
في اليوم الثاني عشر من التصعيد، تبادلت إسرائيل وإيران الضربات في الساعات الأخيرة قبل سريان وقف إطلاق النار، ما أسفر عن سقوط 4 قتلى بهجوم صاروخي في بئر السبع جنوب إسرائيل، وتسعة قتلى بغارات على إيران.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إسرائيل وإيران انتهكتا وقف إطلاق النار الذي جرى الإعلان عنه في وقت سابق اليوم، مؤكداً عدم رضاه عن البلدين.
وفي حديث للصحفيين قبل مغادرته لحضور قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، قال ترامب إن إسرائيل «انسحبت» فور موافقتها على الاتفاق.
وذكر الرئيس الأمريكي، أن القدرات النووية الإيرانية انتهت.
وطالب ترامب إسرائيل بـ»عدم إلقاء هذه القنابل» على إيران، وكتب على منصته «تروث سوشال» «إسرائيل، لا تلقي هذه القنابل»، مضيفا «إذا قمت بذلك فسيمثل الأمر انتهاكا كبيرا. أعيدي طياريك إلى بلادهم، فورا!».
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن أن إيران وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق، قال ترامب: «جاءتني إسرائيل وإيران، في آنٍ واحد تقريبًا، وقالتا: سلام».
وأضاف: «عرفت أن الوقت قد حان. العالم، والشرق الأوسط، هما الرابحان الحقيقيان. سيشهد كلا البلدين حبا وسلاما وازدهارا هائلين في مستقبلهما».
وتابع: «لديهما الكثير ليكسباه، لكنهما سيخسران الكثير إذا انحرفا عن طريق البر والحق. مستقبل إسرائيل وإيران لا حدود له، ومليء بالوعود العظيمة. بارك الله فيكما».
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده قبلت وقف إطلاق النار بعدما «حققت أهدافها من الحرب»، لكن في وقت لاحق قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق صواريخ من إيران وهو ما عده وزير الدفاع يسرائيل كاتس «انتهاكاً» لوقف النار وأمر الجيش بالرد بقوة.
وتبادلت إسرائيل وإيران،أمس الثلاثاء، الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، بعد ساعات قليلة من دخول اتفاق الهدنة بين الجانبين حيز التنفيذ.
وقال التلفزيون الإيراني، أمس الثلاثاء، إن إسرائيل نفذت ضربات بعد إعلان وقف إطلاق النار.
واتهم متحدث باسم القيادة العسكرية الإيرانية، إسرائيل بشن ضربات في إيران حتى الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي.
ويأتي هذا بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن أنظمة الدفاع لديه رصدت صواريخ تم إطلاقها من إيران باتجاه البلاد، بعد ساعتين ونصف من بدء وقف إطلاق النار.
ونفى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي، الثلاثاء، إطلاق أي صاروخ نحو إسرائيل في الساعات الأخيرة.
من جانبها، قالت وكالة «تسنيم» الإيرانية إن «ادعاء إطلاق صاروخ من قبل إسرائيل والحرب النفسية جاءت لإنشاء ازدواجية بين الدبلوماسية والميدان».
وأضافت: «تم نفي ادعاء إطلاق الصاروخ من قبل إيران، لكن المسألة هي لماذا يُطرح مثل هذا الادعاء في هذه الساعات الأولى بعد إعلان نهاية الاشتباك».
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أوامره للجيش بالرد على ما وصفه بـ»الخرق الإيراني» لاتفاق وقف إطلاق النار، عقب ما قال إنه هجوم صاروخي شنّته إيران على مناطق في شمال إسرائيل، بعد ساعات فقط من دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن بلاده سترد «بقوة» على الانتهاك الإيراني، مضيفا أن «طهران تتحمل المسؤولية الكاملة عن تصعيد جديد يهدد الاستقرار».
وتابع كاتس: «وجهت الجيش بالرد بقوة على انتهاك إيران لوقف إطلاق النار بضربات مكثفة ضد أهداف في قلب طهران».
وبحسب بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، فقد تم رصد إطلاق صواريخ من داخل الأراضي الإيرانية باتجاه عدة مناطق في شمال إسرائيل، لا سيما في الجليل.
على صعيد متصل توعد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زمير، بتوجيه ضربات قوية بعد «الخرق الإيراني الجسيم» لوقف إطلاق النار.
وبعد بعد 12 يوماً من المواجهات غير المسبوقة بين البلدين إلا أن خسائر الأيام الماضية كانت باهظة على الطرفين بنسب متفاوتة.
فقد كلفت الحرب إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا، إذ تعتبر كلفة الصواريخ الاعتراضية التي تتصدى للصواريخ والمسيرات الإيرانية كبيرة جداً، وتصل تكلفتها إلى 200 مليون دولار يوميًا، وفق تقديرات خبراء.
فنظام «مقلاع داود» الذي يسقط الصواريخ قصيرة وطويلة المدى، كلف حوالي 700 ألف دولار في كل مرة تم تنشيطه، وفقًا ليهوشوا كاليسكي، الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
وقال كاليسكي إن نظام أرو 3، وهو نظام آخر استخدم خلال المواجهات، لإسقاط الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، كلف حوالي 4 ملايين دولار لكل اعتراض واحد، حسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».
أما النسخة الأقدم من أرو، المعروفة باسم أرو 2، فكلف حوالي 3 ملايين دولار لكل اعتراض.
في حين قدرت كلفة إصلاح المباني المتضررة في إسرائيل لاسيما تل أبيب وحيفا وبئر السبيع بأكثر من 400 مليون دولار.
بينما سجل مقتل ما يقارب 30 إسرائيلياً خلال المواجهات.
وأعلن وزير الصحة الإيراني محمد ظفرقندي أمس الثلاثاء مقتل 606 أشخاص وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين منذ بدء هجوم الاحتلال الإسرائيلي في ال13 من يونيو الجاري.
ونقلت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية عن ظفرقندي القول إن «606 أشخاص قتلوا منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي من بينهم 107 أشخاص قتلوا خلال الساعات ال24 الماضية والتي شهدت أشد وأعنف الهجمات من قبل الاحتلال الإسرائيلي إذ أصيب فيها أيضا 1342 آخرون «.
وأضاف «أن 95 بالمئة من القتلى قضوا تحت الأنقاض و5 بالمئة فقط من الجرحى توفوا بعد نقلهم إلى المستشفيات».
وكان اتفاق ايقاف اطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي قد دخل حيز التنفيذ صباح اليوم بعد إعلان الرئيس الأمريكي مساء أمس الاثنين التوصل إليه إلا أنه اخترق عقب سماع دوي انفجار في مدينة (بابلسر) بمحافظة (مازندران) شمال إيران.
وتتعرض طهران ومدن إيرانية أخرى منذ فجر ال13 من الشهر الحالي لهجوم واسع تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي قابلته إيران بهجمات صاروخية على الأراضي المحتلة.
كما تعرضت منشآت (فوردو) و(نطنز) و(أصفهان) النووية الإيرانية فجر أمس الأحد لقصف جوي من الولايات المتحدة.
من جهة أخرى أعلن الحرس الثوري الإيراني، الثلاثاء، توقيف مواطن أوروبي بتهمة التجسس على مواقع حساسة وعسكرية في جنوب إيران، بعد عملية مماثلة استهدفت أوروبياً آخر.
ويأتي هذا الإعلان في وقت بدأ فيه سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الثلاثاء، بعد 12 يوماً من المواجهة العسكرية بين البلدين.
وقال موقع الحرس الثوري الإخباري “سباه نيوز” إنه “تم توقيف أوروبي من قبل قوات الأمن.. في محافظة هرمزغان” بجنوب البلاد، مشيرا إلى أنه “دخل إيران كسائح”.
وتابع أنه “كان يجمع معلومات استخباراتية عن مواقع حساسة وعسكرية”، من دون تقديم تفاصيل.
والاثنين، أوقفت السلطات الإيرانية مواطنا أوروبيا في محافظة همدان بشبهة التجسس لصالح تل أبيب، بحسب التلفزيون الرسمي، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول هويته.
وأضاف التلفزيون أن هذا الشخص “دخل البلاد متنكرا كسائح وواصل مهمة إقامة شبكات وجمع معلومات وتعطيل الأنظمة الهجومية والصاروخية في إيران”.
كذلك، ذكرت وسائل إعلام، الجمعة، أن مواطنا أوروبيا آخر أوقف بشبهة التجسس.
ونشرت وكالة “مهر” للأنباء في وقت لاحق من اليوم تسجيلا مصوّرا يفيد بأن الحرس الثوري الإيراني ألقى القبض على مواطن ألماني في محافظة مركزي غرب طهران.
وذكرت أن السلطات تشتبه في أنه “جاسوس دخل إيران متنكرا كسائح”.
كما اتُّهم بالاقتراب من “مستودع للذخيرة وثكنة عسكرية وأنفاق صواريخ وقاعدة جوية بهدف الحصول على معلومات”.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية عمليات توقيف طالت عددا من الأشخاص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل في مختلف أنحاء إيران، منذ اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو.
وتعهّدت إيران مذاك بإقامة محاكمات سريعة للأشخاص الذين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل.
كما أعلنت السلطات أيضا إعدام عدد من المدانين بالتعاون مع الموساد.