قد يصح الوصف بالفيضانات والسيول التي شهدتها سلطنة عمان فضلا عن الإمارات خلال الأيام الماضية بالتاريخية. إذ لم تشهد المنطقة مثيلا لها منذ ما يقارب 75 سنة.
فقد وثقت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل حجم السيول التي حولت الطرقات في عُمان إلى بحار، فيما غطت سحب سوداء السلطنة، فضلا عن إمارتي دبي وأبوظبي وغيرهما، محولة نهارها ليلاً.
ففي دبي توقفت كافة الخدمات أمس الأول من توصيل الطعام إلى الطيران، قبل أن تستأنف حركة الملاحة لاحقا. وبدت الشوارع المزدحمة عادة، شبه خالية من المركبات، بعد تحذيرات وجّهتها السلطات بعدم الخروج من المنزل "إلا في حالات الضرورة القصوى".
وتعطّلت بعض المصاعد في أبراج مرتفعة بسبب الأمطار، فيما أضاءت ضربات البرق المتتالية الأبنية الشاهقة.
كما تم تفعيل نظام الدراسة والعمل من بُعد في معظم أنحاء البلاد، أمس الأول، لتعلن السلطات لاحقا تمديد القرار حتى أمس الأربعاء.
ودعت السلطات الإماراتية والعمانية إلى الابتعاد عن مناطق جريان الأودية وتجمعات المياه، وتفادي الخروج إلا للضرورة.
بينما أكّدت خبيرة المناخ فريدريكه أوتو، المتخصصة، في تحليل دور تغير المناخ في بعض الظواهر الجوية القصوى، لفرانس برس أنه "من المحتمل جدًا أن تكون الأمطار المدمرة في عُمان ودبي قد أصبحت أكثر غزارة، بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان".
يذكر أنه سبق أن حذّرت السلطات الإماراتية والعُمانية من أن التغيّر المناخي قد يؤدي إلى مزيد من الفيضانات.
كذلك نبهت الأمم المتحدة في تقارير عدة من خطر التغير المناخي على العديد من دول الشرق الأوسط وإفريقيا، متوقعة ارتفاعات في درجات الحرارة بالمستقبل، فضلا عن زيادة حدة وتكرار الفيضانات، وارتفاع منسوب البحار.