الرباط – «كونا»: قال رئيس الوفد الكويتي الى المؤتمر العالمي الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية محافظ الأحمدي الشيخ د.ابراهيم الدعيج أمس، إن جميع اعضاء الوفود الذين التقاهم على هامش المؤتمر أشادوا بمواقف الكويت الداعمة للتنمية في العالم ومساهمة الصناديق الكويتية في تمويل مشاريعها.
وأضاف الدعيج في تصريح لـ «كونا» أن هذه الوفود ثمنت كذلك مواقف الكويت من قضايا السلام والأمن والاستقرار في العالم.
وأوضح أن لقاءاته مع وفود الكونغو برازافيل وفلسطين والمغرب وتركيا تطرقت للقضايا ذات الاهتمام المشترك فيما يخص التنمية المحلية والديمقراطية وتعزيز اللامركزية وشؤون البيئة والنهوض بالمرأة وتوسيع المشاركة اضافة الى سائر المواضيع المدرجة على جدول اعمال المؤتمر.
وذكر أنه بحث مع هذه الوفود سبل تعزيز التعاون في هذه المجالات التي أصبحت من صلب أهداف التنمية والتنمية البشرية المستدامة.
وأشار الى أن التعاون من اجل التنمية على الصعيد المحلي هو اللغة الجديدة التي يتحدث بها العالم الآن في إطار السعي لتقريب علاقة الادارة بالمواطن وفي سياسة تدبير الشؤون البلدية وإدارة المدن لافتا الى أن أوروبا تجاوزت في هذا الشأن مفهوم الإقليم الى المحلية على مستوى المدينة.
وأكد الشيخ ابراهيم الدعيج أن المحليات هي مستقبل الشعوب التواقة لتنمية حقيقية شاملة مستدامة في إطار اللامركزية والحكم المحلي.
وأوضح أن مشاركة الكويت في المؤتمر والتي تعد الاولى من نوعها أتت لتعزيز تجربة الكويت وخبرتها في مجال التدبير المحلي لشؤون المواطنين وتسيير المدن بالاستفادة من التجارب الناجحة في البلدان ذات الباع الطويل في هذا الشأن والعريقة في الممارسة الديمقراطية والحكم المحلي.
وأشاد بالمؤتمر وحجم الوفود المشاركة فيه ووزن الشخصيات الحاضرة مثنيا على قيمة المواضيع المدرجة على جدول أعماله والتي تتعلق بالإشكالات التي تواجه الحكومات المحلية ضمن خمسة محاور هي «تحسين جودة الحياة» و»تدبير التنوع» و»مواكبة الحوكمة الجديدة» و»التغيرات بحوض المتوسط وتقوية التضامن بين الوحدات المجالية» و»التحكم في مستقبل التعمير».
ونوه بالكلمة التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس للمشاركين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمس والتي اعتبرها شاملة ومحيطة بكل جوانب المواضيع والاشكالات المعروضة للنقاش في هذا المؤتمر المنظم برعايته.
وأكد ان الوفد الكويتي سيواصل اتصالاته والتواصل مع الوفود المشاركة من البلدان الشقيقة والصديقة في إطار العلاقات الجيدة والمتميزة التي تجمع الكويت وشعبها بعدد من شعوب وبلدان العالم والتقدير الكبير الذي يحظى به لديها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.
من جانبه، أعرب وزير الحكم المحلي الفلسطيني سعد الكوني في تصريح مماثل ل»كونا» عن تقدير الشعب الفلسطيني لدعم الكويت قيادة وحكومة وشعبا لحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ولمساهماتها المادية والمعنوية في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
وأبرز الكوني أن مباحثاته مع الشيخ الدكتور ابراهيم الدعيج تناولت الأوضاع في الاراضي المحتلة ووضع البلديات والمحافظات وسبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال التنمية المحلية مشيرا الى ان الطرفين اتفقا على عقد لقاء مقبل في الكويت سيحدد موعده لاحقا.
من جهته، قال الوزير برئاسة جمهورية الكونغو المكلف بالتهيئة الترابية والمنتدب العام للأشغال الكبرى جان جاك بويا في تصريح ل»كونا» إنه في لقائه مع الشيخ د.ابراهيم الدعيج شكر الكويت على دعمها لمشاريع التنمية في الكونغو برازافيل ومساهمة صناديقها في تمويل المشاريع الكبرى المهيكلة للاقتصاد الكونغولي لاسيما في التجهيزات الاساسية والبنيات التحتية.
وأوضح أنه نقل الى رئيس الوفد الكويتي تقدير حكومة الكونغو لشعب الكويت وقيادته ورغبتها في دعم التعاون الثنائي وتعزيز المشاريع الكبرى المشتركة التي تخدم مصالح البلدين والشعبين.
ولفت الى أن افريقيا تعتبر «مستقبل الاستثمارات العالمية في إطار رؤية استشرافية تأخذ بعين الاعتبار مطالب هذه القارة في التنمية وحاجة دول الخليج الى استثمارات مربحة».
وأبرز أهمية دولة الكويت وصناديقها التمويلية التي كانت سباقة الى مواكبة مشاريع التنمية في عدد من بلدان افريقيا جنوب الصحراء والى تقوية علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع دولها.
ودعا الى تعزيز الحضور الكويتي وتأكيد سبقها بمبادرات استثمارية أكبر على مستوى الأشغال الكبرى والتجهيزات الاساسية لاسيما في الكونغو التي سترحب بالرأسمال الكويتي وسيجد هو لديها فرصا محفزة ومربحة.
وأشار بويا الى أن الكويت كانت حاضرة في الكونغو منذ اكثر من عشرين سنة من خلال مشروع الربط الطرقي على السكة الحديد بين مدينة «بوانتنوار» على الساحل والعاصمة «برازافيل» داخل البلاد.
يذكر أن الشيخ الدكتور ابراهيم دعيج الصباح التقى اضافة الى الوزيرين بويا والكوني عمدة «برشلونة» الاسبانية وعمدة «أضنا» التركية ورئيس الجماعة الحضرية لمدينة «تطوان» في المغرب.
ويتواصل المؤتمر العالمي الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المنظم تحت شعار «تصور المجتمع. . بناء الديمقراطية» في يومه الثالث بعقد ندوات وموائد مستديرة وورش في إطار مجموعات عمل ولجان حول مواضيع اللامركزية والحكم الذاتي المحلي والمرأة والهجرة والمدن الذكية.
وكانت قد افتتحت أمس، أعمال المؤتمر العالمي الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بمشاركة وفد كويتي الى جانب أكثر من 3 آلاف شخصية بينهم رؤساء حكومات ووزراء وعمداء عواصم ومسؤولون حكوميون من 74 بلدا.
ونوه العاهل المغربي الملك محمد السادس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المنظم برعايته تحت شعار «تصور المجتمع بناء الديمقراطية» بالمكانة التي تحظى بها منظمة المدن والحكومات المحلية على الصعيد الدولي مؤكدا أنها أصبحت فضاء متميزا لتبادل الآراء والخبرات من أجل النهوض باللامركزية الوطنية وإشاعة قيم الديمقراطية والتضامن والحوار والتعايش والتسامح.
واعتبر في كلمته التي ألقاها باسمه عمدة مدينة الرباط وزير المالية المغربي الأسبق فتح الله ولعلو انعقاد الملتقى حافزا قويا للسلطات المحلية المنتخبة في بلاده للاستفادة من التجارب المتميزة للدول الرائدة في مجال اللامركزية والديمقراطية المحلية والاستئناس بالمقاربات والاستراتيجيات الكفيلة بدعم وتعزيز منظومة الحوكمة.
وأشار الى الإصلاحات السياسية والدستورية التي باشرها المغرب ومكنته من تنظيم متكامل يؤسس لمرحلة جديدة في مسار تقوية الديمقراطية المحلية وترسيخ مكانة الجماعات كشريك أساسي بجانب الدولة والقطاع الخاص في تدبير قضايا التنمية.
وعلى صعيد اخر عقد محافظ الأحمدي رئيس وفد الكويت الى المؤتمر الشيخ الدكتور ابراهيم دعيج الابراهيم الصباح لقاءات مع عدد من وفود الدول الصديقة والشقيقة في إطار ثنائي ومتعدد الاطراف.
والتقى الشيخ د.ابراهيم الدعيج قبيل الجلسة الافتتاحية كلا من الوزير برئاسة جمهورية الكونغو المكلف بالتهيئة الوطنية والمنتدب العام للأشغال الكبرى جان جاك بويا ووزير الحكم المحلي الفلسطيني سعد الكوني وعددا من رؤساء البلديات الفلسطينية في الضفة الغربية اضافة الى رئيس بلدية «أظلة» في تركيا ورئيس الجماعة الحضرية لمدينة تطوان المغربية.
وكانت أعمال المؤتمر الرابع للمدن والحكومات المحلية انطلقت أمس على مستوى اللجان ومجموعات العمل ضمن أكثر من 40 ندوة ومائدة مستديرة وورشة حول مواضيع تهم «تحسين جودة الحياة» و»تدبير التنوع» و»مواكبة الحوكمة الجديدة» و»التغيرات بحوض المتوسط وتقوية التضامن بين الوحدات المجالية» و»التحكم في مستقبل التعمير».
وينهي المؤتمر الذي انطلق الثلاثاء الماضي أعمال دورته الرابعة اليوم الجمعة بإصدار بيان ختامي وتوصيات.