
انتشر في السنوات الماضية ما يسمى بـ «العلاج بالطاقة» وهو ليس علاجا وليد اللحظة بل استحدث منذ القدم في دول الشرق الاقصى اذ يعتمد على تصورات وفلسفة خاصة للحياة وعلاقة الانسان بالكون.
وتتميز الطاقة الداخلية الموجودة في الانسان بأنها خفية وكامنة فهي تنمو منذ الصغر وتعمل على تشكيل سلوكه واعتقاداته ومجريات حياته ولكل انسان هالة غير مرئية تحيط به عبارة عن طاقة كامنة تسري في جسده.
وتنقسم الطاقة الى نوعين ايجابية وسلبية وكلاهما له تأثير على مجرى حياة كل فرد بشكل كبير حيث ان لها قدرة عجيبة على تحويل مسار حياته من النجاح الى الفشل والعكس صحيح اما الطاقة الايجابية فهي النظر الى الحياة بمنظور التفاؤل والامل حتى في اصعب الظروف في حين تكون السلبية العكس تماما اذ تجعل الانسان دائم القلق والخوف والتشاؤم حتى لو توافرت له اسباب السعادة.
وفي هذا السياق قالت المعالجة والمدربة الدولية في الايحاء والايماء والتدريب العصبي الدكتورة منى غريب لـ «كونا» ان للانسان طاقة وقوة كامنة بداخله لكنه للأسف يجهل قواعدها واسرارها اذ من اهمها ما يملكه الانسان من قوة خارقة تجعله قادرا على تحويل التفكير السلبي الى ايجابي اضافة الى القدرة على استخلاص العبر من تجاربه.
وأضافت غريب ان التفكير الايجابي يجذب الاشياء الايجابية والعكس صحيح وهذا متعلق بتغيير نظام الاعتقاد لديه فاذا كان المرء يعتقد انه انسان ناجح فسينجح فعلا والعكس صحيح مبينة ان العقل الباطن هو المحرك لجسم وتفكير الانسان.
واوضحت «على سبيل المثال يمكن معرفة الانسان السلبي من خلال كلامه واسلوبه وافكاره فعندما نجلس مع شخص ونشعر بعدم الارتياح بالحديث والجلوس معه يكون هذا ناتجا عن الطاقة السلبية الموجودة فيه وخلافا لذلك هناك اشخاص ننجذب اليهم ونشعر بالارتياح والتفاؤل بمجرد النظر اليهم لما يملكونه من طاقة ايجابية.
واشارت الى ان الارادة هي اساس حياة الانسان فاذا قرر الفرد ان يعيش بصوره جيدة سيفعل ويحقق الصورة التي يتمناها اذ لديه القدرة على برمجة كل احواله وامراضه ومعيشته من خلال عقله الباطن.
وبينت انه في معهد الايحاء والايماء الذي اسسته «نحاول جعل الانسان يستغل القدرات الكبيرة الموجودة بداخله فالواقع يقول ان الانسان لا يستغل اكثر من 7 في المئة من قدراته لذا فنحن نقوم بتدريب الافراد على استغلال قدراتهم بصورة سليمة لتحويل الفشل الى النجاح واعطاء علاج ودورات متخصصة لرفع المشاعر السلبية والتأكيد على الجانب المشرق من الحياة».
عن العيادات التخصصية للعلاج بالطاقة واعتبار هذا العلاج من الطب البديل قال رئيس قسم علم النفس بجامعة الكويت د.عثمان الخميس لـ «كونا» ان فكرة العلاج بالطاقة تتلخص ان لدى كل «منا مجالا او هالة من الطاقة تحيط بجسمه ويتم الاستشعار بهذه الطاقة عن طريق وضع المختص يده على بعد 20 سنتيمترا تقريبا من جسم المريض وتحريكها افقيا ليتم من خلالها تحديد الطاقة السلبية والتخلص منها». وأوضح الدكتور الخضر ان هذه الطريقة من العلاج تستخدم في قرابة 80 مستشفى في امريكا وتدرس في 100 كلية وجامعة امريكية وعالمية كما ان هناك اربعين الف متخصص في العناية الصحية تم تدريبهم على هذا النمط من العلاج. وحول وجود ادلة علمية تدعم فائدة استخدام العلاج بالطاقة اكد الخضر ان التجارب العلمية التي اعتمدت ضبطا تجريبيا صارما توصلت الى ان المعالج او المختص ليس لديه القدرة الفعلية على استشعار الطاقة الصادرة من المريض وان الراحة التي يشعر بها المريض مردها الى ما يعرف بتأثير الدواء الوهمي وهو شعور نفسي بالراحة بعد اي علاج يتلقاه المريض حتى لو لم يكن العلاج يحتوي على اي مواد طبية. وأضاف ان هناك دراسات اشارت الى ان 35 في المئة من المرضى يشعرون بتحسن بعد تناول اقراص تحتوي على السكر فقط تم تقديمها لهم على انها اقراص تحتوي على علاجات طبية «وقد لاحظ العلماء ايضا ان اجسامنا لديها القدرة الذاتية على التغلب على ما يصيبها من امراض حتى دون التدخل العلاجي كما ان هناك اعتقادا بان 85 في المئة من الامراض يمكن الشفاء منها دون تدخل علاجي اذا بالنهاية ليس هناك ادلة كافية للتسليم بفاعلية العلاج بالطاقة».