
«وكالات» : أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 62 فلسطينيا في غارات إسرائيلية منذ فجر أمس الثلاثاء، نصفهم قضوا في مجازر قرب مخيم النصيرات وسط القطاع، في وقت استهدفت فيه قوات الاحتلال مجددا حشود المجوّعين عند مراكز التحكم بالمساعدات مما أسفر عن شهداء ومصابين.
وقالت المصادر الطبية إن بين الشهداء الجدد 16 تعرضوا لإطلاق النار بينما كانوا يحاولون الحصول على مساعدات.
وكانت مصادر في مستشفى العودة قالت في وقت سابق أمس إن 30 فلسطينيا -بينهم 26 طفلا وامرأة- استشهدوا في قصف إسرائيلي الليلة الماضية على منازل في المخيم الجديد شمال النصيرات.
وأضافت المصادر الطبية إن أغلب الشهداء وصلوا إلى المستشفى أشلاء.
ودمرت الغارات الإسرائيلية المنازل المستهدفة على رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار، وبحسب شهادات الأهالي فإن عددا من السكان ما زالوا مفقودين تحت ركام المنازل المدمرة.
ويأتي القصف العنيف على المخيم الجديد شمال النصيرات بعد يوم شهد مجازر جديدة كان من ضحاياه عشرات المجوّعين جرى استهدافهم وهم يحاولون الحصول على بعض الطعام في جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية إن القصف المدفعي تجدد صباح أمس شمال مخيم النصيرات.
كما استهدفت طائرات مسيّرة إسرائيلية المنازل في مخيم البريج القريب.
في غضون ذلك، أفاد مستشفى العودة باستشهاد 13 وإصابة أكثر من 100 من المجوّعين الساعين للحصول على الطعام بنيران جيش الاحتلال قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة.
وبالتزامن تقريبا، أصيب 10 جراء قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين كانوا ينتظرون الحصول على طعام في مفترق النابلسي بمدينة غزة.
كما أفاد مجمع ناصر الطبي في خان يونس باستشهاد 7 وإصابة آخرين جراء إطلاق الاحتلال النار على حشد في منطقة الشاكوش قرب نقطة للتحكم بالمساعدات شمال غرب مدينة رفح.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن نيران الاحتلال أوقعت 22 شهيدا و199 مصابا من طالبي المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية.
وفي تطورات أخرى، استشهد 5 وأصيب آخرون إثر الاحتلال منزلا في منطقة النديم بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وقد قصفت مدفعية الاحتلال صباح أمس المناطق الشرقية والجنوبية لمدينة غزة بما فيها حيا الشجاعية والزيتون.
وفي وقت مبكر أمس، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي على شقة سكنية غربي مدينة غزة.
وفي جنوب القطاع، أفاد مجمع ناصر الطبي في خان يونس باستشهاد 4 في قصف إسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب المدينة.
كما أطلقت الدبابات الإسرائيلية النار على منطقة المواصي التي تمتد جنوبا غرب رفح.
وكانت قوات الاحتلال استهدفت حشدا من المجوّعين قرب أحد مراكز التحكم بالمساعدات التي تديرها ما تسمى «مؤسسة غزة الإنسانية» قرب مدينة خان يونس مما أسفر عن عشرات الشهداء والمصابين.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صورا قالت إنها تظهر تكدس جثامين الشهداء من المجوّعين في مجمع ناصر بخان يونس بعد استهداف الاحتلال منتظري المساعدات.
وكانت مصادر في مستشفيات جنوب غزة قد أعلنت عن استشهاد 10 فلسطينيين على الأقل وإصابة نحو 40 في قصف إسرائيلي على منطقتي الياباني والمواصي غربي خان يونس.
وفي حصيلة جديدة نشرتها أمس، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت 113 شهيدا و637 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، مما يرفع إجمالي الضحايا منذ بدء العدوان إلى أكثر من 60 ألف شهيد ونحو 146 ألف مصاب.
وكانت مستشفيات غزة أفادت باستشهاد 92 شخصا بنيران جيش الاحتلال الاثنين، بينهم واحد 40 من المجوّعين.
ومنذ استئناف العدوان على غزة في مارس الماضي، استشهد أكثر من 8700 فلسطيني وأصيب 33 ألفا آخرون، وبين الضحايا 1179 شهيدا و8 آلاف مصاب من منتظري المساعدات، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في القطاع.
من جهة أخرى دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الثلاثاء إلى تصعيد الحراك الجماهيري العالمي يوم الأحد الثالث من أغسطس المقبل، نصرة لغزة والقدس والمسجد الأقصى والأسرى الفلسطينيين.
وشددت حماس -في بيان- على ضرورة استمرار التحركات الشعبية والدولية في مواجهة «العدوان والإبادة والتجويع الصهيوني الممنهج بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة».
وأكدت الحركة أهمية تصعيد المظاهرات والاعتصامات أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية وسفارات الدول الداعمة للاحتلال في جميع أنحاء العالم، حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء والمرضى.
وقالت حماس إن استجابة الشعوب لهذه الدعوة «وفاء لدماء القادة الشهداء»، مطالبة بجعل هذا اليوم حراكا وطنيا وعربيا وإسلاميا وعالميا متواصلا، يتضمن كل أشكال الضغط السياسي والدبلوماسي والشعبي، لإنهاء ما وصفته بـ»حرب الإبادة والتجويع» في قطاع غزة.
وشهدت عدة مدن حول العالم خلال الأسبوع الماضي مظاهرات حاشدة وغاضبة، تنديدا بسياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة، واحتجاجا على الدعم الأمريكي المتواصل لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها تل أبيب على الفلسطينيين في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
ويعيش قطاع غزة في الوقت الراهن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ، إذ انتشرت المجاعة في ظل حصار مشدد تفرضه إسرائيل منذ أكثر من 10 أشهر، والذي اشتد بعد الإغلاق الكامل للمعابر في الثاني من مارس.
وقد أدى هذا الحصار إلى تفشي سوء التغذية الحاد، لا سيما بين الأطفال والمرضى، مع تسجيل وفيات نتيجة الجوع في مناطق متفرقة من القطاع، في ظل عجز المستشفيات عن توفير الرعاية الطبية وانهيار البنية التحتية للقطاع الصحي.
وأسفرت حرب الإبادة عن أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، وسط دمار واسع ونزوح جماعي لمئات الآلاف من السكان، وحرمان مئات العائلات من أبسط مقومات الحياة.
من جهة أخرى استشهد فلسطينيان أحدهما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي والثاني برصاص مستوطنين في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بينما شنت قوات الاحتلال فجر أمس الثلاثاء حملة اعتقالات واسعة في عدة مناطق بالضفة، من بينهم أسرى محررون في صفقة التبادل الأخيرة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن الهيئة العامة للشؤون المدنية (جهة الاتصال مع الجانب الإسرائيلي) أبلغتها «باستشهاد الشاب محمد سامر سليمان الجمل (27 عاما) برصاص الاحتلال عند مدخل مدينة الخليل الشمالي».
وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، أن فلسطينيا ألقى حجرا باتجاه قواته خلال «نشاط عملياتي» في مدينة الخليل، مضيفا أن الجنود أطلقوا النار عليه بزعم «إزالة التهديد»، دون وقوع إصابات في صفوفهم.
وسبق ذلك استشهاد فلسطيني برصاص مستوطنين خلال اعتدائهم على قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وقال تلفزيون فلسطين الرسمي إن «الشاب عودة محمد خليل الهذالين (31 عاما)، استشهد جراء هجوم شنّه مستوطنون على القرية».
وأشار إلى أن الهذالين يعمل مدرسا في مدرسة الصرايعة الثانوية في البادية بمسافر يطا، وهو أب لـ3 أطفال، أكبرهم يبلغ من العمر 6 سنوات.
وأوضحت أنه شارك في التصدي للمستوطنين مع الأهالي أثناء أعمال تجريف إسرائيلية في أراضٍ فلسطينية بخربة أم الخير، حيث أطلق أحد المستوطنين النار عليه وقتله، في حين أُصيب فلسطيني آخر بعد أن اعتدى عليه مستوطن باستخدام «شاكوش»، وفق المصدر ذاته.
وفي وسط الضفة الغربية، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن مستوطنين مسلحين هاجموا منطقتي «المناطير» و«الكسارة» شرق بلدة كفر مالك شرق رام الله، ومزارع دجاج على أطراف البلدة، وتصدى لهم شبان عُزّل من القرية، قبل أن يطلق المستوطنون الرصاص، مما أدى إلى إصابة شاب فلسطيني برصاصة في يده.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، فقد نفذ المستوطنون خلال النصف الأول من العام الجاري 2153 اعتداءً، تسببت في استشهاد 4 مواطنين.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، مما أدى إلى استشهاد 1008 فلسطينيين على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
وفي سياق متصل، قالت مصادر فلسطينية للجزيرة إن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات الفلسطينيين، بينهم أسرى محررون في صفقة التبادل، خلال مداهمات بمناطق عدة في الضفة.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الفوار جنوب الخليل بالضفة الغربية ونفذت حملة اعتقالات واسعة.
وفي رام الله، قال المركز الفلسطيني للإعلام إن «قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر إبراهيم عبد الله صالح وعمرو موسى صالح وعلاء محمد العاروري بعد اقتحام منازلهم في عارورة شمال غرب رام الله فجر أمس».
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم الجلزون للاجئين شمال المدينة وشرعت بعمليات دهم واعتقال وتفتيش عدة منازل.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، 12 شابا من حاجز عسكري قرب مفرق قرية دير نظام شمال غربي رام الله.
وفي طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال الشقيقين براء وهمّام فتحي قرعاوي من مخيم نور شمس.
وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب مهدي احمد طقاطقه، بعد دهم منزل ذويه وتفتيشه.
كما اعتقلت قوة خاصة من جيش الاحتلال في نابلس الشاب عماد الحبش بعد اقتحام منزله في منطقة رأس العين.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 10 آلاف و800 فلسطيني، بينهم قرابة 450 طفلا و50 أسيرة، و3629 معتقلا إداريا، وفق معطيات رسمية فلسطينية، لا تشمل آلاف حالات «الإخفاء القسري» لمعتقلين من قطاع غزة.