
«وكالات» : أكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد أكثر من 900 فلسطيني -بينهم 71 طفلا- بسبب الجوع وسوء التغذية، إضافة إلى 6 آلاف مصاب من الباحثين عن لقمة العيش منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
وفي أحدث مجازر الاحتلال الإسرائيلي استشهد 67 فلسطينيا -بينهم 63 من طالبي المساعدات- وأصيب عشرات آخرون في مجزرة ارتكبها الاحتلال في منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة صباح أمس الأحد.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا في قطاع غزة، وأكدت أن الأطفال يموتون جوعا أمام عدسات الكاميرات.
وأشارت الوزارة إلى أن المجاعة في القطاع وصلت إلى مستويات كارثية، حيث يواجه أكثر من مليوني إنسان الجوع في ظل استمرار منع دخول المساعدات الغذائية والدوائية.
وأوضحت الوزارة أن ما يمارسه الاحتلال من منع إمدادات الدواء أدى إلى انهيار الوضع الصحي في القطاع بالكامل.
ووجهت صحة غزة نداء عاجلا طالبت فيه الجهات المعنية بالضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات، لافتة إلى أن «العالم صم آذانه عن صرخات الأطفال المجوعين في قطاع غزة».
ووسط تفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة أعلنت مصادر طبية استشهاد الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح جراء مضاعفات سوء التغذية، في وقت يعاني فيه القطاع من حصار خانق وانهيار شبه كامل في النظام الصحي والخدمات الأساسية.
كما أفادت إدارة مستشفى ناصر الطبي في خان يونس بأن الطفل يحيى فادي النجار (3 أشهر) توفي قبل يومين بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر الحليب وبدائله، ووصل الطفل إلى المستشفى في حالة حرجة للغاية، قبل أن يفارق الحياة في قسم العناية المركزة.
كذلك، أُدخل الصحفي الفلسطيني محمد أبو سعدة إلى مستشفى الشفاء في غزة بعد أن تدهورت حالته الصحية نتيجة الجوع الشديد، وفق مصادر طبية.
وقالت وزارة الصحة إن الطواقم الطبية في معظم مستشفيات القطاع إضافة إلى المرضى لم يتناولوا أي طعام لمدة 24 ساعة متواصلة، مما ينذر بانهيار القدرة التشغيلية للمرافق الصحية وتفاقم خطر الوفاة بين الجرحى والمرضى الذين يعتمدون على الرعاية الطبية المستمرة.
كما أطلق مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة نداء استغاثة، معلنا تلقي مناشدة عاجلة لمساعدة نحو 100 شخص من ذوي الإعاقة في مركز إيواء بدير البلح، حيث يعيشون في ظروف قاسية مع انعدام الدعم والرعاية اللازمة.
ميدانيا، أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد عشرات الفلسطينيين بنيران جيش الاحتلال منذ فجر أمس الأحد، فقد استشهد 63 فلسطينيا وأصيب العشرات من طالبي المساعدات بنيران جيش الاحتلال في منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز توزيع مساعدات، وفق مصادر في مستشفى الشفاء.
وفي شمال رفح، أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين إثر إطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات في المنطقة، في حين تواصل القوات الإسرائيلية عمليات نسف منازل بحي الشجاعية شرق غزة، وسط قصف مدفعي مكثف على المناطق الشرقية للمدينة.
وشهدت سماء مدينة غزة وشمال القطاع تحليقا منخفضا للطائرات الحربية الإسرائيلية، في حين أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات جديدة لسكان جنوب غرب دير البلح وسط القطاع بالإخلاء.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان على منصة إكس إن المناطق المأهولة ومخيمات النازحين في 6 مناطق سكانية مطالبة بالإخلاء الفوري، داعيا السكان إلى التوجه نحو منطقة المواصي جنوب القطاع.
واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه الإنذارات هي الأولى من نوعها منذ استئناف الحرب على قطاع غزة، وتكشف نية الجيش توسيع عملياته البرية في مناطق لم يكن قد دخلها سابقا، خصوصا وسط القطاع الذي يشهد كثافة سكانية ويضم مخيمات نزوح كبيرة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، مما أسفر حتى اللحظة عن استشهاد وإصابة أكثر من 198 ألف فلسطيني -معظمهم من الأطفال والنساء- إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود.
وحذرت مؤسسات فلسطينية ودولية من أن القطاع يمر حاليا بأسوأ مراحل المجاعة نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية.
من جهته أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس الأحد تحذيرا وصفه بـ»العاجل والخطير»، مؤكدا أن قطاع غزة يقترب من «مرحلة الموت الجماعي» بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، في إطار سياسة تجويع ممنهجة ضد سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
وأوضح البيان أن إسرائيل تمارس سياسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين من خلال منع إدخال حليب الأطفال والدواء والوقود وتشديد الحصار بشكل كامل في ظل نفاد تام للغذاء، مشيرا إلى أن «العالم يتفرج على ذبح غزة وقتلها بالتجويع والإبادة دون أن يحرك ساكنا».
وأضاف المكتب أن القطاع «أمام أكبر مجزرة جماعية في التاريخ الحديث»، مشددا على أن «أكثر من 1.1 مليون طفل باتوا عرضة لخطر الموت جوعا».
من جهة أخرى اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى -أمس الأحد- من جهة باب المغاربة، وقاموا بجولات استفزازية في باحاته تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلية، وفق ما أفادت به مصادر للجزيرة. في غضون ذلك، قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أحرقت منازل عدة في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وفي جنوب الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس بلدة الشيوخ شمال الخليل.
يأتي ذلك وسط دعوات لإضراب شامل في جميع محافظات الضفة -أمس الأحد- نصرة لغزة ورفضا لسياسة التجويع التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.
ودأب المستوطنون في الأشهر الأخيرة على تكثيف اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحماية القوات الإسرائيلية، إذ أدى العشرات منهم، قبل نحو أسبوعين، طقوسا تلمودية واستفزازية في باحات المسجد.
والأسبوع الماضي، أحرق مستوطنون عشرات المركبات وحاولوا إحراق منزلين خلال هجوم نفذه العشرات منهم في قرية بُرقة شرق رام الله بالضفة الغربية، تزامنا مع اقتحامات ومداهمات نفذها الاحتلال في مناطق عدة بالضفة.
وبالتوازي مع حرب الإبادة على غزة، ارتفع عدد الشهداء في الضفة والقدس إلى نحو ألف فلسطيني، و7 آلاف مصاب، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
من جهة أخرى أعلنت المقاومة الفلسطينية في غزة أمس الأحد تنفيذ المزيد من العمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت كتائب القسام إنها استهدفت بالاشتراك مع سرايا القدس 3 دبابات ميركافا إسرائيلية بعبوتي شواظ وثاقب وقذيفة تاندوم في الشجاعية.
وأعلنت القسام أيضا أن مقاوميها قنصوا جنديا إسرائيليا كان يعتلي دبابة ميركافا في محيط مدرسة الناصرة بحي الشجاعية شرقي غزة.
وتتالت في غزة عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي متسببة في مقتل وجرح العديد من الجنود.
وتقر إسرائيل باستمرار بسقوط قتلى وجرحى من جنودها في عمليات تصفها بالصعبة.
وفي السياق ذاته، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بسحب لواءي المظليين والكوماندوز التابعين للفرقة 98 من قطاع غزة.
وقالت الهيئة إن الجيش يتحدث عن 5 فرق تناور داخل قطاع غزة، لكن العدد الفعلي أقل من ذلك بكثير.
وأضافت أن لواء المظليين يبدأ هذا الأسبوع مهام استبدال قوات الاحتياط في الضفة الغربية.
ووفق تقارير إسرائيلية، قتل نحو 900 جندي وضابط إسرائيلي منذ بداية 7 أكتوبر 2023.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
من ناحية أخرى أصدر الجيش الإسرائيلي، الأحد، أوامر بإخلاء مناطق في وسط قطاع غزة مكتظة بالنازحين الفلسطينيين، بينما قال مسعفون إن 30 فلسطينيا على الأقل قتلوا في انتظار المساعدات مع تزايد الجوع.
وأثار طلب الإخلاء العسكري الذي قد يشير إلى هجوم وشيك على أحياء في دير البلح قلق عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يخشون من احتجاز أقاربهم هناك.
ودمرت الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من 21 شهرا جزءا كبيرا من غزة، وهناك مخاوف من تسارع وتيرة الجوع.