلة والرطبة».