
“وكالات”: أعلن المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، إنّ إعادة تشغيل المطبخ المركزي العالمي في القطاع سيكون بشكل جزئي ومحدود للغاية، حيث يُتوقع أن يقدم حوالي 10 آلاف وجبة يومياً، تتركز أساسًا على تلبية احتياجات بعض المستشفيات وعدد محدود من مخيمات النازحين.
وأوضح الشوا، في تصريح لجريدة “العربي الجديد” التي تصدر في لندن، أنّ هذه الكمية المتوقع توزيعها تعتبر محدودة للغاية مقارنة بما كان يقدمه المطبخ سابقاً في غزة قبل وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه في يناير الماضي بين الفصائل والاحتلال.
وبحسب المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية في غزة، فإنّ إجمالي ما كان يتم توزيعه قبل الاتفاق وصل إلى نحو مليون وجبة يومياً لسكان القطاع في مختلف المناطق بينما لا يتجاوز حالياً في أفضل الأحوال 30 ألف وجبة.
وأكد أن الاحتلال “يحاول التغطية على جرائمه من خلال السماح بإدخال كميات محدودة من المساعدات”، في خطوة وصفها بأنها “ذر للرماد في العيون وتضليل للرأي العام العالمي”، مضيفاً أنّ “المساعدات التي تدخل القطاع لا تُلبي سوى جزء يسير من الاحتياجات المتفاقمة نتيجة الحصار وتدمير البنية التحتية”.
ولفت إلى الحاجة الماسة إلى إدخال مئات الشاحنات يومياً؛ بما لا يقل عن 500 شاحنة من المواد الغذائية الأساسية، لمواجهة النقص الحاد في الغذاء، إلى جانب توفير الغاز ومستلزمات إنتاج الوجبات، بما يشمل الخضار، واللحوم، والحبوب، مشدداً على أهمية التنوع الغذائي لمواجهة حالات سوء التغذية المتفاقمة، خاصة بين الأطفال، ولا سيما في ظل انعدام توفر حليب الأطفال والمكملات الغذائية الأساسية، وتداعياته على صحة الأطفال ونموهم. وطالب الشوا بضرورة تكثيف الضغط الدولي من أجل إدخال كل الاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة المحاصر، سواء على صعيد الغذاء أو مواد النظافة والإيواء والمستلزمات الصحية، محذراً من أنّ استمرار هذا الوضع يعني تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة بشكل غير مسبوق.
وكانت منظمة المطبخ المركزي العالمي قد أعلنت، مساء أمس الأول السبت، استئناف عملياتها في قطاع غزة بعد انقطاع دام 12 أسبوعاً (نحو ثلاثة أشهر)، ووصفت الخطوة بأنها “إنجاز مهم”، وسط استمرار الإبادة الجماعية الإسرائيلية بدعم أميركي في القطاع. وقالت المنظمة، في منشور عبر حسابها على منصة إكس، إنّ “آثار الجوع المزمن في غزة لا تزول سريعاً”، مؤكدة ضرورة الوصول الموثوق لإطعام المجتمعات بشكل آمن ومستمر.
وتابعت: “وصلت شاحنات مساعدات مطبخ المنظمة إلى فرقنا في غزة لأول مرة منذ أكثر من 12 أسبوعاً، واستأنفنا اليوم الطهي في مطابخ مختارة، وهي خطوة حاسمة نحو زيادة إنتاج الوجبات لتلبية الاحتياجات العاجلة للنازحين الفلسطينيين”.
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني قد قال، في كلمة له على هامش الدورة 51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، أمس الأول السبت، إنّ ما يسمى بـ”آلية المساعدات” التي أُنشئت أخيراً هي عمل بغيض يُذلّ ويُهين الناس اليائسين. أضاف لازاريني أنّ الآلية المستحدثة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة هي “عبارة عن فخّ للموت تؤدي إلى فقدان أرواح بأكثر مما تُنقذ، كما يُستخدَم الغذاء سلاحاً، ويُجرَّد الفلسطينيون من إنسانيتهم، من دون أي عواقب، وهذا يمثل ذروة عشرين شهراً من الرعب، والتقاعس، والإفلات من العقاب”.