أقام معهد الكويت للابحاث العلمية ورشة عمل متخصصة امس عن «تطبيقات التقنيات النووية في الصناعة» بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي الاولى من نوعها في الكويت.
وقال المدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة والبناء في المعهد الدكتور سالم الحجرف في كلمته ان الورشة التي تقام برعاية مدير عام المعهد الدكتور ناجي المطيري من شأنها ايجاد أرضية خصبة لتبادل الافكار والمساهمة في معالجة قضايا التقنية المرتبطة بقطاع النفط في الكويت.
وأضاف الدكتور الحجرف ان العقود القليلة الاخيرة شهدت تنمية اقتصادية عالمية غير مسبوقة أدت الى ظهور تحديات عظمى مرتبطة بتأمين الاحتياجات الاستراتيجية الناشئة ورأى التحدي كامنا في توظيف هذه التكنولوجيا الواعدة لمعالجة هذه الاحتياجات.
وأوضح ان هناك تطبيقات علمية حديثة وحيوية ظهرت نتيجة الدور الخاص والمتعاظم للتقنيات النووية الحديثة «في الكشف عن مكنونات الاجسام الصلبة وامكانياتها الفريدة ولتصور ما بداخل الهياكل المصمتة والعمليات الحيوية داخل الاجسام المغلقة».
ولفت الى تعدد تلك التطبيقات لاسيما في القطاعين الطبي والصناعي من قبيل فحص وتحليل جسم الانسان وصولا الى دراسة ديناميكية التفاعلات الداخلية لمعالجة النفط الثقيل ضمن نطاق صناعي مشيرا الى ما شهدته التقنيات النووية من تقدم في هذا المجال عقب التقدم في مجال تقنيات الالكترونيات والكشف النووية والمعلومات والمجالات العلمية الاخرى.
وذكر ان قطاع أمن الطاقة يمثل أحد أهم المحركات لهذه التطورات المتسارعة حيث بدأت بعض البلدان انجاز الخطوات الاولى نحو تصميم وتنفيذ برنامج لتأمين مصادر الطاقة المستدامة لتوليد الكهرباء بعد اعتمادها بشكل كبير على مصادر الطاقة التقليدية.
وبين الدكتور الحجرف في موازاة ذلك وجود خطط طموحة للاستفادة من موارد الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة في باطن الارض والسدود وغيرها في وقت ما زالت محطات توليد الطاقة التقليدية المعتمدة على حرق الوقود الاحفوري كالفحم والنفط والغاز تمثل مصادر آمنة ومستقرة على المدى القريب «لكنها مصادر ناضبة وتنفث كميات كبيرة من انبعاثات «سي.او.تو» في الجو». ورأى تلك المؤشرات سببا في وضع أساليب الاستخدام الفعال لموارد الطاقة الاحفورية الناضبة في مقدمة سلم الاولويات ما جعل العديد من دول العالم تفكر جديا بالاستفادة من التقنيات النووية لمواجهة التحديات التنموية. وأشار الى أن الاستفادة من التكنولوجيا النووية والاساليب والتقنيات الحديثة وتطبيقاتها في قطاعات حيوية من الاقتصاد الكويتي في تزايد مستمر منذ تأسيس أول الاساليب التشخيصية والعلاجية الطبية في الكويت منذ اكثر من نصف قرن.
وأكد ان الكويت أدركت مبكرا مزايا تطبيقات التقنيات النووية والنظائر المشعة وتكثيف استخداماتها الطبية لتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي «حيث قام معهد الابحاث من خلال خطته بالتحول استراتيجي بتحديد الاحتياجات الاستراتيجية للبلاد».
ولفت الى ما يمثله معهد الابحاث كنقطة الارتباط للكويت في ما يتعلق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاستناد الى خبرات الوكالة ودورها في دعم المؤسسات والمنظمات الوطنية في مجال الاستخدامات السلمية للتقنيات النووية.
واضاف الدكتور الحجرف انه تم بناء على ذلك اضافة برنامج بحثي جديد مخصص للاستخدامات السلمية للتطبيقات النووية كأحد البرامج البحثية المعتمدة في خطة التحول الاستراتيجي للمعهد ضمن انشطة مركز ابحاث الطاقة والبناء بالمعهد.
وأشار الى انه ضمن هذا البرنامج يتم الاضطلاع بالتطوير المنهجي للقوى العاملة والبنية التحتية التجريبية عبر تعاون وثيق مع الوكالة وجهات بحثية عالمية رائدة منوها بالدور المهم الذي تقوم به الوكالة لناحية انشاء وتعزيز القدرات المحلية للتطبيقات النووية مع التركيز خصوصا على التطبيقات الصناعية.
وقال الدكتور الحجرف ان الكويت وقعت مع الوكالة أيضا من خلال البرنامج القطري على اتفاق رسمي لتنفيذ تنفيذ عدد من المشاريع البحثية التطبيقية كما نفذت عبر دورة البرنامج الحالية «2012/2013» ثمانية مشاريع للتعاون الفني مع الوكالة تركز على معالجة المجالات المتعلقة بتطبيقات التقنيات النووية.
وذكر انها المرة الاولى التي يتم خلالها تنفيذ مشروع التعاون الفني في مجال تكنولوجيا تكرير النفط باستخدام التقنيات النووية مبينا ان المعهد يعد المراحل النهائية لصياغة اطار البرنامج القطري للتعاون مع الوكالة بين «2014 و2019» تركز على التطبيقات الصناعية النووية بمجال صناعة البترول.