
كشف الخبير الجيولوجي محمود الشنطي، عن مواصلة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية مهمة دراسة واستكشاف الكهوف في مختلف مناطق المملكة، إدراكًا لما تحمله من قيمة علمية وتاريخية وبيئية. ومن أبرز هذه الكهوف: كهف أم جرسان في المدينة المنورة، والذي يُعد أحد الكهوف البركانية الهامة في الجزيرة العربية، وقد كشفت الدراسات فيه عن بقايا عظام وآثار تدل على نشاط بشري وحيواني قديم.
ويوضح الشنطي، أنه تم مؤخرًا الوقوف على استكشافات جديدة، نتطلع إلى النتائج العلمية المنتظرة من دراستها، والتي من شأنها أن تسهم في إثراء المعرفة بتاريخ المنطقة الطبيعي والجيولوجي، وتحرص الهيئة على مشاركة هذه المكتشفات مع الجهات المختصة والعلماء، لتكامل الجهود في توثيق ودراسة هذه المواقع الفريدة، بما يدعم تطوير السياحة الجيولوجية ويعزز حضور المملكة في المجال العلمي على المستويين المحلي والدولي.
وحول دراسة بحثية ضمن مشروع "الجزيرة العربية الخضراء" أشار الجيولوجي يحيى آل مفرح، بأنه نشرت مؤخرًا في مجلة Nature العلمية المرموقة، بإشراف هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة، وبالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك للكيمياء بجامعة ماينز في ألمانيا، بالإضافة إلى خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، اعتمدت الدراسة على أحدث التقنيات العلمية في تحليل النظائر المشعة والثابتة، لتوثيق الأحداث التاريخية من خلال المعلومات المحفوظة في رواسب الكهوف الجيرية، كما استندت إلى كمّ هائل من البيانات المتعلقة بالتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية خلال الثمانية ملايين سنة الماضية.
وذكر آل مفرح، أن النتائج خلصت إلى وجود فترات زمنية رطبة تكررت خلال هذه الحقبة الطويلة، وتشير الأدلة إلى أن بداية التصحر في شبه الجزيرة العربية قد تعود إلى تلك الفترات التي غطّتها الدراسة.