
على بعد نحو 160 كيلو مترا شمال تونس العاصمة يقف جامع عقبة بن نافع الذي تروي جدرانه الوجود الإسلامي الأول في هذه المنطقة من العالم شاهدا على إرث ثقافي عريق لحقبة مفصلية في تاريخ تونس وشمال إفريقيا.
وأسس الجامع العريق الذي أدرج عام 1981 في قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على يد القائد عقبة بن نافع ليكون الجامع الأول الذي بناه المسلمون في شمال إفريقيا ولهذا يسميه بعض المؤرخين (أبو الجوامع).
ويعد الجامع من أضخم المساجد في المغرب الإسلامي وتبلغ مساحته الإجمالية ما يناهز 9700 متر مربع فيما يتسع بيت الصلاة فيه لآلاف المصلين فيما تستند مساحته الكبيرة إلى مئات الأعمدة الرخامية بجانب صحن فسيح الأرجاء تحيط به الأروقة.
وتعد مئذنته من أقدم المآذن في العالم الإسلامي وتتكون من ثلاث طبقات ويصل ارتفاعها إلى 5ر31 متر كما يحتوي على كنوز قيمة فالمنبر يعد تحفة فنية رائعة وهو مصنوع من خشب الساج المنقوش ويشار إليه بأقدم منبر في العالم الإسلامي وما زال موجودا في مكانه الأصلي ويعود إلى القرن الثالث للهجرة أي التاسع ميلادي.