
أكدت دراسة علمية بيئية أهمية دور النباتات الفطرية لناحية التحكم بالرمال «السافية» في البلاد بما فيها النباتات الصحراوية كالثندي والعرفج والرمث اضافة الى أنها تعتبر مؤشرا جيدا للحد من تأثير حركة الرياح على البيئة وتثبيت الكثبان الرملية. وقال معد الدراسة الباحث العلمي في ادارة رصد السواحل في معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور علي الدوسري لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان الكويت تقع ضمن المسار الطبيعي لاحزمة الكثبان الرملية والممتد من الشمال والشمال الغربي من منطقتي «الهويملية وأم نقا» وفيه سبعة حقول للكثبان الرملية.
وأضاف الدكتور الدوسري ان الدراسة استهدفت التعرف على نوعية النباتات المعمرة ومدى قدرتها على صد الرمال وتثبيت الكثبان الرملية المقيدة والمتحركة وصولا الى انفع تلك النباتات واستخدامها ضمن هذه الظروف الطبيعية وتوفير المبالغ الطائلة التي تتكبدها الدولة لازالة الرمال من مناطق تنشط فيها الرياح.
وأوضح ان الدراسة تناولت بحث الخواص المورفولوجية حول الاحزمة الخضراء والصفصاف والاثل والرواسب الرملية اضافة الى 11 نوعا من النباتات الفطرية الساحلية والصحراوية كما تم رصد كميات وتكاليف ازاحة الرمال المتراكمة حول المنشآت المدنية والعسكرية. وذكر انه تم جمع ما يقارب من 800 عينة من الكثبان والرواسب الرملية المتراكمة حول النباتات المعمرة وأربعة أحزمة خضراء كالاثل والصفصاف موزعة في مختلف أنحاء البلاد بهدف التعرف على خواصها المورفولوجية والكيميائية. وبين انه تم ضمن الدراسة أخذ عينات التربة من أطراف ووسط أهم الاحزمة الخضراء في البلاد حتى عمق 60 سنتيمترا اضافة الى النباتات الصحراوية والسبخية الملحية الفطرية غير المستزرعة لافتا الى أبرز أنواع النباتات الصحراوية في البلاد كالثندي والرمث والعرفج والكداد والعوسج والحنظل والثمام بينما النباتات السائدة في السبخات أبرزها الغردق والطرفة والثالوث والخريزة. وقال الدكتور الدوسري ان كثرة نبات العرفج في أي المنطقة يشكل دلالة على عدم تدهور هذه المنطقة في حين أن الرمث يبدأ مع دخول الرمال في تكوينات التربة وبداية نشاط العمليات الريحية أما الثندي فلا ينمو الا في الاراضي التي تنشط فيها العمليات الريحية والتراكم الرملي الشديد.
وأوضح ان النباتات الصحراوية ذات رواسب تتميز بقلويتها وانخفاض المحتوى الرطوبي ودرجة التوصيل الكهربائي والتقارب بين أغصانها وما يجاورها من نباتات أخرى بينما تمتاز رواسب النباتات في السبخات بالحموضة وقلة الكربونات وارتفاع نسبة المحتوى الرطوبي والاملاح.
وأشار الى ان نبات العوسج يعتبر الاكثر مسافة فيما بين أغصانه والابعد عن النباتات المجاورة الا انه يمتاز بكفاءة عالية في صد الرمال من خلال أعلى تراكم رملي مقارنة بنبات الحنظل وهو الاقصر بين النباتات ورواسبه هي الاعلى بين «النباك» بمحتوى كربونات الكالسيوم والاقل حموضة والمحتوى الرطوبي ودرجة التوصيل الكهربائي.
وبين الدكتور الدوسري ان الطرق التي تمت فيها دراسة كميات الرمال «السافية» مع كلفة ازالتها شملت الطرق الرئيسية كالوفرة والزور والعبدلي والصبية والسالمي وكبد مشيرا الى أن الرمال «السافية» هي الرمال المتحركة بشكل دائم بفعل الرياح بينما تعرف «النباك» بأنها الجسم الرملي المتراكم حول النبات.
وعن الخلاصة التي أفضت اليها دراسته أكد أهمية التعاون بين وزارات الاشغال العامة والدولة لشؤون البلدية والنفط والمجلس البلدي في وضع قوانين وحلول مستدامة بشأن حركة الرمال السافية بسبب تكلفتها العالية على البلاد مقترحا حلولا بهذا الشأن منها وضع أحزمة خضراء على حواف الطريق. وقال الدكتور الدوسري ان القانون يسمح باستغلال حواف الطرق الرئيسة لمسافة 50 مترا لكل جانب ويفترض ان تكون أكثر من 200 متر خصوصا مع اتجاه الرياح بغية اتاحة الفرصة لوضع الاحزمة الخضراء كحلول مستدامة لمشكلة زحف الرمال ما يوفر على الكويت أموالا طائلة نتيجة تكاليف ازاحة الرمال «السافية». وأشار في هذا الشأن الى الرمال السافية في طرق الوفرة وكبد والسالمي والصبية مستعرضا من بين الحلول أيضا وجوب التوسع في اقامة المحميات الطبيعية بغية انعاش الحياة الفطرية والغطاء النباتي.
ولفت من بين أبرز أسباب زيادة الرمال السافية الى فترات الجفاف الطويلة والانشطة البشرية السلبية وحركة الاليات في البيئة الصحراوية والرعي الجائر والتخييم السلبي والمحاجر والمناورات العسكرية.