
فرحة العيد تزداد ألقا وجمالا باجتماع الأسر والعائلات ولقاء الأحباب والتفافهم حول مائدة واحدة بعد انشغال فترة طويلة في ظروف الحياة المعقدة وابتعادهم عن بعضهم البعض بسبب روتين العمل لارباب الاسر والدراسة للابناء .
هذا الاجتماع العائلي يكاد لا يكتمل إلا بحضور شتى صنوف المقبلات والحلويات والمكسرات التي تحلي طعم اللقاء وتسليهم خلال تبادل الأحاديث والذكريات الجميلة أضف إلى ذلك إلى أن هذه المقبلات هي عادة قديمة جديدة مردها حالة العطاء التي يتميز بها الشعب الكويتي والذي جبل على العادات العربية الأصيلة وعلى رأسها اكرام الضيوف وتقديم كل ما يرضيهم مما لذ وطاب.
يقول محمد الخالدي وهو متقاعد من العمل الحكومي ان الحلويات باتت تعد نوعا خاصا من الترحيب بالضيوف مشيرا إلى أن اجتماعه باسرته وخاصة ببناته المتزوجات وابنائهن الذين يزورونه في مثل هذه المناسبة «عيد الاضحى السعيد» لايسكتمل إلا بهذه الحلويات والمقبلات.
وتقول أم محمد انها تطلب من محلات الحلويات بعض الأصناف المعقدة التصنيع فيما تقوم هي وبناتها باعداد الاصناف الدارجة سهلة التصنيع وذلك ليس من باب التوفير انما من باب الاحساس بالرضا عن النفس في تقديم اطباق يصح عليها القول «صنع إيديه وحياة عنيه» كما يدرج القول المصري الشهير.
وتضيف أم محمد نجتمع أنا وزوجي وابنائي وبناتي وابنائهم حول المائدة واترصد خلال هذا اللقاء العائلي اي نقص لكي اقوم بتدارك الأمر واحث ابنائي واحفادي على تناول المقبلات كنوع من الترحيب ،ونتجاذب اطراف الحديث خلال ذلك في لحظات يخلدها الزمن.
من جهته يقول أبو سعد ان أفضل ما يميز هذه الحلويات الشرقية والعربية وحتى الغربية منها أنها تزيد من جمال اللقاء ويعبر شراؤها من السوق عن مدى الاهتمام بالضيوف والزوار وخاصة أفراد الأسرة الكويتية التي تكون في عنفوان ترابطها في أيام العيد نظرا لاجتماع غالبية افرادها حتى المسافرين للخارج من الأبناء للدراسة يحضرون أيضا وتكتمل الفرحة.
أم بدر من طرفها تؤكد أن قيمة الحلويات التي يتم جلبها من السوق في العيد كلما ارتفعت عبر ذلك عن الاهتمام بالضيوف والزوار.
وتشير أم بدر إلى أن هناك محلات تلتزم بأسعار محددة بينما بعض المحلات باتت ترفع اسعارها بشكل مبالغ فيه جدا وخاصة تلك التي تتميز بمنتجاتها ذات المذاق الجديد والمطور.
إلى الناحية الأخرى إذ يؤكد عدد من أصحاب المحلات أن الطلب يزداد بشكل هائل على الحلويات والمقبلات والمكسرات فترة العيد مما يجعل عمل تلك المحلات أمر مسلم به ويمنع الموظفين من أخذ اجازة حال سائر الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص.
ويؤكد أصحاب المحلات أنه بالرغم من الطلب المتزايد على الحلويات الغربية والاصناف الجديدة منها تحديدا إلا أن الحلويات الشرقية كانت ولازالت سيدة الموقف وملكة الموائد الكويتية. ويبين أصحاب المحلات أن كثرة أنواع الحلويات والطلب عليها يعد مهمة صعبة خلال فترة العيد لان عدم الالتزام بتوفيرها يعني فقدان الزبون ،،فالزبون الذي لايجد طلبه عند محل معين لايفكر معاودة الاتصال على هذا المحل.
ويقول البائع مصطفى حسن ان أسعار الحلويات مستقرة ولم تتغير على الرغم من ارتفاع معدلات الطلب عليها،مرجعا ذلك إلى رواج المقبلات وعدم حاجة اصحاب المحلات إلى رفع اسعارها.
وقال إن محلات الحلويات أعدت لعملائها أشهى قوالب الحلويات والبسكويت المزينة بألوان الفرح، منوهاً إلى أن محلات الحلويات تشهد تنافساً كبيراً لتقديم أصناف الحلويات بأسعار تنافسية خلال عطلة عيد الفطر.
من جانبه يؤكد «صاحب محل حلويات» عبدالله شحاده أن المحلات باتت تقدم أنواع حلويات شرقية مطورة تتكلف موادها الأساسية مبالغ طائلة تقلل من الأرباح وبالرغم من ذلك تقوم ببيع هذه الأطباق باقل الأسعار.
وزاد شحاده نحن أيضا نشارك الأسر والعائلات أفرحها بالعيد ونقدر اهمية «لمة العيد» ولهذا لانقوم بافساد هذه الفرحة ونترك الأسعار على حالها دون زيادة بل نقوم أيضا بتقديم عروض رائعة لبيع 3 أطباق بسعر طبقين للتخفييف على ميزانية المستهلك المثقلة.
وأكد شحاده أن أغلب أصحاب المحلات باتوا يتنافسون في تقديم أنواع مختلفة من الأطباق من الحلويات والموالح والمطعمة بالمكسرات من أجل جذب الزبائن.
محمد داغر وهو بائع في احد المحلات يقول أن ارتفاع اسعار المكسرات وإن لم يرفع اسعار الحلويات في الفترة الحالية فسيكون سببا في رفعها في المستقبل القريب مؤكدا ان المحلات ليس من صالحها رفع الأسعار مادامت تحصل على هامش ربح ممعقول.