دولي

“وكالات”: تعرضت المناطق الشرقية لمدينة غزة وشرق جباليا البلد، شمالي القطاع، لقصف مدفعي عنيف من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما استهدف الاحتلال مسجد الشهيد جمال أبو حمد داخل بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس، جنوبي القطاع. 

وأكدت بلدية غزة أمس السبت، أنّ استمرار نزوح مئات الآلاف من المواطنين من شرق مدينة غزة إلى غربها ومن محافظة شمال القطاع يفاقم الكارثة وينذر بانهيار وشيك لمنظومة الخدمات الأساسية في المدينة. 

بدورها أعلنت بلدية خزاعة شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، السبت، البلدة “منطقة منكوبة بالكامل” جراء الاستهداف الإسرائيلي المباشر والمتواصل الذي طال مختلفة مكونات الحياة فيها ضمن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر العشرين.

في الأثناء، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، أمس السبت، على أن إيقاف المجاعة الجماعية الحالية في غزة يتطلب إرادة سياسية. 

وقال إن  المساعدات التي يتم إرسالها الآن تسخر من المأساة الجماعية في قطاع غزة. 

بدوره، حذر أجيث سونغاي، ممثل مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أنّ الآلية الأميركية الإسرائيلية لتوزيع مساعدات إنسانية بقطاع غزة “غير مستدامة” وتنطوي على “إذلال” يفاقم معاناة الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة متواصلة منذ أكثر من 20 شهراً. وفي مقابلة مع وكالة الأناضول بجنيف، تحدث سونغاي عن مخاطر هذه الآلية، مشيراً إلى أنها تحمل “إذلالاً” يضاعف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع الفلسطيني، و”تفتقد للإنصاف والحياد والاستقلالية”، كما أنها “غير مستدامة”.

ويأتي ذلك فيما يتواصل الحراك الدبلوماسي للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار. إذ أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأول الجمعة، عن اعتقاده بأن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة “أصبح قريباً جداً”.

 وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: “إنهم قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة. سنبلغكم بذلك خلال اليوم “أمس الأول الجمعة” أو ربما غداً “أمس السبت”. ولدينا فرصة لذلك”. 

بدوره، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس السبت، أنّ بلاده ستستمر في جهود التسوية، بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وشدد عبد العاطي، خلال استقباله الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، على ضرورة ضمان النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الانسانية للقطاع، فضلاً عن دعم الافق السياسي لحل الدولتين.

وينتظر المسؤولون الأمريكيون رداً رسمياً من حركة حماس على مقترح مبعوث ترامب إلى المنطقة ستيف ويتكوف، الذي يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً وإطلاق سراح 28 من المحتجزين الإسرائيليين من الأحياء والأموات خلال الأسبوع الأول، مقابل إطلاق سراح 125 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، ورفات 180 من الفلسطينيين الشهداء. كذلك تتضمن الخطة إرسال مساعدات إلى غزة فور التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، إضافة إلى إفراج الحركة عن آخر 30 محتجزاً بمجرد سريان وقف إطلاق نار دائم. من جهتها، قالت حركة حماس، في بيان مقتضب، أمس الأول الجمعة، إنها تجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح ويتكوف.

في سياق متصل،أكدت بلدية غزة، أمس السبت، أن استمرار نزوح مئات الآلاف من المواطنين من شرق مدينة غزة إلى غربها ومن محافظة شمال القطاع، يفاقم الكارثة وينذر بانهيار وشيك لمنظومة الخدمات الأساسية في المدينة. وقالت البلدية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إنّ أزمة النزوح تشكل عبئاً كبيراً على البلدية وعلى منظومة الخدمات، لا سيما خدمات المياه والصرف الصحي وجمع النفايات مع عدم توفر الإمكانات لدى البلدية، خصوصاً الوقود والآليات والمواسير ومختلف المواد اللازمة لمواجهة الكارثة.

وبينت أن المدينة تعاني من كارثة صحية وبيئية كبيرة بسبب نقص المياه وتكدس أكثر من ربع مليون طن من النفايات في قلب المدينة وحالة الدمار الكبير الذي ألحقه الاحتلال بمرافق البلديات وممتلكات المواطنين الخاصة. وطالبت بلدية غزة المجتمع الدولي بسرعة التدخل والمساعدة في توفير الإمكانات والاحتياجات الطارئة والعاجلة للبلدية وتمكينها من توفير الخدمات الأساسية والحد من الكارثة التي تهدد حياة الإنسان.

إلى ذلك أفادت وزارة الصحة في غزة بأنّ الفرق الفنية في مستشفيات غزة تعمل ضمن خيارات محدودة ومستنزفه لتعزيز إمدادات الكهرباء للأقسام الحيوية، مشيرة إلى أنّ “الاحتلال دمّر عدداً كبيراً من المولدات الكهربائية، وكان آخرها قصف وحرق 3 مولدات كهربائية بقدرات عالية”.

ولفتت إلى أن “ما تبقى من مولدات تعمل في المستشفيات منذ أكثر من عام ونصف تصعب صيانتها لعدم توفر قطع الغيار وعدد منها مهدد بالخروج عن الخدمة”. وأضافت “أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ وحضانات الأطفال لا يمكن لها أن تستمر بالعمل دون كهرباء”. وناشدت الوزارة كافة المؤسسات والجهات المعنية بالعمل العاجل على توفير المولدات الكهربائية بالقدرات المطلوبة، وكذلك قطع الغيار اللازمة للصيانة.