
من أجل عمل إنساني أفضل، تستضيف الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية أعمال المؤتمر السنوي الرابع حول الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات، وذلك بالتعاون مع جمعية العون المباشر، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» خلال الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر 2013 برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في فندق الريجنسي الساعة العاشرة والنصف صباحا.
ومن المقرر أن يدير جلسة الافتتاح رئيس المنتدى الإنساني العالمي د.هاني البنا، وتبدأ بعرض فيلم قصير عن بعثة «أوتشا منظمة التعاون الإسلامي للشراكة» رفيعة المستوى إلى الفلبين.
وتشتمل الجلسة على كلمات لرئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومستشار الديوان الأميري ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الدكتور عبدالله معتوق المعتوق، ورئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر الدكتور عبدالرحمن صالح المحيلان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق شؤون الإغاثة البارونة فاليري آموس، والأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي السفير عطا المنان بخيت، والأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بجامعة الدول العربية السفيرة فائقة سعيد الصالح.
وقال د. المعتوق إن المؤتمر يتناول دور الشباب والقطاع الخاص في مجال العمل الإنساني، والجهات الفاعلة غير التقليدية في الاستجابة الإنسانية، وتشكيل «مجموعات عمل» لبحث كيفية دمج عمل القطاع الخاص في العمل الإنساني على صعيد التحديات والآليات والفرص، بالإضافة إلى استعراض بعض الممارسات المبتكرة في مجال العمل الإنساني لمؤسسات عربية تعمل على المستوى الدولي، ونماذج لمؤسسات تقدم مساعدات وخدمات إنسانية للسوريين المهجرين داخلياً وللاجئين السوريين في دول الجوار، وأمثلة لآليات عمل المانحين في الدول العربية: المنهجية والسياسات المتبعة في دعم العمليات الإنسانية.
وأضاف رئيس الهيئة : كما يعالج المؤتمر موضوع «العمل معا.. الفرص والتحديات» وهو عبارة عن عرض فيلم قصير لشراكات إنسانية من الميدان، بالإضافة إلى البوابة العربية للشؤون الإنسانية: الإنجازات والتحديات عرض نتائج استبيان حول الشراكات لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وسبل التنسيق وتبادل المعلومات والتواصل بين المنظومة الإنسانية الدولية والمنظمات غير الحكومية والحكومية المحلية.
وتابع: إن جلسات المؤتمر تهدف إلى عرض أمثلة على كيفية مساهمة الشراكات الاستراتيجية الناجحة في دفع تحقيق الأهداف الإنسانية ودراسات حالة عن الشراكات في سياق الطوارئ في المنطقة وتقديم أمثلة على الشراكات الناجحة والمبتكرة في المنطقة، وتحديد سبل جديدة لتعزيز كفاءة الشراكات بين القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الإنسانية الدولية، كما تسعى إلى تسليط الضوء على أهمية تكنولوجيا المعلومات في دعم حالات الطوارئ الإنسانية، لتعظيم تأثير الاستجابة، ومساعدة المشاركين على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه التقنيات في عملهم، ومناقشة وضع الشراكات في القطاع الإنساني العربي مقارنة بالمناطق الأخرى.
وأكد د. المعتوق أن الحاجة للشراكة الفعالة واحدة من مرتكزات العمل الإنساني في ظل تنامي ضحايا الكوارث الطبيعية، ووصولها إلى مستوى لم يسبق له مثيل، وتعاظم نسبة الاحتياجات الإنسانية في العالم بشكل كبير، وضرورة تأسيس آليات تنفيذية وبروتوكولات لتبادل المعلومات والتخطيط الاسراتيجي لتفعيل فعالية وتأثير الاستجابة الإنسانية، مشيرا إلى ان المؤتمر يتصدى لوضع آليات التنسيق الملائمة وضمان الشفافية والمساءلة، ومساعدة المنظمات الإنسانية العالمية على حشد جهودها معاً لتحقيق نتائج أفضل من خلال شراكات فعالة.
وأوضح أن مؤتمر الشراكة يهدف إلى تعزيز التواصل وتعزيز الشراكات الخلاقة بين المنظمات العربية والنظام الإنساني الدولي، وإنشاء مجالات للتعاون والتنسيق بين الجهات الفاعلة الرئيسية في المنطقة، وإقامة منصة للحوار وفتح قنوات جديدة لتبادل المعلومات بين المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والمحلية، هذا بالإضافة إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين الجهات الفاعلة الإنسانية بشأن قضايا تتعلق بدور الشباب والقطاع الخاص في الاستجابة الإنسانية، كما يلقي الضوء على تجربة إغاثة اللاجئين السوريين.
وحذر من استمرار تردي الأوضاع الإنسانية في العالم وتزايد ضحايا الكوارث والنزاعات، وتأثيراتها المحلية والإقليمية التي تزداد يوماً بعد يوم، لافتا إلى ان هذه الأزمات تستلزم جهوداً دولية جماعية وبناء شراكات إنسانية حقيقية تنهض بالعمل الإنساني الجماعي لسد الحاجات الإنسانية الملحة، لأن إيجاد حلول إنسانية للتخفيف من الواقع الإنساني السيئ لا يمكن استيعابه من قبل دولة واحدة أو منظمة واحدة.
وأردف قائلا: إن مؤتمر الكويت السنوي يعد فرصة كبيرة لحشد الجهود ومناقشة الحلول من قبل صانعي القرارات لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية على الصعيد الإقليمي والدولي. ويعد مؤتمر الكويت منبراً للقاء صانعي القرارات على المستوى العالمي والإقليمي وفرصة لتبادل الخبرات والمعلومات.
وألمح د. المعتوق إلى أن المؤتمر الأول استضافته سلطنة عمان في عام 2010 حول الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل. وكان الهدف منه تعزيز التواصل والترويج للشراكات الخلاقة بين المنظمات العربية والنظام الدولي الإنساني، بالإضافة إلى توفير منبر للحوار وفتح قنوات جديدة لتبادل المعلومات بين المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والمحلية، وتسليط الضوء على الدور المهم للمنظمات العربية والإسلامية في الاستجابة الإنسانية الدولية. وعلاوة على ذلك، أصدر المؤتمر عدداً من التوصيات، وتم تشكيل مجلس استشاري لقيادة المبادرة وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المرجوة.
وأضاف: و في عام 2011، عقد المؤتمر السنوي الثاني، بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية العون المباشر في دولة الكويت، وأبرز النقاش أثناء المؤتمر الحاجة إلى تطوير بوابة على شبكة الإنترنت «باللغتين الإنكليزية والعربية» لتمكين المنظمات الإنسانية العربية ونظرائها في البلدان غير الناطقة باللغة العربية من تبادل المعلومات في المجال الإنساني، كما ناقش المؤتمر نماذج مختلفة من الشراكة بين المنظمات الإنسانية في العالم العربي والإسلامي والمجتمع الإنساني بوجه عام. في ضوء أزمة الغذاء في منطقة القرن الأفريقي، خصص المؤتمر يوماً كاملاً من أجل رفع مستوى الوعي حول الاحتياجات الإنسانية في هذه المنطقة. كما أتاح الفرصة للمنظمات التي استجابت للأزمة في منطقة القرن الأفريقي، بأن تحيط المشاركين علماً بالوضع على أرض الواقع وتسليط الضوء على الاحتياجات الأكثر أهمية. وشدد المؤتمر على أهمية استخدام الموارد المحدودة بما يحقق أكبر قدر من المنفعة للسكان المتضررين. وأخيراً، أشار المؤتمر إلى أهمية توثيق المساهمات من خلال خدمة التتبع المالي التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أجل تجنب الازدواجية في التمويل والعمل الإنساني.
وتابع: وفي عام 2012 الذي استضافته دولة الكويت ايضا ، وكان يهدف إلى تحسين الاستجابة الإنسانية، من خلال تعزيز الشراكات الفعالة بين الحكومات والمؤسسات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص. وفي ضوء الأحداث الجارية والاحتياجات المتزايدة في سوريا واليمن وميانمار وغرب أفريقيا، اتفق المشاركون الذين مثلوا جهات محلية وإقليمية ودولية عديدة على أهمية تبادل المعلومات والتنسيق والتعاون من أجل تنفيذ استجابة إنسانية هادفة تؤمن وصول المساعدات في الوقت المناسب للمتضررين دون تمييز أو تحيز عرقي أو سياسي أو ديني.
واختتم د. المعتوق تصريحه قائلا: إن مثل هذه المؤتمرات تتيح منبراً للجهات الفاعلة الإنسانية والجهات المعنية في المنطقة لتبادل الخبرات وتوحيد الجهود من أجل تحسين العمل الإنساني، وعرض نماذج للشراكات الثنائية ومتعددة الأطراف الناجحة بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، لإبراز الإنجازات على المدى القصير والنتائج المتوقعة على المدى الطويل. ومناقشة التحديات التي تواجه بناء الشراكات، وبحث سبل تعزيز الثقة بين المنظمات الإنسانية العربية والإسلامية من جهة، والمنظمات الدولية من جهة أخرى، فضلا عن تسليط الضوء على إنجازات المؤسسات العربية والإسلامية والاعتراف بجهودها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.