
«وكالات» : واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، استهداف المجوعين في قطاع غزة موقعا 34 شهيدا منذ فجر أمس، بينهم 17 من منتظري المساعدات بقصف جوي وبري، وفق مصادر في مستشفيات غزة.
وذكرت مصادر في مستشفى شهداء الأقصى أن 3 فلسطينيين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بدير البلح وسط قطاع غزة صباح أمس.
وأصيب اثنان من منتظري المساعدات بنيران جيش الاحتلال في أثناء تجمعهم قرب مركز للتحكم بالمساعدات فيما يعرف بمحور نتساريم شرق مخيم النصيرات وسط القطاع، وفقا لمصدر في الإسعاف والطوارئ.
وبينما أغارت طائرات الاحتلال على المناطق الشرقية في مدينة غزة بينها حي التفاح، أطلقت آلياته النيران على مخيم البريج وسط القطاع.
وفي السياق، شيع فلسطينيون من مستشفى الشفاء بمدينة غزة جثامين عدد من المواطنين، بينهم أطفال، استشهدوا مساء الأحد بنيران قوات الاحتلال قرب مركز المساعدات في منطقة زيكيم شمالي قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، السبت الماضي، إن حصيلة الضحايا المجوّعين من منتظري المساعدات بلغت 1422 شهيدا، وأكثر من 10 آلاف إصابة منذ 27 مايو الماضي.
وخلّفت الإبادة، بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر 2023 أكثر من 60 ألفا و199 شهيدا وأكثر من 150 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
من ناحية أخرى قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن على إسرائيل أن تطعم الناس في غزة، مشددا على أن بلاده لا تريد أن يتضور الناس في قطاع غزة جوعا وإن أشياء سيئة تحدث هناك في الوقت الحالي.
وفي تصريحات أدلى بها في ولاية بنسلفانيا مساء الأحد بالتوقيت المحلي، قال ترامب إن بلاده تريد أن يحصل الناس في غزة على الطعام، مؤكدا أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تفعل ذلك حقا وتوفر المال لهذا الغرض، على حد قوله.
وفي أحدث فصول مأساة التجويع الممنهج، أكدت وزارة الصحة في غزة وفاة ستة فلسطينيين نتيجة التجويع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد ضحايا المجاعة في القطاع الفلسطيني إلى 175 شهيدًا، بينهم 93 طفلًا.
من جانب آخر أفادت مصادر طبية باستشهاد 56 من الباحثين عن غذاء عند مراكز توزيع المساعدات، ليرتفع عدد من استشهدوا بنيران وقصف الاحتلال منذ فجر الأحد إلى 92.
من جانبه قال سليم عويس المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، إن أكثر من 5 آلاف طفل في غزة أصيبوا بسوء التغذية خلال النصف الأول من يوليو الماضي. وشدد المتحدث على ضرورة الإسراع في توفير كل الظروف لإدخال المساعدات المتنوعة إلى القطاع.
من ناحيته، طالب المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» عدنان أبو حسنة بإدخال 600 شاحنة مساعدات على الأقل إلى قطاع غزة يوميا والسماح لموظفي الوكالة بإدارة نقاط التوزيع، وقال للجزيرة إن إسرائيل تسمح بدخول 30 إلى 40 شاحنة فقط، وعبر طرق غير آمنة.
وفي بُعدٍ آخر من أبعاد معاناة سكان القطاع، حذرت الأمم المتحدة من أن الأغلبية الساحقة من أهالي غزة غير قادرين على الوصول إلى مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن 96 في المئة من الأسر في غزة تواجه انعدام الأمن المائي، وإن 90 في المئة من السكان غير قادرين على الوصول إلى مياه الشرب،، فضلا عن أن 3 من كل 4 غزيين يواجهون صعوباتٍ في الوصول إلى دورات مياه.
من جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق، الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على إنهاء قضية الأسرى المحتجزين في قطاع غزة بقتلهم جوعا بعد أن عجز عن معرفة أماكنهم وقتلهم قصفا.
وأعرب الرشق -في بيان على تليغرام- عن أسفه أن يصل الجوع إلى أسرى الاحتلال، لكنه حمل نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- وحكومته وحدهم المسؤولية الكاملة عن ذلك، فهم من شنوا حرب التجويع والتعطيش ضد الشعب الفلسطيني، فامتدت آثارها لتصيب أسراهم أيضا.
وذكر الرشق أن المقاومين يعاملون أسراهم انطلاقا من تعاليم دينهم وقيم إنسانيتهم، فيطعمونهم مما يأكلون، ويسقونهم مما يشربون، كما هو حال كل أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن العالم شهد في عمليات التبادل السابقة، كيف خرج أسرى الاحتلال من قبضة المقاومة بكامل صحتهم الجسدية والنفسية، أما اليوم، فإنهم يعانون الجوع والهزال وفقدان الوزن، تماما كما يعانيه آسروهم، في مشهد واحد يجمعهم مع أهالي غزة المحاصرين.
وقال الرشق إن صور الجوع في وجوه أطفال غزة وشيوخها ونسائها، قبل صورة الجندي أفيتار دافيد، هي الرد الدامغ على كل من ينكر وجود المجاعة في غزة.
والأيام الماضية، نشرت المقاومة الفلسطينية، مقاطع فيديو للأسيرين الإسرائيليين أفيتار دافيد وروم بارسلافسكي، حيث ظهرا وهما يعانيان من فقدان شديد في الوزن نتيجة استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها تل أبيب في غزة.
من جانب آخر وجه الجنرال احتياط إسحاق بريك نداء عاجلا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالبا إياه بالتدخل الفوري وفرض وقف الحرب في غزة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل الإفراج عن الأسرى، والشروع في إعادة بناء إسرائيل وإنقاذها من «التفكك والانهيار الوشيك».
وفي مقاله المنشور بصحيفة هآرتس أمس الاثنين، اعتبر بريك، القائد السابق للفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي وقائد الفيلق الجنوبي، والمفوض الأسبق لشكاوى الجنود، أن القيادة الإسرائيلية الحالية «فقدت عقلها تماما» وأنها تقاتل من أجل بقائها السياسي وليس من أجل استمرار وجود الدولة، مضيفا أنها ستُسجّل في تاريخ إسرائيل «بالخزي والعار» بسبب ما وصفه بالفشل الإستراتيجي والكارثي في إدارة الحرب على غزة.
وأوضح بريك أن الحكومة تروج يوميا لخيارين وهميين لحسم الوضع في غزة، الأول: أن يسيطر الجيش الإسرائيلي على كامل القطاع ويقيم فيه إدارة عسكرية، مع ضم أراضٍ منه واستبدال حكم حماس.
والثاني: أن ترضخ حماس وتفرج عن الأسرى من دون التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب. واعتبر أن هذين الخيارين غير واقعيين على الإطلاق، ولا يطرحهما سوى «وزراء جهلة لم يدركوا حقيقة ما يجري في الميدان».
وبشأن الخيار الأول، أكد بريك أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على السيطرة الكاملة على قطاع غزة، ولا على إدارة حكم عسكري فيه، نظرا لصغر حجم قواته البرية وإرهاقها الشديد بعد شهور من القتال.
وأوضح أن القوات، حتى حين تدخل مناطق مثل بيت حانون، لا تسيطر عليها بالكامل، بل توجد في نقاط محدودة، ولا تتحرك بحرية، وتتعرض بشكل مستمر لعبوات ناسفة وعمليات قنص توقع قتلى وجرحى.
وأضاف أن بقاء هذه القوات مدة طويلة لإدارة حكم عسكري أمر غير ممكن، لعدم وجود قوات بديلة تحل محلها، مما يجبرها على الانسحاب في نهاية المطاف.
أما فكرة ضم أراضٍ من غزة، فاعتبرها الجنرال «انتحارا سياسيا» وقطعا نهائيا للعلاقات الدولية لإسرائيل، مؤكدا أن العالم يقف اليوم تقريبا بالإجماع ضد تل أبيب.
وأشار إلى أن العديد من الدول أعلنت بالفعل أنها ستدعم في سبتمبر المقبل مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ليس بالضرورة إيمانا بهذا الحل، بل كرد فعل عقابي على سياسة إسرائيل في القطاع.
وأضاف أن إسرائيل بدأت تشعر فعلا بوطأة المقاطعات الاقتصادية والثقافية وعزلتها المتزايدة عن المحافل الدولية، محذرا من أن الكراهية المتأججة لكل إسرائيلي أينما كان أصبحت واقعا ملموسا، وأن الدولة باتت منبوذة ومرفوضة مع ما لذلك من تبعات خطيرة لعقود مقبلة.
وبشأن الخيار الثاني، شدد بريك على أنه لا يوجد أي احتمال أن توافق حماس على الإفراج عن الأسرى من دون وقف الحرب، إذ إن ورقة قوتها الأساسية هي هؤلاء الأسرى، ولن تتخلى عنهم بلا ثمن سياسي يتمثل في إنهاء القتال.
وختم بريك مقاله بالقول إن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يقودها «تيار متطرف» برئاسة نتنياهو، قد أوصلت الدولة إلى طريق مسدود ونهاية وجودها ككيان سياسي فاعل، داعيا إلى استبدالها فورا، ومجددا مناشدته لترامب أن «يتصرف بسرعة قبل فوات الأوان».
من جانب آخر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، أمس الاثنين، «لقد أصبحنا دولة منبوذة»، مضيفا أن ما يحدث في غزة أمر غير مقبول ولا يغتفر.
وأضاف في تصريحات لصحيفة بوليتيكو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتدخل في مرحلة ما (بسبب ما يحصل في غزة).
ونبّه أولمرت إلى أن إسرائيل تخسر دعم حلفائها التقليديين، بما في ذلك ألمانيا التي تواجه ضغوطا داخلية لفرض عقوبات على تل أبيب، والولايات المتحدة التي عبّر رئيسها دونالد ترامب عن قلقه من «مجاعة حقيقية» في غزة، رغم تحميله حماس مسؤولية تعثر المفاوضات، على حد قوله.
ووصف اتهام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بمعادة السامية أو دعم الإرهاب بأنه سخيف، لافتا إلى أن «نتنياهو وآخرين في الائتلاف يستخدمون هذا الاتهام لمحاولة الدفاع عن أنفسهم ضد الاتهامات المبررة باستخدام القوة المفرطة».
وأوضح رئيس الوزراء الأسبق «نحن نفقد الدعم الدولي الذي ربط إسرائيل بأقوى وأهم وأرقى القوى في العالم الغربي».
واعتبر أن هناك فجوة متزايدة الاتساع بين ما فعلته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول وما ترتكبه إسرائيل الآن بحق الفلسطينيين.
وأردف أولمرت أن «هناك شركاء فلسطينيين للتفاوض معهم، لكن إسرائيل تقوض الفلسطينيين المعتدلين باستمرار»، وعبر عن قلقه من أن تكون الخطوة التالية ضم غزة وحتى الضفة الغربية.
ودافع أولمرت، سابقا، عن الحرب الإسرائيلية على غزة، ورفض «اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب»، لكن موقفه تطوّر مع تصاعد أعمال الإبادة «بما في ذلك القتل الجماعي للمدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، والتجويع المتعمد لسكان غزة من خلال منع وصول الغذاء والمساعدات الطبية».
من ناحية أخرى أفادت مصادر فلسطينية صباح أمس الاثنين باستشهاد فلسطينيين اثنين في اشتباكات قرب بلدة قباطية شمال الضفة الغربية، في حين ذكرت هيئة فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا خلال يوليو الماضي 1821 اعتداء في الضفة.
وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت منشأة زراعية تحصن داخلها مقاومون في بلدة قباطية جنوب جنين، مما أدى إلى هدمها وتدميرها بالكامل.
وأكدت مصادر استشهاد الشاب يوسف العامر من مخيم جنين بنيران الاحتلال خلال وجوده قرب بلدة قباطية واحتجاز جثمانه، قبل العثور على جثمان شهيد ثان في المنطقة ذاتها.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش قتل فلسطينيا مطاردا واعتقل آخر قرب بلدة قباطية.
وبث ناشطون لقطات تظهر وقوع اشتباكات في محيط المنزل المحاصر.
من جهتها، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد يوسف العامر مؤكدة أن اغتيال المقاومين في الضفة الغربية لن يضعف إرادة المقاومة بل يزيد شبابها إصرارا على المواجهة.
وقالت الحركة إن الاحتلال يواصل محاولاته البائسة لاستهداف المقاومة عبر الاغتيالات والاعتقالات وتصعيد إرهابه.
ودعت حماس أبناء الضفة الغربية لاحتضان المقاومين والوقوف إلى جانبهم، مع التشديد على ضرورة تصعيد المقاومة ومواجهة الاحتلال ومستوطنيه.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 فلسطينيين بينهم فتى جريح، بعد دهم منازل ذويهم وتفتيشها جنوب بيت لحم.
واعتقلت قوات الاحتلال 7 فلسطينيين من الخليل، عقب اقتحام منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
كما استولت قوات الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل على مركبتين لفلسطينيين.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة رام الله وعدة قرى وبلدات، وشنت حملة مداهمات واعتقالات.
وأظهر تقرير فلسطيني، الأحد، أن إسرائيل اعتقلت نحو 18 ألفا و500 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، منذ أن بدأت حرب الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر2023.