
موسكو – «الصباح»: من دون ضجيج إعلامي أو بهرجة دعائية، استطاع عدد من أبناء الكويت الجادين المخلصين أن يجعلوا اسم الكويت على لسان كل شخص من مسلمي روسيا والقوقاز.. ويأتي في طليعة هؤلاء وكيل وزارة الأوقاف الدكتور عادل الفلاح، الذي لمسنا خلال زيارتنا الأخيرة لروسيا، لتوقيع اتفاقية للتعاون الإعلامي بين قناة «الصباح» الإخبارية وتليفزيون «روسيا اليوم»، كيف أسهم هذا الرجل بدور كبير في ربط مسلمي روسيا والقوقاز بالكويت، بحيث باتوا يقدرونها تقديرا عاليا، أميرا وحكومة وشعبا.
وخلال جولتنا التي شملت مناطق عديدة ومؤسسات متنوعة، ولقاءات مع فعاليات مختلفة رأينا اسم الكويت واسم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يترددان في كل مكان، ويقترن ترديد الاسمين على الدوام بالكثير من الامتنان والتقدير، للدور المهم جدا الذي قامت به الكويت في نشر المنهج الإسلامي الصحيح والمستنير، خصوصا بعد أن نجحت جهود د.الفلاح مع الجانب الروسي في التوصل إلى اتفاق لتأسيس مركز الوسطية في روسيا، ووضع الأهداف الرئيسية له، كما تم بالتنسيق مع الكويت تعيين د.فريد أسد الله مديرا لهذا المركز، وكذلك الشروع في تنفيذ عدد من المشاريع المشتركة مع الكويت لنشر الإسلام الوسطي المعتدل.. ومن المؤكد أن اختيار روسيا لنشر مثل هذا المركز كان توجها صائبا وموفقا جدا من قبل وزارة الأوقاف، خصوصا أن روسيا عانت ولاتزال من رواج بعض المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وربطه بالإرهاب، بسبب وقوع بعض الأعمال الإرهابية التي اتهم بارتكابها إسلاميون ينتمون إلى تيارات متطرفة تجنح إلى الغلو وتستبيح الدماء، وتتبنى تفسيرات خاطئة ومشوهة للدين، ولذلك قوبل القرار الكويتي بإنشاء مركز الوسطية الروسي بترحيب وحفاوة كبيرين من جانب المسلمين وغير المسلمين أيضا في هذا البلد الصديق، لما يتوقعونه من أن يسهم إنشاؤه في التكريس لمفاهيم التسامح والتعايش بين الأديان والحضارات والثقافات المختلفة، ومن ثم إشاعة الأمن والاستقرار.
وقد أكد لنا الكثيرون الذين التقيناهم في روسيا أن د.عادل الفلاح قد نجح في أن ينقل تجربة الكويت ونهجها الوسطي الى العالم، مشيرين إلى أن ذلك كان دافعا لتكريمه بأرفع وسام روسي وهو وسام الصداقة الروسي من رئيس الجمهورية السابق «رئيس الوزراء الحالي» ديمتري مدفيديف في الكرملين، كما أشادوا بجهود د.عادل الفلاح في دعم ومساعدة إخوانه مسلمي روسيا على مدى السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، ويقولون أيضا إن مما يلفت النظر ويدعو إلى الاحترام والتقدير أن الفلاح يفعل ذلك من دون ان يتدخل في شؤونهم الداخلية او يفرض عليهم شروطا او يوجه اموالا الى جهات غير مشروعة، فقضيته الأولى والأهم هي دعم ومساعدة اخوانه المسلمين للنهوض بدينهم ونشر ثقافة التسامح والإسلام الوسطي المعتدل، وهذا ما جعله موضع احترام كبير في المجتمع الروسي.
هذه الشهادة لم نسمعها فقط من مسلمي روسيا، وإنما أيضا من الدعاة والموظفين الإداريين الخليجيين العاملين بالمراكز الإسلامية التي تأسست بالتعاون بين روسيا والدول الخليجية، حيث يثنون جميعا على جهود الوكيل الفلاح، مؤكدين أنها آتت أكلها وجعلت أهل هذه البلاد يشعرون بامتنان كبير للكويت ولسمو الأمير وللدعاة الإسلاميين ووزارة الأوقاف.
بل إن مسلمي روسيا الذين تلقوا نبأ صدور المرسوم الأميري بإنشاء المركز الروسي للوسطية بفرح وسرور، وقدموا الشكر الجزيل لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وأشادوا بدعمه الواضح والكبير لنشر الفكر الوسطي المعتدل، أعربوا لنا عن أمنيتهم في أن يسود هذا الفكر الإسلامي الوسطي في سائر بقاع الأرض، لنشر صحيح الدين الإسلامي القائم على الاعتدال وعلى منهج التعايش السلمي والتعاون بين الشعوب والأديان والطوائف المختلفة.