
فقدت الأغنية الكويتية أحد روادها برحيل الملحن القدير سليمان الملا بعد صراع مع المرض، حيث كان يرقد في العناية المركزة في مستشفى جابر منذ أسبوعين بعد تعرضه لأزمة صحية شديدة.
الراحل سليمان الملا قدم الكثير من الأغاني والألحان الخالدة في الأغنية الكويتية منذ السبعينيات وحققت تلك الأغاني والألحان شهرة كبيرة، ومنها أغنية «يا نبع الوفا الصافي» ولحن أغنية «وطن النهار» بعد تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي وغيرها من الأغاني التي تغنى بها كبار المطربين مثل عبدالكريم عبد القادر وعبدالله الرويشد ونبيل شعيل ومصطفى أحمد وغريد الشاطي وعبدالمحسن المهنا وآخرين.
الراحل حاصل على دبلوم صناعي في الكلية الصناعية (1972)، وفي العام نفسه عين في وزارة التربية مهندس صوت في التلفزيون التعليمي. متزوج وله 5 أبناء أكبرهم معاذ وأصغرهم ناصر. عشق الفن منذ طفولته، وفي أثناء دراسته في الكلية الصناعية وفق بين الدراسة وتلقي الأصول الفنية، وبعد التخرج زاد اهتمامه بدراسة الموسيقى، بتشجيع من الفنان يوسف البكر، وهو عازف وأحد أقاربه من ناحية والده. يذكر أن سليمان الملا الوحيد من أسرته الذي سلك طريق الفن واستمر فيه وبلغ مرتبة متقدمة في العزف على آلتي العود والكمان إلى جانب الغناء والتلحين. تتلمذ سليمان الملا على يد أحمد علي (خبير في الموسيقى والتراث الغنائي الكويتي) الذي ساهم في تطوير قدراته الفنية في العزف على آلة الكمان وكتابة النوتة الموسيقية، وقد استفاد الملا من أسلوب أستاذه في التدريس وحرصه على أن يصل الطالب الذي يتخرج على يديه إلى مرتبة متميزة، بلغ سليمان الملا هذه المرحلة واستمر في العزف على الكمان 10 أيام متصلة، فقال له أحمد علي: «الآن تستطيع أن تكون بين عازفي فرقة إذاعة الكويت وتبهرهم بعزفك». وانخرط الملا في فرقة الإذاعة الموسيقية وبقي فيها 8 سنوات، استفاد خلالها وأضاف إلى رصيده الفني اصطلاحات موسيقية.