
دخل الصراع بين إسرائيل وإيران يومه السادس، حيث استمر الجانبان في تبادل الضربات الجوية والصاروخية.
وأعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمس الأربعاء أن القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب، وسط استمرار القصف الإسرائيلي الذي يطالها منذ فجر يوم الجمعة الماضي.
وقال خامنئي: «لن نتجاهل أي هجوم على أراضينا.. والقوات المسلحة في حالة تأهب».
وتابع المرشد الإيراني: «إسرائيل ارتكبت خطأ فادحاً وستلقى الجزاء. لن نغفر لإسرائيل اختراق أجواء بلادنا».
كما قال خامنئي إن «الشعب لن ينسى.. الهجوم على أرضه» وسقوط قتلى، مضيفاً أن «الإيرانيين بأكملهم يدعمون قواتنا المسلحة».
وأضاف خامنئي متحدثاً عن المسؤولين الأميركيين: «عليهم أن يعلموا أن إيران لن تستسلم وأن أي هجوم (أميركي) سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها».
وفي إشارة لتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال المرشد الإيراني: «أولئك الذين يعرفون تاريخ إيران يعرفون أن الإيرانيين لا يستجيبون على نحو جيد للغة التهديد».
وتابع خامنئي: «إيران لن تقبل أن يفرض عليها سلاماً أو حرباً»، مضيفاً أن طهران «لن تستسلم أبداً» للضغوط.
من جهته أحجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء عن الإدلاء بإجابة حاسمة في ما يتعلق بانضمام الولايات المتحدة إلى الضربات التي توجهها إسرائيل إلى إيران، معلناً أن طهران تواصلت مع واشنطن من أجل التفاوض.
وقال الرئيس الأمريكي للصحافيين في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض «قد أفعل ذلك وقد لا افعل، لا أحد يعلم ما ساقوم به».
وأضاف ترامب: «إيران تواجه مشكلات كثيرة وتريد أن تتفاوض» موضحاً أن طهران اقترحت إجراء محادثات في البيت الأبيض، لكنه رأى أن «وقت الحديث قد فات».
وقال للصحفيين: «هناك فارق كبير بين الوضع حالياً وقبل أسبوع. لا أحد يعلم ما سأفعله».
في سياق كتصل، وصف الرئيس الأميركي إيران بأنها «بلا دفاع جوي على الإطلاق»
بدورها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس: «نتعرض لهجوم غير قانوني من إسرائيل»، مضيفةً: «من يهاجمنا سيتلقى الرد».
وأعلن سفير إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف، علي بحريني،أمس الأربعاء، أن بلاده سترد على الضربات الإسرائيلية «بقوة... ودون ضبط للنفس».
وأضاف للصحافيين: «لن نظهر أي تردد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا. سنرد بجدية وقوة ودون ضبط للنفس»، نقلا عن «رويترز».
واتهم السفير الإيراني، إسرائيل «باستهداف مناطق مأهولة دون تمييز، وبدون إنذار»
وقال بحريني إن إسرائيل ارتكبت «عملا عدوانيا، وهاجمت إيران دون أي سبب».
واعتبر السفير أن «أميركا منحت إسرائيل الحصانة، وأن الدول الأوروبية تحاول تبرير العدوان بادعاءات لا أساس لها».
من جهته شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن الوحدة الوطنية بين الحكومة والشعب من شأنها أن تمنع أي تهديد من الإضرار بالبلاد.
من جهته قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في اجتماع مجلس الوزراء اليوم الأربعاء، إنه «باللحمة الوطنية والوحدة نستطيع تجاوز أي أزمة».
ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن الرئيس بزشكيان قوله في اجتماع مجلس الوزراء أمس: «إذا كان الشعب معنا، فلن تُعرّض أي مشكلة البلاد للخطر، وبالتالي، من الضروري أن تتماشى جميع الإجراءات مع الحفاظ على اللحمة الوطنية»، مؤكدا: «أعتقد أنه باللحمة الوطنية والوحدة سنتجاوز أي أزمة».
كما أكد الرئيس الإيراني على دعم المسؤولين للشعب، وقال: «على المسؤولين والجهات المختلفة، وخاصة المؤسسات الداعمة مثل لجنة الإغاثة والرعاية الاجتماعية، أن تحرص على معالجة وضع كل فرد من مواطنينا بسرعة في حالة حدوث مشكلة أو حادث وتلبية جميع احتياجاتهم... من المهم أن يعلم الشعب أن السلطات تقف إلى جانبه وتسعى جاهدة لتوفير الظروف المناسبة لمواطنيها».
وشكر بزشكيان «الإعلان عن الدعم والمساعدة من مختلف الدول، وخاصة دول الجوار، خلال الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني»، وقال: «ينبغي على الوزراء مواصلة تفاعلهم وتواصلهم مع الدول الأخرى، وخاصة دول الجوار».
كما أكد الرئيس على مسألة تفويض الصلاحيات للمحافظات، وقال: «ينبغي على الوزراء منح الصلاحيات اللازمة لمديريهم ونوابهم حتى تتمكن كل جهة من اتخاذ قراراتها الخاصة عند الحاجة».
وفي الختام، طلب بزشكيان من جميع المسؤولين «الالتزام التام بمبادئ الأمن والحماية، ووفقا للتعليمات الصادرة عن الجهات المعنية، حتى لا يواجه أحد أي مشكلة».
وفي هذا الاجتماع، الذي حضره جميع أعضاء مجلس الوزراء ونواب الرئيس، تمت مناقشة واستعراض آخر الأحداث والوقائع، وأصدر الرئيس الإيراني الأوامر والإجراءات اللازمة لتسهيل الأمور.
من جهة أخرى جهت روسيا، أمس الأربعاء، تحذيراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية من تقديم أي مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل، مشددة على أن ذلك سيتسبب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وحذرت الخارجية الروسية بالقول: «نحذر أمريكا من تقديم مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل أو حتى مجرد التفكير في الأمر».
وحذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من أن المساعدة العسكرية الأمريكية المباشرة لإسرائيل ربما تزعزع استقرار الوضع في الشرق الأوسط بشكل جذري، وسط استمرار لتبادل الضربات الجوية بين إيران وإسرائيل لليوم السادس على التوالي.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن ريابكوف قوله إن روسيا تحذر الولايات المتحدة من تقديم مثل هذه المساعدة لإسرائيل، أو حتى التفكير في تقديمها. وأضاف أن موسكو على اتصال بكل من إسرائيل وإيران.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، تدمير مقر الأمن الداخلي الإيراني بغارات جوية.
وقال كاتس: « يواصل الإعصار ضرب طهران».
وأضاف: «دمرت طائرات سلاح الجو الآن مقر الأمن الداخلي للنظام الإيراني، الذراع القمعي الرئيسي للديكتاتور الإيراني».
وتابع: «كما وعدنا، سنواصل تدمير رموز السلطة وضرب نظام آيات الله في كل مكان».
هذا وأفاد متحدث عسكري إسرائيلي، الأربعاء، بأن القوات الإسرائيلية نفذت مئات الطلعات الجوية قصفت خلالها أكثر من 1100 هدف داخل إيران، منذ بدء الهجمات صباح يوم الجمعة الماضي، في حين أفادت منظمة حقوقية إيرانية بمقتل ما يقرب من 600 شخص.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، إيفي ديفرين، في مقطع فيديو نُشر على منصة إكس: «لقد وجهنا ضربات شديدة لعناصر النظام الإيراني، مما أدى إلى دفعهم للتراجع نحو وسط إيران، وهم يركزون الآن جهودهم على إطلاق الصواريخ من منطقة أصفهان».
وأوضح ديفرين، بأن القوات الإسرائيلية تتصرف بشكل منهجي لتحييد التهديد النووي الإيراني، وقد ألحقت أضرارا جسيمة بالمنشآت النووية.
وأشار إلى أن إيران تطلق يوميا صواريخ باتجاه إسرائيل على شكل موجات، مشيرا إلى أنه تم إطلاق نحو 30 صاروخا باليستيا في موجتين ليلة أمس، وأكد أن معظمها جرى اعتراضه، ولم تقع أي إصابات في إسرائيل.
وفر آلاف الأشخاص من طهران، أمس الأربعاء، بعد أن دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مغادرة العاصمة، بينما قال مصدر إن ترامب يدرس خيارات تشمل الانضمام إلى إسرائيل في مهاجمة المواقع النووية الإيرانية.
وتبادلت إيران وإسرائيل ضربات صاروخية جديدة رغم دعوة الرئيس الأمريكي إيران إلى «استسلام غير مشروط».
وفي إسرائيل، سُمع دوي انفجارات فوق تل أبيب. وقال الجيش إن وابلين من الصواريخ الإيرانية أطلقا باتجاه إسرائيل في أول ساعتين من صباح أمس الأربعاء.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن 50 مقاتلة قصفت نحو 20 هدفا في طهران الليلة الماضية بما في ذلك مواقع لإنتاج مواد خام ومكونات وأنظمة تصنيع صواريخ.
وأعلن مسؤولون إيرانيون مقتل 224 شخصا، معظمهم من المدنيين، لكن السلطات لم تحدث الأعداد منذ أيام. وقالت السلطات الإسرائيلية إن إيران أطلقت نحو 400 صاروخ صوب إسرائيل منذ يوم الجمعة اخترق نحو 40 منها الدفاعات الجوية مما أسفر عن مقتل 24 جميعهم مدنيون.
وقال مصدر مطلع، بحسب ما نقلت «رويترز»، إن ترامب وفريقه يدرسون عددا من الخيارات، بما في ذلك مشاركة إسرائيل في توجيه ضربات لمواقع نووية إيرانية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء واجتمع لمدة 90 دقيقة مع مجلس الأمن القومي بعد ظهر أمس لمناقشة الصراع.
وفي سلسلة من التصريحات عبر وسائل للتواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء، أشار ترامب صراحة إلى مسألة قتل المرشد الإيراني علي خامنئي، مطالباً طهران بـ»استسلام غير مشروط».
وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين لرويترز إن واشنطن تنشر المزيد من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط وتوسع نطاق نشر طائرات حربية أخرى. ولم تتدخل الولايات المتحدة حتى الآن بصورة مباشرة في الصراع بما في ذلك المساعدة في إسقاط الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل.
وقالت إيران من قبل إنها سترد باستهداف قواعد أميركية إذا شاركت واشنطن في الحرب.
وذكر مصدر مطلع على تقارير مخابرات أميركية أن إيران حركت بعض منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، لكن من الصعب تحديد ما إذا كانت تستهدف القوات الأمريكية أم إسرائيل.
من جهة أخرى أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأربعاء، أن ضربات عسكرية إسرائيلية استهدفت منشأتين في إيران تصنعان قطع غيار لأجهزة الطرد المركزي، وهي الآلات التي تُخصّب اليورانيوم، وحددت المنشأتين بأنهما ورشة تيسا كرج ومركز أبحاث طهران.
وأضافت الوكالة عبر منصة «إكس»: «في الموقع بطهران، جرى استهداف مبنى كان يستخدم لتصنيع واختبار دوارات أجهزة الطرد المركزي المتطورة. وفي كرج، جرى تدمير مبنيين كانا يستخدمان لتصنيع مكونات مختلفة لأجهزة الطرد المركزي».
وقال الجيش الإسرائيلي، صباح أمس الأربعاء، إنه هاجم موقعا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وعدة مواقع لإنتاج الأسلحة للنظام الإيراني الليلة الماضية.
وأضاف بالقول في بيان: «نفذت أكثر من 50 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو، بتوجيه استخباراتي دقيق من فرع الاستخبارات، سلسلة غارات على أهداف عسكرية في منطقة طهران خلال الساعات الأخيرة».
وأضاف الجيش: «تم استهداف موقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في طهران، والتي يستخدمها النظام الإيراني لتوسيع نطاق وسرعة تخصيب اليورانيوم بهدف تطوير سلاح نووي»، فضلا عن «عدة مواقع لإنتاج الأسلحة، من بينها منشآت لإنتاج المواد الخام والمركّبات الخاصة بتجميع الصواريخ الباليستية التي أطلقها النظام الإيراني ولا يزال يطلقها باتجاه دولة إسرائيل». ومن بين الأهداف أيضا «مواقع لإنتاج أنظمة وقطع صواريخ أرض-جو المصممة لمهاجمة الطائرات».
يأتي ذلك فيما قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سلامي، صباح اليوم الأربعاء، إن «ظروف المنشأة النووية جيدة».
وبحسب ما نشرته وكالة «مهر»، أضاف سلامي: «الناس لم يخضعوا للقوة ولم يستسلموا أبدًا؛ إن معنويات زملائنا في المرافق النووية ممتازة ويعملون بشكل معتاد».
وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستفعل كل ما في وسعها لتدمير البرنامج النووي الإيراني.
يذكر أن مفاعل نطنز هو المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، ويقع في محافظة أصفهان على بعد نحو 220 كيلومترا جنوب شرق العاصمة طهران، وقد بدأت إيران في بنائه سرا، وكُشف عنه عام 2002، وهو مصمم لاستيعاب عشرات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي.
وقد تعرض المفاعل منذ عام 2010 لسلسلة هجمات نسبت إلى إسرائيل وشملت هجوما إلكترونيا وتفجيرات وتخريبا في أنظمة الكهرباء.
وقد أكدت إيران أن نطنز كان ضمن الأهداف التي استُهدفت في هجوم جوي إسرائيلي في في 13 يونيو 2025.