
لليوم الثاني، واصلت إسرائيل وإيران،أمس السبت، تبادل الضربات الجوية والصاروخية غداة شن الجيش الإسرائيلي «ضربة استباقية» ضدّ أهداف نووية وشخصيات عسكرية إيرانية، وجاء الهجوم الإسرائيلي بعيد تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضربة عسكرية إسرائيلية وشيكة للمواقع النووية في إيران.
وفي المقابل، أكدت القوات المسلحة الإيرانية أن «لا حدود» في الرد على إسرائيل بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وشنت بالفعل عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية.
وتوعد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، السبت، إسرائيل بـ»رد أقوى» في حال واصلت ضرباتها التي بدأتها، الجمعة، على مواقع عسكرية ونووية في الجمهورية الإسلامية.
ونقلت الرئاسة الإيرانية في بيان عن بزشكيان قوله خلال اتصال مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن «استمرار العدوان الصهيوني سيلقى ردا أشد وأقوى من القوات المسلحة الإيرانية».
وتعهد الرئيس الإيراني «بمواصلة التصدي للهجمات الإسرائيلية بكل قوة».
وأضاف الرئيس الإيراني: «تمكنا من إسقاط أسلحة إسرائيلية قيل إن الرادارات لا ترصدها».
واتهم الرئيس الإيراني، الولايات المتحدة بـ»عدم النزاهة» على خلفية دعم إسرائيل في وقت كانت طهران وواشنطن تجريان مباحثات بشأن اتفاق نووي محتمل.
من جانبه عيّن المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمس السبت، قائدا جديدا للقوة الجوفضائية بعد مقتل سلفه في ضربة إسرائيلية.
وأعلن خامنئي في مرسوم تعيين مجيد موسوي بدلا من أمير علي حاجي زاده قائدا للقوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني.
وعين خامنئي مجموعة من القادة في مواقع رئيسية في المنظومة العسكرية الإيرانية، بعد الإعلان عن مقتل أسلافهم في هجوم إسرائيلي استهدف إيران، فجر الجمعة.
وأصدر خامنئي قرارا بتعيين اللواء عبد الرحيم موسوي رئيساً للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، والعميد محمد باكبور قائداً لحرس الثورة الإسلامية، والعميد علي شادماني قائداً لمقر «خاتم الأنبياء» المركزي في الجيش الإيراني.
وكان خامنئي عين مؤقتا، صباح اليوم، حبيب الله سياري قائدا مؤقتا للأركان العامة للجيش الإيراني واللواء أحمد وحيدي قائدا للحرس الثوري، وذلك بعدما أعلن عن مقتل عدد من القادة والعلماء في الهجوم الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة على إيران، وأكد خامنئي أن خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا.
وهؤلاء أبرز القادة والعلماء الإيرانيين الذين تم الإعلان عن مقتلهم خلال الهجوم الإسرائيلي حتى الآن وهم: قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد، أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري، العالم النووي مهدي طهرانجي، العالم النووي فريدون عباسي، عبد الحميد مينوجهر وغيرهم.
وأكد مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى أمس السبت أن الضربات الإيرانية على إسرائيل ستستمر، وفق ما نقلت عنهم وكالة فارس الإيرانية للأنباء.
وقال مسؤول مطلع لوكالة فارس، نقلاً عن كبار القادة العسكريين: «إن الحرب التي بدأت مع بدء عدوان إسرائيل ستمتد إلى جميع المناطق والقواعد الأميركية في المنطقة خلال الأيام المقبلة، وسيكون المعتدون هدفاً لرد إيران الحاسم والواسع».
وأضاف المسؤول المطلع: «صرّح كبار المسؤولين العسكريين بأن هذه المواجهة لن تنتهي بإجراءات الليلة الماضية المحدودة، وستستمر الضربات الإيرانية اللاحقة، وسيكون هذا الإجراء مؤلماً ومؤسفاً للغاية للمعتدين».
وتابع قائلا: «لقد أثبت التاريخ أن إسرائيل قد بدأت حرباً مراراً بجرائمه، لكن الأدلة تشير إلى أن الجمهورية الإسلامية تنوي هذه المرة تعريض هذا النظام المجرم وأنصاره لمصيرها المشؤوم».
وبحسب ما نقلت الوكالة عن المصدر قوله «يبدو أن على إسرائيل والولايات المتحدة، بصفتهما الركيزتين الرئيسيتين للإرهاب في المنطقة، انتظار عواقب أعمالهما الوحشية في اللحظات القادمة».
وفي السياق، قال اللواء أحمد وحيدي مستشار الحرس الثوري الإيراني لمراسل التلفزيون الإيراني إن العملية التي تطلق عليها إيران اسم «الوعد الصادق 3» ستتواصل طالما اقتضت الضرورة، مؤكداً أن «المرحلة الأولى منها وجهت صفعة قوية للصهاينة».
قد اللواء أحمد وحيدي تفاصيل جديدة حول الرد الإيراني على إسرائيل، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي في الهجوم الصاروخي الإيراني كان ثلاثة قواعد جوية في مناطق متفرقة من إسرائيل.
وأوضح أن هذه المراكز كانت تضم طائرات “إف-35”، و”إف-15”، وطائرات النقل للتزود بالوقود جواً، بالإضافة إلى مركز قيادة وتحكم وحرب إلكترونية، وكانت تُستخدم كمنصات للهجوم على إيران، وقد تم استهدافها خلال العملية
ويقول وحيدي إن مجموع الأهداف التي تم التخطيط لضربها في هذه العملية بلغ 150 هدفاً.
ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية أن إيران أبلغت رسمياً كلاً من فرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة بأنها ستبدأ بشنّ هجمات واسعة النطاق ضد إسرائيل
أفاد إعلام رسمي إيراني بأن طهران حذرت أميركا وبريطانيا وفرنسا من أن قواعدها وسفنها في المنطقة ستستهدف إذا ساعدوا في التصدي للهجمات الإيرانية على إسرائيل.
وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية أن إيران أبلغت رسمياً كلاً من فرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة بأنها ستبدأ بشنّ هجمات واسعة النطاق ضد إسرائيل.
وأكدت طهران أن أي دولة تشارك في التصدي للهجمات الإيرانية ضد إسرائيل، ستكون هدفاً للقوات الإيرانية، التي ستستهدف جميع القواعد الإقليمية التابعة للدولة المتحالفة، بما في ذلك القواعد العسكرية في دول الخليج، والسفن والوحدات البحرية في الخليج والبحر الأحمر.
وإلى ذلك، أعلن مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى، السبت، أن الضربات الإيرانية على إسرائيل ستستمر، وفق ما نقلت عنهم وكالة فارس الإيرانية للأنباء.
وقال مسؤول مطلع لوكالة فارس، نقلاً عن كبار القادة العسكريين: «إن الحرب التي بدأت مع بدء عدوان إسرائيل ستمتد إلى جميع المناطق والقواعد الأميركية في المنطقة خلال الأيام المقبلة، وسيكون المعتدون هدفاً لرد إيران الحاسم والواسع».
وأضاف المسؤول المطلع: «صرّح كبار المسؤولين العسكريين بأن هذه المواجهة لن تنتهي بإجراءات الليلة الماضية المحدودة، وستستمر الضربات الإيرانية اللاحقة، وسيكون هذا الإجراء مؤلماً ومؤسفاً للغاية للمعتدين».
من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، أن حملته الجوية المتواصلة سمحت له بتحقيق «حرية الحركة في الأجواء» من غرب إيران، وصولا إلى طهران، حيث شنّت 70 طائرة حربية ضربات خلال الليل، مؤكداً أن «طهران لم تعد محصنة».
وقال الناطق باسم الجيش، إيفي ديفرين: «أقمنا منطقة نحظى بها بحرية الحركة في الأجواء من غرب إيران، وصولا إلى طهران.. لم تعد طهران بمأمن»، مضيفا أن سلاح الجو «شن ضربات واسعة شاركت فيها أكثر من 70 طائرة مقاتلة على أهداف في طهران».
وتقع العاصمة الإيرانية على بعد حوالي 450 كيلومترا عن الحدود مع العراق.
وأكد ديفرين أن «طهران لم تعد بمأمن»، مضيفا أن سلاح الجو شنّ ضربات واسعة على أكثر من 40 هدفا في المدينة خلال الليل، في سياق الحملة الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة على إيران، مشيراً إلى أنّ هذه المرة الأولى التي تعمل فيها طائرات إسرائيلية في «هذا المجال الجوي بالتحديد»، موضحا أنّها تتحرّك الآن «بحرية فوق طهران».
وأضاف «هذه أيضا أعمق عملية اختراق نقوم بها داخل الأراضي الإيرانية حتى الآن»، مؤكدا أنّ «الوصول إلى طهران يحمل دلالات استراتيجية وعملياتية كبيرة».
وفيما حذرت إسرائيل من أنّ «طهران ستحترق» إذا أطلقت صواريخ جديدة على أراضيها، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، أنه يشنّ «راهنا» هجمات على مواقع عدة في إيران، مواصلا حملته التي تستهدف منشآت عسكرية ونووية في هذا البلد.
وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في وقت سابق ، من أن «طهران ستحترق» فيما استهدفت تل أبيب منظومات دفاع جوي وقاذفات صواريخ إيرانية، في تصعيد للعمليات الهادفة إلى تفكيك القدرات العسكرية لإيران بعد قصف متبادل ليلا
وأطلقت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسع النطاق على إيران استهدف أكثر من 200 موقع عسكري ونووي، وأسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف على «نقطة اللاعودة».
وردا على ذلك، أطلقت إيران التي تنفي تطوير أسلحة نووية، عشرات الصواريخ على إسرائيل قائلة إنها استهدفت منشآت عسكرية. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض معظمها، لكن تم تسجيل أضرار كبيرة في منطقة تل أبيب.
والسبت، حذر كاتس من أنه إذا واصل المرشد الإيراني، علي خامنئي، إطلاق صواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، «فإن طهران ستحترق».
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت الجمعة والسبت على إسرائيل، فيما أفاد مسؤول أميركي، الجمعة، بأنّ بلاده ساعدت في إسقاط الصواريخ الإيرانية.
لكن في منطقة تل أبيب، طال دمار وأضرار جسمية العديد من المنازل، حيث جرب الإبلاغ عن مقتل 3 أشخاص وإصابة العشرات بجروح، من بينهم سبعة عسكريين.
وفي إيران، أسفرت الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت أيضا مباني سكنية عن سقوط 78 قتيلا وأكثر من 320 جريحا، بينهم «غالبية كبرى من المدنيين»، بحسب سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير إيرواني.
السبت أيضا، استهدفت ضربات إسرائيلية جديدة أنظمة دفاع جوي في منطقة طهران و»عشرات» منصات إطلاق صواريخ أرض - أرض في إيران، بحسب إسرائيل.
وأوردت وكالتا «فارس» و»مهر» الإيرانيتان أن ضربات إسرائيلية جديدة استهدفت السبت مدينة تبريز ومناطق في محافظات لورستان وهمدان وكرمنشاه في غرب وشمال غربي إيران.
وأفادت وكالة «إرنا» عن إغلاق المجال الجوي الإيراني «حتى إشعار آخر».
في إسرائيل، أُغلق مطار بن غوريون الدولي الرئيسي قرب تل أبيب، حتى إشعار آخر.
ويقول خبراء إن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، اللتين تفصل بينهما أكثر من 1500 كيلومتر، يثير مخاوف من نزاع طويل الأمد في المنطقة.
من هذا المنطلق، ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها أو حوّلتها، بينما شهدت أسعار النفط ارتفاعا.
وفي أعقاب أولى الهجمات الإسرائيلية، حضّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إيران الجمعة على «إبرام اتفاق» بشأن ملفها النووي، محذّرا بأن الضربات التالية ستكون «أكثر عنفا»، ووصف الضربات الأولى بأنها «ممتازة».
رغم الدعوات الدولية لخفض التصعيد، توعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إيران بمزيد من الضربات.
وقال نتنياهو في رسالة مصورة الجمعة، «قضينا على كبار القادة العسكريين، العلماء النوويين البارزين، أهم منشآت النظام لتخصيب اليورانيوم، وقسم كبير من ترسانة صواريخه الباليستية».
على الصعيد العسكري، أعلن الجيش الإسرائيلي «تدمير» مصنع لتحويل اليورانيوم في أصفهان (وسط) وقاعدة عسكرية في تبريز (شمال غرب).
غير أنّ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قالت إن الأضرار في أصفهان وموقع فوردو جنوب طهران كانت محدودة.
وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن مركز تخصيب اليورانيوم في نطنز في وسط البلاد تعرّض للاستهداف.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نقلا عن معلومات إيرانية أن القسم فوق الأرض من منشأة فوردو «دُمر»، غير أنه لم يسجل أي ارتفاع في مستوى الإشعاع فيها.
وشنت طهران 5 موجات من الضربات الجوية ضد إسرائيل منذ ليل الجمعة إلى صباح أمس السبت، ما تسبب في سقوط 3 قتلى وأكثر من 90 مصاباً، بحسب شهود عيان
وتحدث إعلام إيراني،أمس السبت، عن استهداف لواء مدرعات للحرس الثوري في زنجان شمال غربي البلاد، فيما أفادت وكالة «نورنيوز» باستهداف إسرائيلي لمدينة همدان غربي إيران.
ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس، ما دفع السكان إلى الملاجئ. وقال الجيش الإسرائيلي إنه جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي التابعة له لاعتراض الصواريخ الإيرانية.
وقال الجيش الإسرائيلي: «في الساعة الأخيرة، تم إطلاق عشرات الصواريخ على دولة إسرائيل من إيران، وتم اعتراض بعضها».
وأضاف البيان أن فرق الإنقاذ تعمل في عدد من المواقع التي وردت منها أنباء عن سقوط قذائف، دون الحديث على وقوع إصابات.
وذكرت وكالة أنباء «تسنيم» شبه الرسمية أنه سُمع دوي عدة انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران.
وذكرت وكالة «فارس» للأنباء أن صاروخين أصابا مطار مهر آباد في طهران. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن أنباء أفادت باندلاع حرائق هناك. ويقع المطار بالقرب من مواقع رئيسية للقيادة الإيرانية ويضم قاعدة للقوات الجوية تحتوي على مقاتلات وطائرات نقل.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ما يعتقد أنه صاروخ سقط في تل أبيب، وسمع شاهد من «رويترز» دوي انفجار قوي في القدس. ولم يتضح ما إذا كانت الضربات الإيرانية أو الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية وراء هذا النشاط.
وكانت تلك الغارات ردا على الهجمات الإسرائيلية على إيران في وقت مبكر أمس الجمعة استهدفت قادة وعلماء نوويين وأهدافا عسكرية ومواقع نووية.
وفي وسط تل أبيب، أصيب مبنى شاهق خلال موجة من الهجمات الصاروخية ما أدى إلى إلحاق أضرار بالثلث السفلي من المبنى الواقع في منطقة حضرية مكتظة بالسكان. ودُمر مبنى سكني في مدينة رامات جان المجاورة.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن عشرات الأشخاص أصيبوا في منطقة تل أبيب، معظمهم بإصابات طفيفة. وأفادت مراسلة «العربية» و»الحدث» بسقوط قتيلين جراء الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل.
وقال مسؤولان أمريكيان إن الجيش الأمريكي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل أمس الألو الجمعة. وقال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت أقل من 100 صاروخ أمس الأول الجمعة وإنه تم اعتراض معظمها. وقد أصيبت عدة مبان في تل أبيب ومحيطها.
وأثارت الضربات الإسرائيلية على إيران طوال يوم أمس والرد الإيراني عليها مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا على الرغم من أن إسرائيل قضت على الكثير من قدرات اثنين من أكبر حلفاء إيران في المنطقة هما حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان.
وقالت و»كالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء» إن طهران أطلقت مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل بعد أن قصفت إسرائيل موقع نطنز النووي الإيراني الضخم وقتلت كبار قادتها العسكريين، وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن يتضح مدى الضرر في نطنز.
ودأبت الدول الغربية على اتهام إيران بتخصيب اليورانيوم هناك إلى مستويات تسمح بصنع قنبلة وليس للاستخدام المدني.
وأبلغ رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، مجلس الأمن أمس الجمعة بأن محطة التخصيب فوق الأرض في موقع نطنز النووي الإيراني دُمرت. وأضاف أن الأمم المتحدة لا تزال تجمع معلومات حول الهجمات الإسرائيلية على منشأتين أخريين هما محطة فوردو لتخصيب الوقود ومحطة أصفهان.
واتهم المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل ببدء الحرب. وقال مسؤول إيراني كبير إنه لن يكون هناك مكان آمن في إسرائيل وسيكون الانتقام مؤلما.
وقال مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة إن 78 شخصا، من بينهم مسؤولون عسكريون كبار، قُتلوا في الغارات الإسرائيلية على إيران وأصيب أكثر من 320 شخصا معظمهم من المدنيين.
واتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ في الهجمات وقال إنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن العواقب.
وأكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير إيرواني أمس الأول الجمعة حق بلاده في «الدفاع عن النفس» كما هو منصوص في ميثاق المنظمة مهددا بأن «إيران سترد بحزم وتناسب على الأعمال العدوانية في الوقت والمكان والوسيلة التي تختارها».
وقال إيرواني أمام الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث تطورات الوضع في إيران إن «هذا ليس تهديدا بل إنها النتيجة الطبيعية القانونية والضرورية لهجوم عسكري غير مبرر».
وتوعد إيرواني بأن «رد إيران سيكون حازما وقانونيا وضروريا لاستعادة الردع والدفاع عن سيادتنا والتمسك بمبادئ القانون الدولي ولا يمكن السماح لأي معتد بالتصرف من دون عقاب».
وأوضح المندوب الإيراني أن بلاده طلبت عقد هذه الجلسة الطارئة «لأننا نتوقع من هذا المجلس أن يفي بولايته بموجب الميثاق» داعيا مجلس الأمن إلى أن «يدين بأشد العبارات الممكنة العدوان الإسرائيلي غير المشروع».
وشدد على وجوب اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لمحاسبة النظام الإسرائيلي «ومنع المزيد من تآكل السلم والأمن الدوليين» مشيرا إلى أن أي إجراء أقل من ذلك «سيشير إلى انهيار النظام الدولي ويدعو إلى الفوضى».
واختتم إيرواني كلمته بالقول «الصمت تواطؤ في هذه الجريمة» متهما الاحتلال بمهاجمة بلاده وانتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ويجب محاسبته كما «يجب على مجلس الأمن أن يتصرف الآن ويوقف هذه الأعمال العدوانية فورا».
من جانبه وصف المسؤول الرفيع في مكتب شؤون المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الأمريكية ماكوي بيت تحرك الاحتلال ضد إيران بأنه «أحادي الجانب» موضحا أن بلاده «أبلغت بالضربات مسبقا لكنها لم تشارك عسكريا فيها.
وشدد بيت أمام مجلس الأمن على أنه لا ينبغي «لأي حكومة أو وكيل أو جهة مستقلة» استهداف المواطنين أو القواعد أو أي بنية تحتية أمريكية أخرى في المنطقة مشيرا إلى أن كل دولة ذات سيادة لها الحق في الدفاع عن نفسها «وإسرائيل ليست استثناء».
وأكد المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة ستواصل السعي إلى حل دبلوماسي يضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي أو تشكيل تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط قائلا إنه «ستكون من الحكمة أن تتفاوض القيادة الإيرانية في هذا الوقت»
وقال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن المعلومات الاستخباراتية أكدت أن إيران كانت ستنتج في غضون أيام ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنابل متعددة. ووصف العملية التي قامت بها إسرائيل بأنها «عمل من أعمال الحفاظ على الأمن الوطني».
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الوقت لم يفت بعد بالنسبة لطهران لوقف حملة القصف الإسرائيلي من خلال التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وكانت طهران قد انخرطت في محادثات مع إدارة ترامب بشأن اتفاق للحد من برنامجها النووي ليحل محل الاتفاق الذي تخلى عنه ترامب في عام 2018. ورفضت طهران العرض الأميركي الأخير.