
عزا أكاديميان كويتيان اسباب الفتور الذي تشهده انتخابات المجلس البلدي الحادي عشر الى اسباب عدة في صدارتها ان الشارع الكويتي في حالة ترقب وانتظار لما سيسفر عنه التصعيد السياسي في المنطقة.
وقالا لـ «كونا» أمس ان انتخابات المجلس البلدي لم تحظ عادة بالحضور الاعلامي المميز مقارنة بانتخابات مجلس الامة مؤكدين ان توقيت انتخاباته جاء بعد استنفاد المواطن الكويتي طاقته الذهنية والفكرية نتيجة توالي الازمات السياسية الداخلية والخارجية ولم يلتقط أنفاسه إلى الان ما انعكس سلبا على حجم الاهتمام والإقبال على انتخابات البلدي الـ11.
وذكر استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عايد المناع ان الشعب الكويتي يعيش الان تحت تأثير تداعيات المشهد السياسي الضبابي الذي لف المنطقة مبينا ان وسائل الاعلام بمختلف انواعها من فضائيات وصحف ومواقع التواصل الاجتماعي لا تزال تحت تأثير تداعيات هذا المشهد.
وأوضح المناع انه بغض النظر عما يدور على الساحة السياسية فان الاقبال في الاصل على المشاركة في انتخابات المجلس البلدي سواء بالترشح او الانتخابات العادية او التكميلية ضعيف ولا يتجاوز المتوسط في افضل الاحوال اذا لم يكن دون ذلك.
واضاف ان نوعية الخطاب السياسي في البلاد جعلت المجلس البلدي لا يتمتع بالحضور الاعلامي الذي يحظى به مجلس الامة الى جانب انه لا يمتلك سلطة تشريعية ورقابية انما يقتصر دوره على الجانب الاستشاري والفني.
واشار الى ان الاحصاءات لانتخابات المجالس البلدية السابقة تشير الى تدني حجم المشاركة والاقبال حيث انحصرت نسبة المشاركة ما بين 30 و 50 في المئة من مجموع الناخبين باستثناء المجلس البلدي الثامن 1999 الذي بلغت نسبة المشاركة فيه 62 في المئة موضحا ان هذه النسبة عادت للانخفاض الى 48.6 في المئة في انتخابات المجلس التاسع 2005 وهذه دلالة على ان مستوى التفاعل مع انتخابات البلدي متدن بشكل عام. واضاف ان نسبة الاقبال على انتخابات المجلس البلدي 2009 التي تزامنت مع انتخابات مجلس الامة انذاك لم تتعد 20.56 في المئة مسجلة اقل نسبة مشاركة في انتخابات المجالس البلدية.
وأوضح ان من اسباب عزوف المرشحين عن الاقبال على انتخابات المجلس البلدي مقارنة بانتخابات مجلس الأمة ملامسة الأخير لحياة المواطن الكويتي وذلك بحكم طبيعة مهام مجلس الامة التشريعية والرقابية وتناوله جميع قضايا الحياة اليومية.
ومن جهته بين استاذ الاعلام بجامعة الكويت الدكتور مناور الراجحي ان قانون البلدية 5/2005أفقد من مكانة المجلس البلدي بعد ان تحول الى جهة استشارية وانتقلت صلاحياته الى سلطة وزير البلدية واصبح دوره يقتصر على ابداء الرأي.
وأضاف الراجحي ان قرب انتهاء انتخابات مجلس الامة والتي لا يفصلها عن انتخابات المجلس البلدي بضعة اسابيع اثر سلبا على الناخبين الذين استنفدوا حماسهم وطاقاتهم ما بين حضور الندوات الانتخابية ومتابعة المرشحين عبر اللقاءات ووسائل الاعلام مما يحجم من مستوى مشاركتهم في الانتخابات البلدية.
وذكر ان من اسباب فتور اقبال الناخبين على انتخابات المجلس البلدي عدم جدية وسائل الاعلام في تسليط الضوء على انتخابات المجلس البلدي مما اثر في توجه الرأي العام وولد حالة من العزوف بينما يكون الاعلام حاضرا بقوة في انتخابات مجلس الامة ونتيجة لذلك أهملت الكثير من التفاصيل المحيطة بطبيعة انتخابات البلدي وتعززت حالة الفتور لدى الناس.