يصل الى البلاد صباح اليوم رئيس جمهورية قبرص الصديقة نيكوس اناستاسياديس والوفد المرافق لفخامته في زيارة رسمية للبلاد تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات رسمية مع سمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الاحمد.
وتتميز العلاقات الكويتية القبرصية على الدوام بالتطور الملحوظ على جميع الصعد فقد ساهم الموقف القبرصي المساند للحق الكويتي ابان الغزو العراقي على دولة الكويت عام 1990 في تقوية أواصر العلاقات بين البلدين وتمثل هذا الموقف بدعوة النظام العراقي إلى الانصياع الى القرارات الدولية والالتزام بالشرعية الدولية.
وطالبت قبرص على لسان عدد من مسؤوليها بضرورة مسارعة النظام العراقي البائد الى اطلاق سراح الاسرى الكويتيين وغيرهم من جنسيات اخرى الذين كانوا محتجزين لديه ابان غزوه للكويت وضرورة تطبيق كل القرارات الدولية ذات الصلة.
وارتبط البلدان بعلاقات دبلوماسية من خلال الإعلان في الثالث من مايو عام 2005 عن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية على مستوى السفراء رغبة منهما في تطوير علاقات الصداقة والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية وغيرها من مجالات التعاون المشترك بين البلدين وذلك طبقا لأهداف وقواعد ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي.
وكان وزير الخارجية القبرصي ايونايس كاسوليدس قال في تصريح لوكالة الأبناء الكويتية «كونا» ان هناك أحداثا تاريخية مميزة تجمع الشعبين القبرصي والكويتي وأن قبرص والكويت من الدول المحبة للسلام التي لم تنخرط في الصراعات وتحرصان دائما على الاستقرار والأمن فضلا عن سعيهما إلى البحث عن حلول سلمية في مختلف القضايا الدولية.
وتأكيدا على العلاقات الطيبة بين البلدين فقد وقعت دولة الكويت مع قبرص في سبتمبر عام 2010 على اتفاقية تتيح لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة الكويتية السفر بدون تأشيرة دخول إلى الأراضي القبرصية.
وتولي الحكومة القبرصية اهتماما بالغا بالجانب الاقتصادي حيث قامت بخطوات إيجابية بعد الأزمة الاقتصادية التي مرت بها في محاولة منها لإعادة الثقة للاقتصاد القبرصي من خلال تطبيق حزمة من الإجراءات الإصلاحية بهدف القضاء على أي معوقات للاستثمار في قبرص وبالتالي جذب الاستثمار الاجنبي.
وفي هذا السياق أكدت عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي النائبة القبرصية ايليني ثيوخاروس ان زيارة الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس للكويت تشكل أهمية بارزة للبلدين ومرحلة انطلاق جديدة للعلاقات الثنائية.
وقالت النائبة ايليني ان العلاقات الكويتية القبرصية تتسم بروابطها القوية مؤكدة ان هذه الزيارة ستزيد من قوة هذه العلاقات وتخلق ارضية خصبة للتعاون الاقتصادي والتجاري.
ومن جهته أكد سفير دولة الكويت لدى جمهورية قبرص أحمد الوهيب «أن زيارة الرئيس القبرصي لدولة الكويت تعتبر تاريخية ومنعطفا مهما في مسيرة العلاقات بين البلدين كما تأتي تلك الزيارة تتويجا لما شهدته العلاقات الثنائية من تطور خاصة بعد انضمام قبرص للاتحاد الاوروبي وافتتاح سفارتي البلدين».
وتشارك دولة الكويت في مايو من كل عام ممثلة بوزارة التجارة والصناعة في معرض قبرص الدولي بجناح يضم شركات صناعية كويتية إلى جانب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والهيئة العامة للصناعة ويتضمن الجناح الكويتي عادة نماذج مختلفة من المنتجات المصنعة في الكويت اضافة إلى عرض لأنشطة الشركات الكويتية المشاركة في المعرض وكذلك اسهامات الصندوق الكويتي في العديد من الدول.
وكانت شركة طيران الجزيرة وقعت مع هيئة تنشيط السياحة القبرصية في مدينة نيقوسيا في مايو 2007 على مذكرة تفاهم بهدف ترويج وتعزيز السياحة لدى السياح في الكويت ومنطقة الخليج لزيارة جزيرة قبرص وحثهم على الاستمتاع بالمزايا الفريدة التي تتميز بها تلك البقعة الجميلة من العالم.
وإيمانا بأهمية الجانب الاقتصادي ودوره في تشجيع المستثمرين الأجانب على الاستثمار في قبرص فقد أكد السكرتير العام لغرفة تجارة وصناعة جمهورية قبرص ماريوس أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة في قبرص أمام المستثمرين الكويتيين باعتبار قبرص مركزا تجاريا جاذبا بسبب انخفاض الضرائب فيها والخدمات ذات الجودة العالية.
واكد تسيكاس أن هناك فرصا كبيرة متاحة للاستثمارات في مجالات الصحة والموانئ والاتصالات والسياحة والتعليم والغاز الطبيعي.