
وأرجع "انهيار خلايا النحل" إلى التغيرات المناخية، مستبعدا فرضية إصابتها بوباء.
بدوره يعزو الباحث في علوم تربية النحل أنطونان أدم هذه الظاهرة إلى الجفاف الذي يضرب المغرب هذا العام، وهو الأسوأ من نوعه منذ 40 عاما.
لكن إلى جانب شح الأمطار، لا يستبعد أن يكون الوضع تفاقم بسبب "هشاشة النحل إزاء الأمراض، والترحال، واستعمال تقنيات لرفع الإنتاجية في ظل سعي البلاد لزيادة منتوجها من العسل"، بحسب الباحث الذي أجرى دراسات على تربية النحل بالجنوب الشرقي للمغرب.
ارتفع إنتاج النحل بمعدل 69 بالمئة خلال عشرة أعوام في المملكة، منتقلا من 4,7 أطنان في 2009 إلى قرابة ثمانية أطنان في 2019، برقم تعاملات يفوق مليار درهم (نحو 100 مليون دولار)، وفق أرقام وزارة الزراعة.
بالنسبة إلى النحّال إبراهيم شتوي "يبقى الجفاف ظاهرة طبيعية، لكن حدته هي التي تثير القلق هذا العام".
ووقع الكارثة مضاعف في قرية إنزركي، إذ يهدد أيضا تراثاً ثقافيا يتمثل في تقنيات التربية الجماعية التقليدية للنحل. وهذه المزرعة عبارة عن بناء بسيط ومعقد في الوقت نفسه، من الطين والخشب، يرتفع على خمس طبقات، مقسمة أفقيا إلى خانات بأحجام متساوية.
داخل كل خانة توضع خلايا النحل الدائرية المصنوعة من قصب، يلفه الطين وروث البقر. وقد تم تصنيف المزرعة أخيراً ضمن لائحة الثرات الوطني.
لكن جوانب من هذا البناء الضخم تتخللها شقوق، ما يثير مخاوف من خطر انهياره. ويرجع الباحث في الجغرافيا الإنسانية حسن بنعليات تدهور هذه المعلمة إلى عدة تحولات طرأت على المنطقة، بينها تحديث وسائل الإنتاج والهجرة القروية، لكن أيضا التغيرات المناخية.
وتراجع عدد العائلات التي ترعى خلايا نحل في هذه المزرعة الجماعية من 80 إلى نحو عشرين فقط حاليا.