
بمناسبة زيارة سمو الأمير للولايات المتحدة الامريكية للقاء الرئيس الامريكي في غضون الايام القادمة ذكّرت جمعية مقومات حقوق الانسان في بيان لها الحكومة الكويتية ومجلس الأمة ومنظمات المجتمع المدني بقضية المعتقلين في غوانتانامو وبمطالبة الولايات المتحدة الامريكية بإطلاق سراح أبناء الكويت «فايز الكندري وفوزي العودة» المعتقلين منذ أكثر من 12 سنة دون أي محاكمة عادلة ولا تهمة سوى أنهما شاركا في حملات الاغاثة الانسانية في افغانستان، ما يعد انتهاكا صارخا لكافة الشرائع الانسانية والسماوية، متمنية أن يفرح أهل الكويت بعودتهم لبلادهم وأسرهم سالمين بعد هذه السنوات من المعاناة القاسية التي اختلطت فيها المناشدات بالدموع والقهر والألم.
سجن مدى الحياة
وبينت المقومات في بيانها أن أمريكا قررت بعد استصدار حكم قضائي غريب أن يبقيا في غوانتانامو ضمن «الاعتقال غير المحدود» من دون اتهام ولا محاكمة بحجة أنهم خطرون ولا يطلق سراحهم، وهم على حد قولها لهم وضع سجناء حرب لا يمكن محاكمتهم لعدم كفاية الأدلة، ولا يمكن إطلاق سراحهم لأنهم خطر على أمريكا، مؤكدة ان إبقاء المعتقلين في هذه الاقفاص غير الآدمية قرار ظالم ومرفوض بكل مقاييس البشرية والشرائع السماوية والصكوك الدولية، فهل يعقل حبس إنسان مدى الحياة لعدم كفاية الأدلة ؟ هذا لا يحدث في دولة تدعي احترام حقوق الانسان !!
انتهاكات ضد الانسانية
وأشارت بأن مجرد الحبس على هذا النحو دون محاكمة عادلة يشكل انتهاكاً صارخاً، فإذا أضفنا بأن كل الاخبار والتقارير من جهات منصفة وحقوقية تؤكد تدهور صحة المعتقلين السيئة وتعرضهم لشتى صنوف التعذيب الحسية والمعنوية فإن هذا يجعل المشهد برمته مخالفاً ويتناقض مع أبسط حقوق الإنسان، فقد جاء بالمادة الخامسة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أنه « لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة» كما أن اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة المستمدة من الاعلام العالمي لحقوق الانسان أكدت نفس المعني في موادها ذات الصلة.
موقف شرعي وإنساني
وختمت المقومات بأن شريعتنا الغراء تدعونا للعمل على إنقاذ أبنائنا مما هم فيه التزاما بحقوقهم الانسانية التي كفلتها الشريعة وعملاً بقواعد الاسلام، فهذا رسول الهدى والرحمة يستصرخ المسلمين ويقول: « فُكُّوا العانِيَ، وأَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وأَطْعِمُوا الجائِعَ، وعَودُوا المريضَ » ونقل ابن حجر عن ابن بطال: « فكاك الأسير واجب على الكفاية، وبه قال الجمهور»، مؤكدة بأن هذا في حال لو كانوا أسرى محاربين، فكيف بمن لا تهمة ضدهم ولم يقبض عليهم محاربين بل اغاثيين، فهؤلاء من باب أولى العمل على تفريج كربتهم وكربة ذويهم وأسرهم ووالديهم.