
«وكالات» : أفادت مصادر، أمس الاثنين، بأن مجلس السيادة السوداني قرر تعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء.
وأضافت أن المجلس اختار امرأتين تمثلان شرق ووسط السودان.
جاء هذا بعدما تراجع المجلس عن تعيين دفع الله الحاج رئيساً للحكومة، وذلك بعدما برز اسم إدريس ضمن آخرين دخلوا دائرة الترشيحات لمنصب رئيس الوزراء خلال الأشهر الأخيرة.
ورجحت المصادر إعلانه استلام المنصب بعد عودته إلى دائرة الترشيحات من جديد.
وأتى إعلان الحكومة السودانية بعد أسابيع من تعبير مجلس الأمن الدولي في مارس الماضي، عن «قلقه البالغ» إزاء ميثاق وقعته قوات الدعم السريع وحلفاؤها حول تشكيل حكومة، محذراً من أنه قد يؤدي إلى تفاقم الحرب والأزمة الإنسانية في السودان.
إذ وقّعت قوات الدعم السريع ميثاقاً مع القوى السياسة والعسكرية الحليفة لها، يتعهد بتأسيس «حكومة سلام ووحدة» في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه القوات.
من ناحية أخرى وسّع الجيش السوداني دائرة تحركاته لمحاصرة وتضييق الخناق على قوات الدعم السريع في آخر معاقلها داخل ولاية الخرطوم بمنطقة صالحة جنوب أم درمان غرب العاصمة.
وتفرض قوات الجيش بتشكيلاتها المتعددة والقوات المساندة الأخرى حالياً حصاراً مستمراً من اتجاهات مختلفة على جيوب وارتكازات الدعم السريع في المنطقة.
أتى ذلك في ظل توقعات بمعارك شرسة يشهدها المحور الجنوب للمدينة مع تقدم قوات الجيش واستهدافها لمواقع داخل محور صالحة بالمدفعية، صباح أمس الاثنين.
في موازاة ذلك دخلت ولاية جنوب كردفان في الجزء الجنوبي من البلاد في سياق العمليات العسكرية خاصة في محور منطقة الدِبيبات وما حولها بعد إحراز الجيش تقدماً في هذا النطاق.
ووفق متابعات فإن نسبة كبيرة من النازحين منتشرين في مناطق مختلفة داخل الولاية دون أي معينات غذائية وإيوائية وسط مناشدات بضرورة التدخل لإنقاذ الموقف الإنساني هناك.
في الأثناء يعاني النازحون والمشردون في منطقة مُنعم ريفي غرب مدينة النهود التي تم نهبها وإفقارها أوضاعاً مأساوية وندرة في المياه والخدمات الصحية حيث تعيش أغلب الأسر في العراء والمدارس مع استمرار تدفقات موجات النازحين.
يشار إلى أن الجيش كان حقق خلال الشهرين الماضيين مكاسب كبيرة في العاصمة الخرطوم، حيث سيطر على أغلب المواقع العسكرية والدبلوماسية المهمة، وتمكن من طرد الدعم السريع من العديد من المراكز.
إلا أن قوات الدعم السريع أكدت أنها لن تستسلم، وكثفت هجماتها لاسيما عبر الطائرات المسيرة ضد الجيش.
وكانت الحرب المستمرة في السودان منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، أدت إلى كارثة إنسانية هائلة في البلد، إذ تسبب النزاع بسقوط عشرات آلاف القتلى، وتهجير أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ، فيما غرقت أنحاء عدة من البلاد في المجاعة.